مع توارد الأنباء حول الخسائر الجسيمة التي سببتها انفجارات أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله في لبنان بعد هجوم سيبراني أو استخباراتي من قبل الكيان الصهيوني لعلك تتسائل ما هي أجهزة البيجر ؟ كيف تعمل؟ وفيم تستخدم ؟ ولماذا تستخدم كبديل للهواتف الذكية الحديثة من قبل العسكريين؟
البيجر (Pager) هو جهاز اتصال لاسلكي صغير يستخدم لاستقبال الرسائل النصية أو الصوتية البسيطة. كان هذا الجهاز شائعًا خلال فترة الثمانينات والتسعينات، خاصة قبل انتشار الهواتف المحمولة بشكل واسع.
كيفية عمل البيجر:
- استقبال الرسائل: البيجر يعمل عن طريق استقبال إشارات لاسلكية من محطات إرسال ثابتة. هذه المحطات تتصل بشبكات أرضية (شبكات الهاتف) وترسل الإشارات إلى أجهزة البيجر.
- الرسائل النصية أو الصوتية: أغلب أجهزة البيجر كانت تستقبل رسائل نصية قصيرة أو إشارات لتنبيه المستخدم إلى وجود رسالة صوتية على خط الهاتف، مع عرض رقم الهاتف المتصل أو رمز معين.
- تنبيه المستخدم: عند وصول رسالة إلى البيجر، يُصدر تنبيهًا صوتيًا أو يهتز لينبه المستخدم بوجود رسالة.
أنواع البيجر:
- البيجر النصي: يستقبل رسائل نصية قصيرة، وغالبًا يعرض رقم الهاتف المتصل فقط أو نص مختصر.
- البيجر الصوتي: يعمل على إشعار المستخدم بوجود رسالة صوتية يجب عليه الاتصال برقم محدد لسماعها.
- البيجر ثنائي الاتجاه: يسمح للمستخدمين بإرسال واستقبال الرسائل، ولكنه كان أقل شيوعًا مقارنةً بالأنواع الأخرى.
استخدامات البيجر:
- المجال الطبي: استخدم الأطباء والممرضون البيجر على نطاق واسع لتلقي التنبيهات العاجلة.
- المجالات التجارية والصناعية: كان يُستخدم من قبل الشركات الكبيرة لتنبيه الموظفين بحالات طوارئ أو مواعيد معينة.
- خدمة الطوارئ: كان مفيدًا للمهنيين في مجال الطوارئ مثل رجال الإطفاء أو فرق الإسعاف.
لماذا لم يعد شائعًا؟
مع ظهور الهواتف المحمولة الذكية التي تتيح الاتصال الفوري والرسائل النصية وخدمات الإنترنت، تراجع استخدام البيجر تدريجيًا حتى أصبح من الأجهزة التي لا تُستخدم على نطاق واسع بعد العقد الأول من الألفية الجديدة.
لكن حتى اليوم، ما زال البيجر مستخدمًا في بعض القطاعات مثل الرعاية الصحية بسبب موثوقيته العالية في الحالات الطارئة ومناطق ضعف تغطية شبكات الهواتف المحمولة.
لماذا لا يزال بعض العسكريون يستخدمون البيجر؟
يستخدم العسكريون البيجر في بعض الحالات على الرغم من انتشار الهواتف المحمولة والتقنيات الحديثة بسبب مجموعة من الميزات الفريدة التي يتمتع بها، والتي تناسب احتياجاتهم الخاصة. إليك الأسباب التي تجعل البيجر مفيدًا للعسكريين:
1. الاعتمادية العالية:
البيجر يعتبر جهازًا بسيطًا ومستقلًا عن الشبكات المعقدة مثل شبكات الهواتف المحمولة أو الإنترنت. يعمل بشكل جيد في البيئات التي قد تتعرض فيها الاتصالات الأخرى للتشويش أو الانقطاع. هذا يجعله خيارًا موثوقًا في حالات الطوارئ.
2. التشويش الإلكتروني:
في البيئات العسكرية، تكون الاتصالات غالبًا معرضة للتشويش الإلكتروني أو الهجمات السيبرانية التي قد تستهدف شبكات الهواتف المحمولة والإنترنت. البيجر يعتمد على تكنولوجيا بسيطة وغير متصلة بالإنترنت، مما يجعله أقل عرضة للتشويش أو الاختراق.
3. التغطية في المناطق النائية:
البيجر يستخدم ترددات منخفضة المدى يمكن أن تصل إلى مناطق نائية أو داخل منشآت محصنة مثل القواعد العسكرية التي قد تكون غير مغطاة بشكل جيد بشبكات الهواتف المحمولة. هذه الميزة تجعله مناسبًا للاستخدام في المناطق التي قد تكون فيها التغطية ضعيفة.
4. عمر البطارية الطويل:
البطاريات في أجهزة البيجر تدوم لفترات طويلة جدًا مقارنةً بالهواتف المحمولة، مما يجعله جهازًا مناسبًا للاستخدام المستمر في العمليات العسكرية، حيث قد لا تتوفر فرص لشحن الأجهزة بشكل منتظم.
5. الاتصال الفوري والموثوق:
البيجر يمكنه إرسال التنبيهات الفورية بسهولة، مما يوفر طريقة سريعة وفعالة لتنبيه الأفراد بمهام أو أوامر عاجلة دون الحاجة للاتصال الكامل أو انتظار إشارات ضعيفة.
6. عدم التشتيت:
على عكس الهواتف الذكية، التي يمكن أن تحتوي على تطبيقات متنوعة مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب، فإن البيجر لا يقدم إلا المعلومات الأساسية. هذا يساعد العسكريين على التركيز على مهامهم دون تشتيت من الأجهزة الترفيهية.
7. الأمان:
في البيئات العسكرية، قد تكون الاتصالات السرية والآمنة أمرًا بالغ الأهمية. البيجر لا يعرض معلومات حساسة مثل الهواتف الذكية ولا يتيح فرصة كبيرة للاختراقات الإلكترونية أو سرقة البيانات.
8. الاستدعاءات الطارئة:
البيجر مناسب لتلقي استدعاءات سريعة، خصوصًا في الحالات التي يكون فيها الجنود في مناطق لا يستطيعون فيها حمل هواتف محمولة لأسباب أمنية أو تتعلق بالتشويش.
الخلاصة:
رغم أن البيجر يبدو قديمًا مقارنة بالتكنولوجيا الحديثة، إلا أن ميزاته الخاصة مثل الاعتمادية العالية، مقاومته للتشويش الإلكتروني، وطول عمر البطارية تجعله مفيدًا للعسكريين في حالات معينة، خاصة في البيئات القاسية أو التي تتطلب اتصالات فورية وموثوقة لكن ربما يغير ما حدث مؤخراً في لبنان هذه المعادلة للأبد.