أشياء مهمة يمكن تعلمها من مدينة تقانية - مترجم 2



بقلم : جابرييل جيمينيز
ترجمة : ابراهيم عبدالله العلو
انت تعلم بلا ريب انه يوجد على سطح الارض اكثر من 7 مليار انسان ولكن هل لاحظت انه خلال الفترة بين عامي 1900 وعام 2000 تضاعف عدد سكان العالم ثلاثة اضعاف اكثر من كامل التاريخ السابق للبشرية؟
نعم . انها زيادة من 1.5 مليار الى 6.1 مليار خلال 100 عام .

وما قرأته للتو يستدعي الاهتمام . وكمثال على ذلك ذكرت دراسة من سلطة تطوير وسط بريكل ( مدينة حضرية بولاية ميامي الأمريكية )  ان 66769 شخص عاشوا في مركز مدينة بريكل عام 2010 اما هذا العام فقد وصل العدد إلى 88540 إنسان ومن المتوقع ان يبلغ 106429 بحلول عام 2021 .
وهذا يعني ان العيش في المدينة سوف يصبح أصعب فأصعب .
إذ ان وحدات السكن سوف تكون أصغر حجماً وإذا كانت زحمة السير كابوساً الآن فما عسانا ان نتوقع في المستقبل ؟
فكر بتأثير ذلك على البيئة …
وبحسب منظمة الامم المتحدة تستهلك المدن ما بين 60% إلى 80% من كامل استهلاك الطاقة على سطح البسيطة كما انها تنتج 75% من انبعاثات الغازات الملوثة ناهيك عن ندرة الموارد وبالأخص النفط .
خائف ؟ لا تقلق يا عزيزي ..
فمن أهم مزايا تحول المدينة إلى مدينة تقانية توفير اماكن حضرية اكثر ملائمة للعيش والاهتمام بالبيئة .
تعتمد المدينة التقانية على التقانة لتوفر لسكانها مزايا عديدة في حقول مثل الحركية والاقتصاد في استهلاك الطاقة والتعليم والصحة والأمان والتخطيط الحضري وغيره .
دعنا نلقي نظرة على المدن التقانية المعيارية و نرى ما يمكننا ان نتعلمه منها :

سنغافورة :

سنغافوره
سنغافوره

اطلق رئيس الوزراء لي سين لونج برنامج الأمة الذكية عام 2014 حيث تم التخطيط لتجهيز عدد غير محدد من أجهزة الاستشعار والكاميرات ونشرها عبر المدينة –الدولة-الجزيرة والتي تمكن الحكومة من مراقبة كل شيء من نظافة الأمكنة العامة الى كثافة الحشود الى الحركة الدقيقة لكل الية مسجلة محلياً .

وتبدو تلك مطاردة هائلة الحجم اذا اخذنا بالحسبان ان السلطات تطور نظماً تستطيع تحديد مكان الاشخاص الذين يدخنون في المناطق المحظورة او يرمون بالقمامة .
وقد تذهب التقانة ابعد من ذلك حيث يتم تلقيم هذه البيانات لمنصة على الانترنت وتخلق سنغافورة الافتراضية التي تقدم للحكومة نظرة غير مسبوقة على اداء البلاد في الزمن الحاضر . كما ان المستشعرات التي طورتها الشركات الخاصة تدير منازل المسنين وتنبه افراد الاسرة اذا توقفوا عن الحركة وتسجل زمن دخولهم للمرحاض في محاولة منهم لمراقبة الصحة العامة ….

ماذا نتعلم من ذلك :

ما يميز جهود سنغافورة انها أشبه بـ ( كرة بلورية ) رقمية تعمل كما لو كانت إصدار فائق القوه و مزود بآشعة إكس من خرائط جوجل !
فالبيانات التي تجمعها المستشعرات تغذي معلومات تخزن الأبعاد الدقيقة للمباني وتموضع النوافذ وأنواع مواد البناء المستخدمة وتسمح للحكومة بمراقبة مظاهر عديدة من الحياة اليومية بما في ذلك شبكات المواصلات العامة والاسكان .
حقيقة غريبة : لديهم قيود على بيع العلكة من أجل المحافظة على نظافة المدينة .

برشلونة :

برشلونه

تعتبر اسبانيا من الدول الأكثر تضررا بالركود الاقتصادي عام 2008 ومن أجل مواجهة التحديات الاقتصادية استخدمت برشلونة التقانة لتحول نفسها الى نموذج للنظام الحضري الذكي الذي تقوده البيانات والمستشعرات .

وابتداء من عام 2012 هيأت المدينة تقانات استجابة عبر الانظمة الحضرية للنقل العام ومواقف السيارات وانارة الشوارع وادارة النفايات .
وقدمت هذه الابتكارات تخفيضات مهمة للكلف وساهمت في تحسين جودة الحياة لسكانها .
واستخدموا انترنت الاشياء وهو يعني التواصل المترابط عبر الانترنت للاجهزة الحاسوبية المدمجة في الحياة اليومية وتمكنها من ارسال واستقبال البيانات .

ماذا نتعلم من ذلك:

استفاد مشروع برشلونة المدينة الذكية من 500 كيلومتر من كبل الألياف البصرية الموجود ضمن المدينة حيث توفر شبكة الألياف تغطية ل 90% مما يسمى ليف-الى-المنزل وتعمل كعمود فقري لأنظمة المدينة المدمجة .
ولغرض توفير الطاقة ركبت المدينة 19500 عداد ذكي وهو جهاز الكتروني يراقب ويحسن استخدام الطاقة .
وفي مجال ادارة النفايات جهزت حاويات ذكية تراقب مستوى النفايات وتحسن اداء مسارات الجمع المستخدمة .
ووظفت برشلونة في قطاع النقل استراتيجية متعددة الاشكال وحفزت استخدام الحافلات الكهربائية ومشاركة الدراجات الهوائية ومواقف باصات رقمية تحول زمن انتظار الباص الى تجربة تفاعلية تسمح بتتبع مكان الباص ومحطات لشحن الاجهزة – يو اس بي – وخدمة واي فاي مجانية ووسائل تساعد الركاب على تنزيل تطبيقات تزيد معرفتهم بالمدينة .
اما بالنسبة للسائقين فقد جهزت جهاز استشعار يدلهم على مواقف السيارات المتوفرة …..

امستردام :

امستردام
امستردام

فازت امستردام في نيسان من العام الماضي بجائزة عاصمة الابتكار الاوربية الممنوحة من قبل المفوضية الاوربية والمدينة في طريقها لتصبح اكبر مدينة تقانية في العالم ..

إذ قامت بتحسين الحياة الحضرية عن طريق استخدام البيانات وتستقبل العديد من تلك المشاريع مساهمات من خارج القطاع الحكومي وركزت على حلول قابلة للاستنساخ والتكبير ..
مثلا تشكل كثافة السير قضية مهمة لامستردام لذا تعاونت المدينة مع ترافيك لنك (وهي شركة بريطانية متخصصة بتقديم معلومات حركة السير بشكل اني )
لإحداث سلطة الطريق الرقمي وهو نظام مؤتمت يخبر السكان بتوقعات السير في أي نقطة في المدينة عبر النهار ..
اما في مجال استخدام الطاقة فامستردام هي واحدة من موقعين اوربيين اختباريين لبرنامج سيتي زين وهو برنامج لتوفير الطاقة سيخفض بشدة مستوى انبعاثات الكربون ويحسن البنية التحتية للطاقة في المدينة .

ماذا نتعلم منهم :

يرمز برنامج سيتي زين الى ” مدينة ذات طاقة كربون صفرية .” تحديث شبكات الطاقة و الابنية لتصبح اكثر استدامة ..
ومن المتوقع أن توفر امستردام اكثر من 59000 طن في العام من غاز ثاني اوكسيد الكربون ويعادل ذلك ذات التأثير الذي يحدثه إزالة 12000 سيارة عن الطرقات .
كما ترى لدينا أدوات عظيمة لمواجهة زيادة عدد سكان العالم ولكن حتى تصبح مدينتك نجماً في عالم المدن التقانية عليك أن تبدأ بنفسك عن طريق استخدام بعض التطبيقات لإدارة الوقت .

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − تسعة عشر =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading