هل يستطيع البشر الانتصار على الروبوتات في مواجهة مباشرة؟
قد يبدو السؤال غريباً، لكن الأمر ليس بعيداً عن الواقع كما قد تظن، فالروبوتات العسكرية قد دخلت الخدمة في جيوش العديد من الدول المتقدمة في البحث العلمي والتصنيع العسكري مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والكيان الصهيوني. هذه الروبوتات بإمكانها تغيير موازين القوى في أي معركة مستقبلية خصوصاً مع دول أقل في القدرات التقنية والتصنيع العسكري.
الكثير من الروبوتات أصبح لديها القدرة على اتخاذ القرارات بنفسها وهي مزودة بقدرات وتسليح يفوق البشر بكثير من ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
- تستخدم الروبوتات المقاتلة أو القاتلة طيفاً واسعاً من المستشعرات أو المجسات التي تمنحها القدرة على رصد أهدافها والتهديدات التي قد تواجهها بدقة .
- بعض الروبوتات لديها قدرات تدريع قد يصعب على البشر حملها أو تحملها
- لو اضفنا قدرة بعض الروبوتات على تحليل البيانات والتعلم من المواقف المختلفة واتخاذ قراراتها بنفسها
- كلفة خسارة روبوت أقل بكثير من خسارة أرواح الجنود سواء من الناحية المادية أو المعنوية
- يمكن للروبوتات أن تعمل في مناطق الخطر و في مناطق لا يستطيع البشر الوصول إليها مثل المناطق الملوثة بالأسلحة الكيميائية أو الجرثومية
روبوتات قاتلة Slaghterbots : فيلم قصير عن الذكاء الإصطناعي
مشكلة روبوتات الحرب ليست فقط في تقنياتها ، بل في كونها تدمر أي فرصة للطرف الأضعف في الحروب غير المتكافئة تقنياً بحيث يستخدم أحد طرفي الحرب الآلات الصماء وهي خسائر قابلة للتعويض ويمكن تجاوزها بينما الطرف الآخر يستخدم البشر كوقود ثمين وغير قابل للتعويض ، وبينما يضع الطرف الأقل تقدماً حياة جنوده على المحك، سيمارس الطرف الآخر الحرب كما لو كانت لعبة فيديو وهذا يجعله أكثر عنفاً وأقل قلقاً مما ستسفر عنه الحرب .
فيلم Uncanny Valley هو فيلم قصير طرح فكرة مرعبة لكنها قابلة للتطبيق، تتمحور الفكرة حول الدمج بين استخدام الواقع الافتراضي وروبوتات الحرب ليكون الناتج من هذا المزيج مروعاً، فالقتلة أشخاص عاديون يظنون أنفسهم يستمتعون بلعبة لكن يتضح في النهاية غير ذلك .
هل يمكن للبشر الانتصار في معركة مباشرة ضد الروبوتات؟
دعنا نفترض سيناريو للمواجهة أولاً :
لنفترض أنه قد تم احتلال بلدك بواسطة بلد أكثر تقدماً في التكنولوجيا العسكرية وقمت بالإنضمام إلى المقاومة و في إحدى المواجهات وجدت نفساً وجهاً لوجه مع أحد الروبوتات العسكرية فماذا ستفعل .
الأمر ليس سهلاً ، لكن سنحاول استكشاف بعض الحلول ، المنطقي هو أن تستهدف وحدة المعالجة المركزية “الدماغ” أو القلب النابض “البطارية” في أغلب الأحوال فإن هذه الأجزاء ستكون الأكثر حماية و تدريعاً .
قد تفكر في استخدام ما يعرف بإسم القنبلة الكهرومغناطيسية EMP ، وهي قنبلة يمكنها التداخل مع الأجهزة الإلكترونية و تعطيلها أو إتلافها، وهي تشبه النبضة الكهرومغناطيسية التي تحدث في بداية الإنفجار النووي ، هذا السلاح يمكنه الفتك بكل أشكال التكنولوجيا لكن إذا كان هذا الروبوت ذو مرتبة عسكرية فإنه على الأغلب سيكون مزوداً بحماية وعزل يقيانه تأثير هذا السلاح .
من الممكن أيضاً شل حركته والهرب ، وهذا يعتمد حقًا على نوع الروبوت. (محاكي للبشر – عديد الأرجل ، مجنزر – الخ) ، ثاني أفضل طريقة هي إتلاف الأنابيب الهيدروليكية ، والأسلاك الكهربائية ، وما شابه ذلك ، لأنه سيضعف قدرته على الحركة والقتال.
الموانع التي قد تعوق حركة الروبوتات أو الفخاخ التقليدية قد تكون وسيلة فعالة أيضاً ، فيمكن استهداف أجهزة الإستشعار بأشياء مثل التغطية بالقماش أو الطلاء أو التشويش .
روبوتات في الأسر
مثلما يحدث مع البشر يمكن نظرياً أسر أحد الروبوتات أيضاً ، في حالة نجاحك في ذلك ، يكون هذا مفيداً للغاية بحيث يمكن التعرف على نقاط الضعف والقوة لديه أو حتى هندسته عكسياً لنسخ تكنولوجيته المتطورة ومن ثم معادلة كفة الحرب نسبياً، هذا بالطبع إذا لم يكن الروبوت مزوداً بخاصية التدمير الذاتي في مثل تلك الحالات.
أما الحل الأفضل على الإطلاق هو أن تملك فريق من المخترقين وعندها يمكنك السيطرة على روبوتات العدو وجعلها تعمل لصالحك ، لكن هذه العملية ليست سهلة على الإطلاق فستحتاج على الأرجح لطراز خاص جداً من المخترقين الذين يعرفون ماذا يفعلون بالإضافة للأدوات اللازمة لتحقيق هذا الاختراق .
في النهاية أترككم مع هذه المقطع الدرامي من مسلسل Black Mirror وفي انتظار تعليقاتكم حول هذا الموضوع