انتشر إلى حد كبير منشور يتحدث عن تلقى و كالة الفضاء الأمريكية ناسا لإشارة استغاثة ربما ارسلتها مخلوقات فضائية من الفضاء الخارجي من مسافة 80 ألف سنة ضوئية .
يدعي المنشور أن وكالة ناسا كشفت عن نداء استغاثة من مجرة أخرى فيما وراء مجرة اندروميدا في عام 1998 ولكن ناسا في الآونة الأخيرة فقط كانت قادرة على فك الرسالة. فما صحة هذا الخبر ؟
للوهلة الأولى يبدو الأمر مثيراً , و قد يدفع الفضول الإنسان لمحاولة الحصول على إجابة بالإيجاب على السؤال التقليدي هل يوجد كائنات عاقلة غيرنا في هذا الكون الشاسع . الإجابة بالإيجاب تعني المزيد و المزيد من الأسئلة المثيرة و هو ما يتوافق مع طبيعتنا البشرية لذا نميل دائماً للإجابات الأكثر إثارة
لكن مع نظرة فاحصة و مدققة و تفكير نقدي سليم ربما نتمكن من التغلب على هذه الرغبة الجامحة لننتقل من مرحلة الرغبة رؤية الأشياء حسب رغبتنا و هو ما يعرف بالتفكير بالتمني Wishful thinking إلى رؤيتها على حقيقتها .
ربما هي فرصة جيدة إذاً لمناقشة الأمر سوياً ببعض الحس النقدي الواعي ,
1- مراجعة المصدر
يقول المنشور إن وكالة الفضاء الأمريكية نشرت تقريراً حول هذه الظاهرة التي قامت برصدها لكن بالرجوع للموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا لن تجد أي ذكر لهذا التقرير على الإطلاق و بغياب المصدر تصبح المعلومة ذاتها بلا أساس مهما كانت منطقيتها
2- محتوى التقرير
لو تغافلنا عن مسألة المصدر فستكون الخطوة القادمة هي تقييم فحوى التقرير ذاته :
-يدعي التقرير أن الإشارة المزعومة كانت اشارة استغاثة و الحقيقة هي أن إشارات الإستغاثة في حد ذاتها هي أكواد ابتدعها البشر و تعارفوا عليها فمثلاً اشارات الإستغاثة الأرضية قد تكون في صورة حروف SOS
أو ما يعادلها مثل اشارة مورس الشهيرة …—…
و هي أكواد ابتدعها البشر و تعارفوا عليها و لولا ذلك لما كانت لها أي معنى أو أهمية فكيف يمكننا ترجمة اشارة استغاثة من حضارة أخرى على أنها اشارة استغاثة من الأساس , الأمر أشبه بإدعاء أن الفضائيين خصصوا الرقم ذاته 911 لطلب الإستغاثة مثلما نفعل على الأرض !
– يدعي التقرير أن الإشارة قادمة فيما وراء مجرة أندروميدا و ان الاشارة احتاجت إلى أكثر من 80 ألف عام لتصل إلى الأرض
و الحقيقة ان اشارة كتلك تحتاج الي اكثر من 2.5 مليون سنه ضوئية لتصل الينا .
المسافة التي تبعدها مجرة أندروميدا عنا |
في الحقيقة أكثر ما تستطيع فعله حضارة ما هو بالكشف عن نفسها من خلال ارسال إشاره تدل على وجود حضارة ذكية فقط مثل ارسال نبضة ثم نبضتان ثم ثلاثة أو إحدى المتتاليات الحسابية أو حتى بضع ارقام من جدول الضرب أما ارسال اشارة استغاثة فلن يكون امراً مفهوماً على الإطلاق .
الأمر أيضاً لا يخلو من حس فكاهي خصوصاً أن المرسل إليه طلب المساعدة منشغل كثيراً بتدمير نفسه !!
في النهايه لا يفوتنا أن نذكر أنه على مدى تاريخ الأرض لم يتم استلام أي اشارة من الفضاء الخارجي رغم المحاولات الحثيثة بإستثناء اشارة واحده تدعى اشارة واو و التي إلتقطها مقراب تابع لجامعة أوهايو الأمريكية والذي يقوم تلقائيا بتسجيل البيانات والصور البيانية ضمن مشروع سيتي “البحث عن حياة ذكية خارج الأرض” (SETI). و استمرت الإشارة لمدة 72 ثانية فقط
تدعى اشارة واو نسبة إلى الكلمة التي دونها مكتشفها جيري ايهمان على الورقة التي ترجمت فيها الإشارة
اشارة واو في الورقة التي سجلها جيري إيهمان – Wikipedia |
اشارة واو كانت على هيئة بث مكثف من اشارات الراديو لمدة 72 ثانية من اتجاه كوكبة القوس , في ذروة البث كانت الإشاره أقوى بـ 30 مرة من الإشعاع المنبعث من الفضاء السحيق, فالعلماء يقولون أن إشارة البث كانت 2.2 جيجا واط , وهي أكبر بكثير من أي إشارة بث من أي محطة بث موجودة على الأرض.
يعتقد بعض الفلكيين أن الإشارة كانت مصطنعة ومنسقة بشكل مقصود كإشارات مورس. ويشكك آخرون، ويفسرونها على أنها قد تكون انعكاسا لأجهزة البث الإذاعي الأرضي على الأقمار الصناعية، لكن يرد عليهم آخرون بإن هذه الإشارات المنعكسة لا تسافر بقوة وطاقة إشارة واو!.
منذ ذلك الحين لم ينجح العلماء في إلتقاط أي اشارة من هذا الإتجاه أو من أي اتجاه مرة أخرى برغم التطور التقني , المحاولات المتكررة
مصادر
ًWOW signal
Nasa SOS hoax