يعاني الكثير من الناس حول العالم من تدني مستوى خدمات الإنترنت و الإتصالات بسبب ضعف البنية التحتية أو احتكار الخدمات مما يؤدي لكثير من المشاكل في سرعة و جودة وسعر خدمات الإنترنت. أضف إلى ذلك مشاكل ضعف الخصوصية و حجب المواقع. و قطع الخدمات لأغراض سياسية و غيرها من المشاكل .
و الأهم من كل ما سبق هو وجود مناطق شاسعة لا تغطيها شبكات الإنترنت المحلية مثل بعض المناطق الصحراوية و الجبلية و الغابات, في الحقيقة أكثر من نصف سكان العالم ليس لديهم وصول لشبكات الإنترنت , لكن ولحسن الحظ يبدو أن هذه المشاكل في طريقها للحل أخيراً.
انترنت الأقمار الإصطناعية , ليست تقنية جديدة فهي موجودة في العديد من مناطق العالم لكنها ذات تكلفة باهظة و لا تغطي جميع المناطق و تقدم باقات إنترنت محدودة للغاية .
كل هذا في طريقه للتغير حيث أطلقت استأنفت شركة SpaceX نجاحاتها بإطلاق قمرين صناعيين تجريبيين للإنترنت السريع ذو النطاق العريض Broadband وتمهيداً لإطلاق سلسلة من الأقمار الإصطناعية الصغيرة و التي يصل عددها إلى 12 ألف قمر اصطناعي . هذه الأقمار سيكون مهمتها تغطية الكرة الأرضية بالإنترنت السريع بحلول عام 2020 .
الشركة تتوقع أن تحصل على أكثر من 40 مليون مشترك في الخدمة بحلول عام 2025، و ما يعادل قيمة 30 مليار دولار من الإيرادات في ذلك العام.
إيلون موسك ( المدير التنفيذي لشركة SpaceX) ليس وحده في هذا الطموح فهمناك منافسين, تطمح شركة إيرباص و بالتعاون مع شركة OneWeb و بدعم العديد من الشركات منها فيرجين وكوكاكولا و كوالكم و سوفت بانك لإطلاق 900 قمر صناعي لتوصيل الإنترنت للعالم كله بحلول عام 2019. و بدلاً من بيع خدمات الإنترنت للأفراد ستقوم بتقديم الخدمة للشركات المحلية .
بطبيعة الحال، هناك الكثير من التعقيدات للنظام الذي تحاول الشركة تأسيسه. تحتاج الشركة لتكون قادرة على تنسيق الآلاف من الأقمار الصناعية في وقت واحد في مدارات منخفضة و غير مستقرة بالنسبة إلى الأرض في جميع الأوقات، وهذا يعني أنها لن تبقى في وضع ثابت فوق كوكب الأرض.
ثم هناك التكنولوجيا اللازمة لتلقي الإنترنت على الأرض. وستتحرك السواتل باستمرار على بقع مختلفة من الأرض، وبالتالي فإن الهوائيات المستقبلة ستحتاج إلى أن تكون قادرة بسرعة على تحديد الساتل الأفضل للاتصال به في أي وقت من الأوقات.
و قبل كل شيء، سبيس اكس تحتاج إلى الوصول إلى جزء من مجموعة من الترددات الراديوية لاستخدامها لإرسال الإنترنت إلى أسفل من الفضاء. قدمت شركة سبيس اكس العديد من الطلبات للجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية المسؤولة عن إملاء كيفية استخدام شركات الأقمار الصناعية التجارية لتلك الموجات الهوائية، وفي 14 فبراير، أدلى رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية أجيت باي بيانا يظهر فيه حماسه للمشروع.
وقال باى ‘بعد مراجعة دقيقة لهذا الطلب من قبل خبراء هندسة الأقمار الإصتناعية بالمكتب الدولى، طلبت من زملائى الانضمام لى فى دعم هذا التطبيق والانتقال الى اطلاق العنان لمجموعات الأقمار الفضائية لتوفير انترنت عالي السرعة للريفيين الامريكيين’. بالوضع الحالي. ‘إذا اعتمدت، ستكون أول موافقة على شركة مقرها الولايات المتحدة لتقديم خدمات النطاق العريض باستخدام جيل جديد من تكنولوجيات السواتل ذات المدار الأرضي المنخفض’.
وسيساعد وضع الأقمار الصناعية العاملة في المدار شركة سبيس اكس على المطالبة بنطاقها الخاص. وتأمل الشركة اطلاق الأقمار الصناعية التشغيلية الأولى في عام 2019 – في نفس العام الذي تحاول الشركة المنافسة ون ويب أن تطلق خدماتها فيه.
أما بالنسبة للسرعة فقد تتجاوز سرعة الإنترنت من الخدمات المقدمة 2.5 جيجابايت و هي سرعة تتجاوز سرعة كابلات الألياف الضوئية الأرضية .
مصادر
https://www.theverge.com/2018/2/15/17016208/spacex-falcon-9-launch-starlink-microsat-2a-2b-paz-watch-live
https://spacenews.com/spacex-oneweb-detail-constellation-plans-to-congress/