على ما يبدو أن حرباً بارده جديدة من نوع جديد قد بدأت في العالم . إنها حرب تصنيع الروبوتات المقاتلة الضخمة والتي لا تكتفي فقط بالإستعانة بخبراء في مجالات عديدة لصناعة روبوتات مقاتلة تتبارى في ساحات الرياضة وقد تتحول لروبوتات حرب فيما بعد ربما في خلال سنوات لكن أيضاً في إثارة النزعات القومية لدى الناس ليدفعوا ما في جيوبهم للمساهمة في تعزيز تقنيات تلك الحرب وتحقيق إنتصارات معنوية بالنسبة لهم ومادية بالنسبة للمصنعين .
تبدأ قصتنا حينما خرج الروبوت العملاق الياباني الصنع كوراتاس الذي انتجته شركة Suidobashi للصناعات الثقيلة إلى حيز الوجود في يوليو 2012 حيث قامت الشركة بطرح الروبوت العملاق عالي التكنولوجيا للمستهلكين .
استثمر اليابانيون براعتهم في صناعة الروبوتات لصناعة أول روبوت يتم تحريكه عن بعد أو بواسطة قائد يجلس في مقصورة داخله ليكون أول نموذج يحاكي ذلك الروبوت الذي ظهر في فيلم أفاتار .
مصدر الصورة tonysrobots.com |
للوهلة الأولى و حينما ترى كوراتاس ستظن أنه روبوت حربي مائة بالمائة خصوصاً مع تزويده بما يشبه مدفع آلي متعدد الطلقات لكن الحقيقة أن اليابانيون أعلنوا أنه يطلق كرات الدهان فقط وأنه روبوت سلمي و ليس حربي و بالرغم من ذلك أثار الأمر حفيظة و غيرة الكثير من الأمريكيين الذين رأوا في الأمر استخفافاً بعقولهم لأن الروبوت يمكن تحويله لروبوت عسكري بسهولة بالغة .
الغريب أن كوراتاس يباع عبر أمازون كمنتج للمستهلكين بمبلغ مليون و مائتي ألف ين ياباني!
شاهد الفيديو التالي عن الروبوت الياباني كوراتاس
الروبوت الأمريكي ميجابوت يتحدى و الروبوت الياباني كوراتاس يقبل التحدي
مع سلوك الكاوبوي المعتاد ورغبة الأمريكيين الدائمة في التحرش باليابانيين و إظهار التفوق خصوصاً فيما يتعلق بالأسلحة قام فريق American robot fighting team بتصميم روبوت عملاق مماثل اسموه ميجابوت ( اسوة بالروبوت ميجابوت من فيلم المتحولون )
دعا الأمريكيون اليابانيين لقبول التحدي و مواجهة الروبوت ميجابوت بالروبوت الياباني كوراتاس و هي الدعوة التي قبل بها اليابانيون بشرط أن يتم التحدي على الطريقة اليابانية أي بإستخدام اسلحة يدوية مثل المطارق و المناشير و الهراوات و السيوف لكن ليس البنادق .
التصميم الأولي لميجابوت كان مثيراً للسخرية حقاً فقد بدا كما لو كان كومة من الخردة تم تجميعها مقارنة بالروبوت الياباني كوراتاس لكن و لحسن حظ الأمريكيين وجد الروبوت ميجابوت دعماً كبيراً من خلال حملة تمويل جماعي حصل من خلالها على مبلغ 500 ألف دولار وقاموا بتطويره عدة مرات بل وأطلقوا برنامجاً تلفزيونياً رصد مراحل الإختبارات التي مر بها ميجابوت خلال عملية تطوير النموذجين السابقين .
في الحقيقة خلال حملة الدعاية استخدم القائمون على ميجابوت نزعة قومية أمريكية واضحة ليس فقط لجمع الخبراء في شتى المجالات من كبار المتخصصين بدءاً من مصممي روبوتات هوليود و مطوري مدرعات الجيش الأمريكي و صناع الروبوتات العسكرية المقاتلة و حتى خبراء و كالة ناسا بل لإستقطاب الأميريكيين و جمع المال أيضاً.
المعركة بين الإصدار الثالث من روبوت ميجابوت MegaBot MK III و روبوت كوراتاس Kuratas قد حدد لها شهر أغسطس عام 2017 على أن يحدد المكان لاحقاً و سيظهر التحدي على قنوات يوتيوب للشركتين. و من المتوقع الإعلان عن الإصدار الثالث الجديد من ميجابوت في 20 مايو الحالي .
على كل حال ربما سيتطلب الأمر الكثير من الروح الرياضية لقبول النتائج فالمتابع للتعليقات على يوتيوب سيلاحظ نزعة قومية أبعد ما تكون عن الروح الرياضية خصوصاً لدى الأمريكيين لدرجة أن بعض المعلقين الأمريكيين قال متهكماً إذا هزمونا سنبيدهم بالقنابل النووية كما فعلنا في هيروشيما و ناجازاكي !
روبوت الملك القرد يبلغ ارتفاعه 13 قدم ويبدو اضعف النماذج حيث لا زال يحتاج لمزيد من التطوير , استغرق المطور حوالي شهرين فقط في صناعته و تكلف حوالي 14 مليون دولار وبالرغم من ذلك فقد أعلن مطوره تحدي الروبوت الأمريكي ميجابوت بشكل رسمي لينضم مصارع جديد لهذا المسرح الروماني الكبير للروبوتات و المرشح لإنضمام لاعبين جدد أيضاً فهل يتحول هذا التحدي لنوع من الرياضة الجديدة أم سيكون سباق تسلح أسوأ من كل سباقات التسلح التي مر بها العالم هذا ما سنعلمه خلال الأسابيع المقبلة.
اترك تعليقاً