أثارت شبكة إيللو – Ello الإجتماعية الجديدة و التي تم إطلاقها في السابع من أغسطس العام الجاري ردود فعل قوية عند الإعلان عنها فخصصت المساحات للحديث عن إيللو – Ello في المواقع و المدونات الغربية حتى وصل الحديث للمواقع العربية التي تلقفته بلهفة فما سر هذا الإهتمام الغريب بشبكة لم تفتح أبوابها بعد سوى لمن يحملون الدعوات للتسجيل فيها . و لماذا تتلقى تلك الشبكة أكثر من 31 ألف طلب انضمام في الساعة !.
لقد عرفت شبكة إيللو- Ello أين تضرب ! فيسبوك أصبح مصدر تململ و ضيق لدى الكثير من مستخدميه لسببين الأول هو الخصوصية و الثاني هو الإعلانات و هو ما استهدفته إيللو في رسالتها لمستخدمي الشبكات الإجتماعية و التي عرضتها في صدر صفحتها الرئيسية
“شبكتك الإجتماعية يملكها المعلنين”
كل منشور تقوم بنشره كل صديق تحظى به كل رابط تضغطه يتم تتبعه و تسجيله و تحويله إلى معلومات يتم بيعها للمعلنين للحصول على مزيد من الإعلانات , أنت منتج يتم بيعه و شراؤه !
نعتقد بأن هناك طريق أفضل نؤمن بالجرأة نؤمن بالجمال و البساطة و الشفافية نؤمن بأن الناس الذين يصنعون الأشياء و الذين يستخدمونها إنما هم شركاء
نعتقد بأن الشيكة الإجتماعية آداة تدعيم و ليس آداة خداع أو تلاعب بل مكان للتواصل و الإحتفاء بالحياة
لست منتجاً !
و لأنه لا أحد يحب أن يكون منتج و لأن هذا ما تفعله فيسبوك حرفياً فلقد لاقت الرسالة آذاناً صاغية لدى الكثيرين من الطيور المبكرة عشاق التجربة و هم سبب رئيسي في نشر الفكرة بهذه السرعة .
لم يكتف مارك زوكربيرج بفضيحة التجسس على مستخدمى الفيسبوك بوساطة و كالة الأمن القومي الأمريكي NSA و التي تورط فيها فيسبوك مع شركات كبرى و لم يكتفي بسياسات خصوصية سيئة للغاية و لم يكتف بعائدات المعلنين و أراد أن يحصل على المزيد من المال من خلال المستخدمين أنفسهم فأصبح ظهور المنشورات من الأشخاص أو الصفحات التي أعجبت بها يتطلب من الناشر دفع المال و إلا فلن يصل لك و لقدر كبير من متتبعيه الذين اختاروا متابعته سلفاً فضلاً عن الظهور لآخرين !
بإختصار قرر مارك أن يذبح الدجاجة التي تبيض له الذهب .
و بعكس فيسبوك لا تحمل جوجل المستخدم أعباء إضافية بل بالعكس تجد شبكة مثل يوتيوب التابعة لجوجل تدفع لناشريها مقابل ظهور فيديوهاتهم ! و مع ذلك لازالت الفيسبوك متربعة على عرش الشبكات الإجتماعية .
أما إيللو-Ello فتعد مستخدميها بعدم بيع بياناتهم إلى طرف ثالث أو وضع إعلانات و ستعتمد الشبكة على بعض التطبيقات الأضافية و التي يحق للمستخدم أن يشتريها أو لا يشتريها و تبرز الشبكة نفسها كشبكة مضادة أو مناهضة للفيسبوك مما دعى البعض لتسميتها بأسماء مثل إيللو قاتل الفيسبوك أو مضاد الفيسبوك .
أعتقد أن هذه الضجة التى أثارتها إيللو-Ello إنما هي تعبير عن حجم السخط الكبير و الإحباط الذي سببته سياسات الفيسبوك لمستخدميه و ليس معنى هذا أن الجميع سيهاجرون أفواجاً من الفيسبوك إلى إيللو- Ello شخصياً لم أعجب بها كثيراً بل أجد شبكة عربية كجداري أكثر جاذبية بالنسبة لي و إن كانت تحتاج فقط لدعاية و إهتمام أكبر من قبل القائمين عليها.
لم ينتهي بناء شبكة إيللو-Ello بعد فهل تنجح في مزاحمة الكبار فيسبوك و تويتر و جوجل بلس و بينترست ؟ شخصياً لا أعتقد أن ذلك أمر سهل و التفاؤل و الشعارات وحدها لا تكفي و تبقى الأيام هي الحكم .
رابط لزيارة شبكة إيللو-Ello علماً بأن التسجيل لأصحاب الدعوات فقط حالياً