ذكرت شركة آبل أن نظام تشغيلها الجديد iOS 11 سيعتمد على نظام ترميز جديد للصور و الفيديو متخلية بذلك عن نظام الترميز القياسي الحالية JPG في الصور، وH.264 في مقاطع الفيديو و التي ظلت مهيمنة لسنوات عديدة .
وبحسب التجارب الأولية التي أُجريت على إصدار المُطوّرين الأول ظهر أن مساحة مقاطع الفيديو والصور انخفضت بنسبة تتجاوز الـ 50٪ في غالبية الحالات دون أن أية فقد في الجودة.
بمقارنة الصور الملتقطة باستخدام الترميز القديم و تلك التي التقاطها باستخدام الترميز الجديد لا توجد أية فروقات على مستوى النظر، إلا أن ما يحدث في الخفاء يصب في مصلحة المستخدم بكل تأكيد.
ترميز HEVC للفيديو
في الوقت الحالي يُعتبر ترميز H.264 -أو MPEG 4- للفيديو من التراميز القياسية المُستخدمة في كل مكان تقريبًا؛ خصوصًا في مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت، أو حتى الأفلام الكبيرة المنسوخة على أقراص BlueRay. لكن آبل في iOS 11 قررت التخلّي عن هذا الترميز لاستخدام الجيل الجديد الذي يُعرف باسم HEVC.
الجيل الجديد يحمل الاسم High Efficiency Video Coding، واختصارًا HEVC، أو الاسم العلمي H.265، وهو جيل تم وضع معاييره الأساسية سنة 2013، عكس H.264 الذي وضعت معاييره القياسية فِي غُضُون سنة 2003.
انتقال آبل لاستخدام ترميز جديد لم يكن بسبب حُبًّ آبل للاستعراض، بل لأنه يُشكّل المُستقبل بالنسبة للفيديو على الإنترنت، فخدمة فيس تايم FaceTime ستعتمد على هذا الترميز فِي غُضُون أكثر من عامين، و ذلك حتى يمكن تقديم جودة اتّصال عالية دون استهلاك اشتراك الإنترنت الخاص بالمُستخدم. ولهذا السبب ترغب آبل في نقل التجربة إلى iOS 11 بالكامل.
عملياً ترميز HEVC يوفّر نفس جودة H.264 القديمة لكن مع فروقات فقط في حجم المقاطع، فالترميز الجديد ينتج عنه مقاطع أصغر بنسبة تتراوح بين 40٪ إلى 50٪ تقريبًا. كذلك علي الناحية الأخري فهو يدعم الفيديو بدقّة Ultra HD، و2K، و4K، مع إمكانية استخدامه كذلك في مقاطع الفيديو بدقّة 8K أيضًا. وإضافة إلى ما سبق، يدعم مقاطع الفيديو بسرعة 300 إطار في الثانية، عكس H.264 الذي يدعم فيديو بسرعة 59.94 إطار في الثانية، دون مُسَاعَدَة الفيديو بدقّة 4K.
امتداد HEIF للصور
أما لاحقة أو امتداد HEIF في الصور، وهي اختصار لـ High Efficiency Image File، فهي تتبع نفس مبدأ ترميز الفيديو الجديد، فهي جاءت بِصُورَةِ واضحة و بشكل رئيسي للتقليل من حجم الصور العادية والمتحرّكة وبنسبة قد تتجاوز الـ 50٪ في أَغْلِبُ الأوقات.
في الموقع الرسمي للترميز، المُطوّر بالمناسبة من قبل شركة MPEG بمساهمة من شركة نوكيا، توجد مقارنات وصور بلاحقة HEIF وأُخرى بلاحقة GIF، وهي صور مُتحرّكة لكن الفرق من ناحية الجودة والمساحة ظاهر أمام المُستخدم.
كذلك علي الناحية الأخري يتميّز ترميز HEIF بكونه طريقة فعّالة لتفادي ظهور الصور على هيئة نقاط (بيكسلات) حيث تظهر الحواف الجانبية لكل بيكسل بنعومة أكبر من تلك الظاهرة في JPG على سبيل المثال، ولهذا السبب يُعتبر هذا الترميز، رفقة ترميز الفيديو الجديد، من التراميز التي ستكون أساسية في المُستقبل القريب نظرًا لجهوزيتها وإثباتها لفعالية في الاستخدام.
اترك تعليقاً