منذ المرة الأولى التي وقعت فيها عيناي على نظام تشغيل أندرويد تمنيت لو أمكن استخدامه على الكمبيوتر المكتبي أيضاً حيث أقضي معظم وقتي بعكس الموبايل الذي لا استخدمه إلا قليلاً .
وقتها بحثت كثيراً عن تطبيق لنظام تشغيل أندرويد على الكمبيوتر المكتبي أو اللابتوب و لم أجد شيء يذكر سوى مشروع في بدايته يسمى Android x86 بالإضافة لبعض برامج محاكاة أندرويد التي تعمل في بيئة افتراضية داخل ويندوز أو لينكس .
تعددت برامج المحاكاة وظهرت مشروعات جديدة لأنظمة تشغيل كاملة لأندرويد على الكمبيوتر المكتبي , بمرور الوقت أصبحت المشاريع الجديدة تمثل تجربة كاملة للمستخدم و ليس فقط مجرد أنظمة تجريبية . أصبح للويندوز منافس أخيراً ✌! .
شيخوخة ويندوز
منذ اصدار ويندوز 8 و تغيير واجهته حاولت ميكروسوفت إحتواء البرامج التي تستخدم على ويندوز في متجر التطبيقات لكن المحاولة على ما يبدو لم تفلح كثيراً حيث ظل الكثير من المستخدمين يفضلون تحميل البرامج الخارجية على الرغم من صعوبة تأمين تلك البرامج .
و ما زاد الطين بله أن كثير من المستخدمين لم يتقبلوا الواجهة الجديدة و التي ألغت فيها ميكروسوفت قائمة إبدأ الشهيرة . مما جعل ويندوز تتراجع عن إزالتها في ويندوز 10 مع دمج التطبيقات في القائمة .
صحيح أن بلاطات ويندوز الزرقاء جيده للتابلت و الموبايل و شاشات اللمس ربما , لكن لمستخدم الكمبيوتر المكتبي و الذي يحتاج للتركيز في آداء المهام أكثر لا اعتقد , فبلاطات ويندوز الزرقاء تعطيك شعوراً بالإزدحام دون داعي هذا بالإضافة إلى زحام التطبيقات التي لا تستخدمها و التي تأتي مدمجة مع ويندوز و البرامج الإعلانية التي أطلقتها ويندوز مؤخراً , كل هذا قلل من شعبية ويندوز من وجهة نظري.
اذكر أنني كلما قمت بتنزيل ويندوز 10 أحاول أقناع نفسي بالتعايش معه بشكله الجديد دون تعديل لكن في نهاية اليوم أكون قد حولته لويندوز 7 بسبب التعديلات الصغيرة التي أجريها حتى يصبح قابلاً للإستخدام من وجهة نظري 😁 !
أيضاً لو لاحظتم اصبح ويندوز يفتقر أيضاً للتعديلات الجوهرية فمعظم تعديلاته صارت شكلية بدون تعديلات حقيقية في النظام ذاته أو أفكار جديدة .
مميزات ويندوز 10
- الأوسع انتشاراً حتى الآن
- الأعلى ثباتاً نظراً لكونه أقدم الأنظمة هنا
- دعمه للهاردوير ( المكونات المادية ) هو الأفضل و يمكن التحكم به من خلال إعدادات كثيرة
- دعم و تشخيص الأعطال و المشاكل أوتوماتيكياً
عيوب ويندوز 10
- غير مجاني
- واجهة غير مريحة
- إعلانات
نظام تشغيل لينكس : البديل الكلاسيكي لويندوز و لكن
لا أحد ينكر نضوج تجربة نظام تشغيل لينكس و هو نظام تشغيل مجاني و مفتوح المصدر , حيث ازدادت شعبيته كثيراً مؤخراً لاسيما توزيعة لينكس منت الشهيرة و التي تجاوزت شعبيتها توزيعة أوبنتو الشهيرة بفضل مجتمعها النشط .
تعمل توزيعة لينكس منت Linux Mint بمجرد إخراجها من الصندوق أو التنصيب دون مشاكل تذكر و ما ساهم في تزكية واجهة لينكس منت هو أنها تشبه واجهة ويندوز 7 كثيراً و بقائمة تشبه قائمة إبدأ المحبوبة . بحيث لا يشعر مستخدم ويندوز بالغربة . لكن يبقى عدم وجود قاعدة بيانات صريحة لحل للمشاكل التي قد تطرأ هو العيب الرئيسي في لينكس .
تحتوي توزيعة لينكس منت Linux Mint على متجر للبرامج يأتي مدمجاً معها لكنه فقير نسبياً و يقتصر على التطبيقات و البرامج مفتوحة المصدر و لو أضفنا لذلك عدم توافقية معظم تطبيقات ويندوز للعمل في لينكس نكون قد وضعنا أيدينا على أهم مشاكل لينكس.
بالطبع وجود تطبيق مثل Wine و الذي يحاول حل هذه المشكلة من خلال تشغيل برامج ويندوز في بيئة افتراضية داخل لينكس و كذلك محرك الألعاب Steam الشهير و الذي يعد واجهة مشتركة لتشغيل الألعاب على أنظمة ويندوز و لينكس يخفف من المشكلة لكن تبقى هذه الحلول ناقصه مقارنة بويندوز .
مميزات لينكس
- مجاني و مفتوح المصدر
- أكثر أماناً و تعرض أقل بكثير للفيروسات
- أخف من ويندوز في معظم توزيعاته
- متعدد المهام
- واجهات متعددة الأشكال
- مفيد اكثر للمبرمجين و المطورين
عيوب لينكس
- عدم دعم الكثير من البرامج له مثل برنامج فوتوشوب مما قد يضطرك لإستخدام بيئة افتراضية لتشغيله مثل Wine
- عدم وجود نظام لتشخيص و حل الأعطال مثل ويندوز مما يجعلك تقضي أوقات طويله بحثاً عن حلول للمشاكل الطارئة
نظام تشغيل فينيكس Phenoix OS
برز نظام أندرويد على الحواسيب المكتبية و المحمولة عبر نظام تشغيل ريميكس Remix OS و الذي صاحب انطلاقه دعاية كبيرة لكن كانت له متطلبات خاصة للتشغيل ثم أتى نظام تشغيل Phenoix OS و الذي كان سهل التنصيب لكن تجربته كانت بها الكثير من المشاكل بالإضافة لعدم توفر متجر جوجل و الذي كان و لا يزال روح الأندرويد .
يأتي نظام تشغيل فينيكس Phenoix OS الجديد بإصدار أندرويد نوجا 7.1 و الذي يحتوي – لحسن الحظ – على متجر التطبيقات جوجل بلاي و يعمل بشكل جيد و دون مشاكل تذكر .
يعمل نظام تشغيل فينيكس (x86) على الأجهزة ذات وحدات المعالجة المركزية إنتل x86 . كما يمكن تثبيته على القرص الصلب ، دون التأثير على نظام التشغيل الأصلي .
مميزات فينيكس
- مجاني
- أحدث إصدار من أندرويد ( أندرويد نوجا)
- دعم متجر جوجل للتطبيقات و تنصيب ملفات apk
- حجمه صغير مقارنة بويندوز و توزيعات لينكس الرئيسية
- سهولة تنصيبه بجوار ويندوز
- متعدد المهام بعكس نسخ الهواتف ذات الإصدارات الأقدم من أندرويد نوجا
عيوب فينيكس
- بعض المشاكل في دعم اللغة العربية
- بعض التطبيقات لا تعمل بعد تنصيبها
- يأتي مع بعض التطبيقات باللغة الصينية ( قابله للإزالة)
- لا يوجد إعدادات واضحة للتحكم في العتاد المتصل بالكمبيوتر
تجربتي مع فينيكس Phenoix OS
الجميل أنه يأتي في صورة ملف تنفيذي exe أي أنه يمكن تنصيبه من خلال ويندوز ليحل مشكلة فشلت توزيعات لينكس الأخرى في حلها و هي علاج ( فوبيا تنصيب نظام بديل لويندوز) أو الخوف من فقدان الملفات خلال عملية التنصيب .
عملية التنصيب مع فينيكس ليست مؤلمة إطلاقاً و لا تحتاج إلى عمل فورمات لأي شيء كل ما يحتاجه النظام هو حجز مساحة لا تقل عن 8 جيجا و لا تزيد عن 32 جيجا في أي قسم من أقسام الهارديسك لديك , فينيكس Phenoix OS لن يطلب منك حتى حجز قسم مستقل !
بفضل تقنية grub4dos فإن لن تحتاج إلا بضعة ضغطات سيخبرك بعدها أن عملية التنصيب تمت بنجاح ثم يطلب منك إعادة تشغيل جهازك لتجد أن النظام تم تنصيبه بنجاح بجوار نظام تشغيل ويندوز و يمكنك الإختيار بينهما عند الدخول بحسب رغبتك .
بمجرد تشغيل النظام ستطالعك واجهة أندرويد نوجا 7.1 المميزه و التي أراها انتصاراً رائعاً لفينيكس على الوقت , في الحقيقة معظم مستخدمي أندرويد لا يحمل هذا النظام في هاتفه حتى ! و السبب تأخر الشركات المنتجه التي تحصل على المال أو مماطلتها عن تحديث هواتفها و إمتناعها في ببعض الأحيان بعد عام أو عامين من إنتاج الهاتف عن التحديث بدعوى تقادم الهاتف !
في الحقيقة دفعني هذا للتساؤل إذا ما كان يمكنني استبدال أندرويد هاتفي بنظام فينيكس لتجنب جشع الشركات التي تحاول بيع المنتج ذاته عدة مرات 😡 ؟
أما عن عملية إزالة النظام فهي أكثر سهولة من التنصيب , كل ما عليك هو فتح ملف التنصيب و إختيار زر uninstall و سيختفي النظام في لمح البصر .
نظام فينيكس Phenoix OS و الأمان
بالنسبة للأمان فإن النظام نفسه حديث لذا لا يمكن التنبؤ بمدى أمنه لكن لن يختلف عن أندرويد كثيراً , هناك ميزه أمنية في هذا النظام و هي أنه لن يحصل أي تطبيق على اتصالاتك أو يتصل بباقة الداتا الخاصة بك لأنه و ببساطة لا يوجد خط هاتف أو باقة داتا من الأساس 😁 كما أن الذاكرة الداخلية للنظام معزولة عن ويندوز تماماً لذا لا يوجد قلق من اتصال التطبيقات بها ✋
مشاكل phoenix OS
في الحقيقة لم تصادفني مشاكل كثيرة بعكس ما توقعت سوى بعض التطبيقات لم تعمل بعد تنزيلها من متجر جوجل و هي مشكلة ربما تخص التطبيقات نفسها أو حداثة إصدار أندرويد نوجا أو عدم توفر وايفاي في جهازي و هو من متطلبات بعض التطبيقات .
مشكلة الكتابة باللغة العربية وحلها : واجهني أيضاً مشكلة الكتابة باللغة العربية على لوحة المفاتيح الحقيقية و ليس الإفتراضية مشكلة اللغة تم حلها جزئياً عن طريق اختيار اللغة العربية مع الإنجليزية ضمن إعدادات النظام و تحميل حزمة اللغة العربية لتعريب لوحة المفاتيح لكن تبقى المشكلة الأساسية هي في محاولة الإنتقال بين اللغتين .حيث يتوقف التطبيق عن العمل أحياناً .
مشكلة الفيديو و حلها : صادفتني مشكلة في تشغيل الفيديو خصوصاً على تطبيق يوتيوب , تم حل المشكلة ببساطة من خلال استخدام المتصفح و تغيير هوية نظام المتصفح إلى نظام أندرويد أو ماك و ستحل مشكلتك فوراً .
يمكن تغيير هوية المتصفح من خلال الضغط على ايقونة بها صورة حاسوب موجودة بجوار شريط العنوان مباشرة في متصفح stardust الأنيق و المتصفح الرسمي للنظام و ستحل المشكلة تماماً (لم أجرب متصفحات أخرى ) .
رابط الموقع الرسمي لنظام فينيكس Phenoix OS
خلاصة :
- نجحت فينيكس في تقديم نظام تشغيل حقيقي لا تشعر بالخطر خلال تنصيبه و يمكن الإعتماد عليه كبديل لويندوز أو بجواره
- فينيكس رائع خصوصاً للأجهزة ذات الإمكانات الضعيفة و المتوسطة و لا يستهلك مساحات كبيرة بعكس ويندوز
- مع متجر جوجل العملاق لن تفتقد أي تطبيق فكل شيء متاح غالباً بالمجان يمكنك تحميله و استخدامه متى شئت ميزة لا تتوفر في متجر ويندوز الفقير جداً
- يتميز فينكس بوفرة تطبيقات تعليم الأطفال و الألعاب التي لا تحصى و التي يمكنها أن تجعل منه مناسب للحواسيب المخصصة للأطفال أيضاً .
- فينكس يجعل هاتفك بعيداً خلال تجربة التطبيقات الشرهة للصلاحيات
ربما يشكل فينيكس منافس قوي لويندوز في القريب العاجل من يدري , هذا التنافس القوي يصب في مصلحة المستخدمين و يحفز جميع الأطراف لتطوير برامجها و هذا هو الأهم .
أتمنى لكم تجربة ممتعة
اترك تعليقاً