ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية في المنطقة العربية أصبح يهدد المنطقة بالتصحر وموجات من الجفاف ونقص الغذاء خصوصاً في ظل غياب أي مؤشرات قريبة بحدوث تحسن. دعا هذا بعض المراكز العلمية للتحذير من موجات هجرة بسبب نقص المياه.
استخلاص الماء من الهواء في ظل هذا الارتفاع المطرد باستخدام الشباك وأبراج الخيزران و غيرها ربما يكون طوق نجاة من هذه الأزمات .
تظهر الخريطة التالية المعدل السنوي لارتفاع درجات الحرارة في المنطقة العربية
بينما تظهر الخريطة التالية المعدلات المنخفضة جداً لسقوط الأمطار في المنطقة والتي تعد أقل المعدلات في العالم
وبالرغم من ذلك هناك العديد من المحاولات تقوم بها الحكومات لاستخراج الماء في ظل هذا المناخ الصحراوي القاسي م مثل تحلية ماء البحر وحفر الآبار وغيرها من الطرق، لكن ما سنتناوله هنا هي الطرق التي يمكن استثمارها شعبياً بعيداً عما تقوم به الحكومات.
تعتمد فكرة استخلاص الماء من الهواء في مثل تلك الأجواء الحارة على فكرة تكثيف الماء على سطح بارد وهو أمر يتم بإحدى طريقتين باستخدام الطاقة الكهربائية عبر أجهزة إزالة الرطوبة أو من خلال المبردات بينما تعتمد الطريقة الأخرى على استخلاص الماء طبيعياً باستخدام عوامل طبيعية مثل الضباب والرياح وجمع قطرات الندى وهي الطرق التي سنتناولها هنا.
شباك لصيد الضباب
تعتمد هذه الفكرة على تجميع الضباب الذي يظهر في الصباح الباكر حيث تتكثف قطرات الماء على السطح البارد لشباك ذات ثقوب ضيقة ومع تنامي حجم القطرات تبدأ في السقوط لأسفل وليتجمع الماء بعدها بسبب الجاذبية الأرضية في مجرى سفلي ليتم تخزينها للاستخدام فيما بعد. الجدير بالذكر أن هذه الطريقة مستخدمة فعلياً في بعض المناطق الجبلية في المغرب والتي تشح فيها المياه.
هناك عدة تصاميم منها التصميم المبسط الظاهر بالشكل التالي
ويمكنك التعرف أكثر على هذا النوع وتحميل تصميمه من خلال هذا الرابط
مشروع WarkaWater
WarkaWater هو مشروع لحصد الضباب اخترعه مهندس معماري إيطالي يتكون من برج من الخيزران تحيط بها شبكة قادرة على التقاط الرطوبة من الهواء المحيط به وتجميعها كمياه صالحة للشرب.
المهندس المعماري والمصمم الصناعي أرتورو فيتوري بدأ المشروع بعد رحلة في شمال شرق إثيوبيا. حيث وجد أن الناس في القرى النائية يذهبون لعدة كيلومترات للحصول على المياه.
يقول إنه استمد الفكرة من طفولته حينما كانوا يستخدمون الشباك لجمع الزيتون وكانت الشباك دائماً ما تكون رطبة وحيث أن بعض أجزاء من أفريقيا لديها مناخ رطب جدا أحيانا فكانت هذه الفكرة هي الأكثر ملائمة.
قام المهندس المعماري مع فريق من العلماء بتطوير نظام يقوم على هذا المبدأ. وكان الحل الذي وجدوه هو برج مرتفع 9 أمتار حتى يتسنى للمياه التي يتم جمعها الجريان إلى أسفل بقوة الجاذبية حيث يوجد خزان مركزي وبالتالي يمكن جمع أكثر من 100 لتر ماء يومياً.
يتكلف بناء البرج أقل من 1000 يورو بالإضافة للتصميم المعماري الأنيق. كما يتميز هذا النظام بسهولة الفك والتركيب ولا يحتاج أكثر من 4 أشخاص وقد تم تجربة النظام بنجاح في قرى أثيوبية.
تعتمد أبراج Warka Water لحصد الماء فقط على الظواهر الطبيعية مثل التكثيف والتبخير ولا تتطلب طاقة الكهربائية. الهيكل الرأسي مصمم لحصاد المياه الصالحة للشرب من الغلاف الجوي (المطر، الضباب والندى). تم تصميم أبراج WarkaWater لحصد الماء لكي تكون مملوكة ومشغلة من قبل القرويين وهو عامل رئيسي من شأنه تسهيل إنجاح المشروع.
البرج ليس فقط يوفر موارد أساسية للحياة – المياه – ولكن أيضا يخلق مكاناً اجتماعياً للمجتمع، حيث يمكن أن يتجمع الناس تحت ظل مظلة للتعليم والاجتماعات العامة.
يذكر أن هذا التصميم يعد أكثر كفاءة من التصميم العادي حيث أن السطح الداخلي يكون أكثر رطوبة وبرودة من السطح الخارجي مما يساهم في تكثف كميات أكبر من الماء.