عندما يتعلق الأمر بالإشعاعات النووية فإن أجسادنا عمياء تماماً ولا يمكنها رصد تأثيرات تلك الإشعاعات إلا في مراحل متأخرة جداً . من يتعاملون مع الإشعاع بشكل عرضي مثل مرضى السرطان و بعض من يعملون في مجالات مثل المناجم والمحاجر قد يرغبون في بعض الإرشاد حول الجرعات الإشعاعية التي قد يتعرضوا لها بطرق بسيطة وغير مكلفة مثل استخدام تطبيقات الهواتف الجوالة.
لا يفوتنا أيضاً أن سخونة الأوضاع في بعض النزاعات مثل الحرب الروسية الأوكرانية قد تدفع طرف من الأطراف لاستخدام السلاح النووي لدعم موقفه وهي التهديدات التي لو نفذها طرف من الأطراف لا قدر الله فلن يكون أحد بمنأى عن تأثيراتها الضارة ، من هذا المنطلق ربما اصبح لزاماً علينا أن نعرف بعض الأسرار الكامنة في هواتفنا والتي منها قدرة الهاتف على رصد الإشعاع بدرجة معينة .
تحتوي الهواتف الذكية على العديد من المستشعرات والتي تمكنها من القيام بالعديد من الوظائف التي تتجاوز كونها مجرد هواتف للاتصال و التصوير الفوتوغرافي ، فيمكن لكاميرا الهاتف الجوال والكاميرات بأنواعها أن تعمل كأداة محمولة للكشف عن الإشعاع قبل أن يصل لمستويات خطيرة أو مهلكة .
من الناحية النظرية ، يمكن أن تكون الكاميرات في الهواتف المحمولة قادرة على اكتشاف أشعة غاما المدمرة بنفس الطريقة التي تكتشف بها فوتونات الضوء المرئي العادية.
تكتشف هذه الكاميرات الضوء عندما تصطدم الفوتونات الواردة بالإلكترونات داخل البيكسل ، مما يخلق شحنة يمكن للدائرة الإلكترونية اكتشافها. والنتيجة النهائية هي أن الهواتف الذكية مفيدة بشكل مدهش ككاشفات لإشعاع غاما بصفة خاصة بينما من المرجح أن يوقف جسم الكاميرا إشعاع ألفا وبيتا.
بالرغم أن كاميرا الهاتف لن تكون دقيقة لكشف مستويات الإشعاع مثل أجهزة الكشف المتخصصة كعداد جيجر وغيره إلا أنها لا تزال حساسة وفعالة بما يكفي لتنبيهك حال حدوث زيادة مفاجئة في النشاط الإشعاعي بحيث يمكن أن تستخدم كإنذار لوجود مستويات عالية من الإشعاع أو لتقييم الجرعة الشخصية من الإشعاع .
تتوفر العديد من التطبيقات المدفوعة والمجانية للكشف عن الإشعاع لأجهزة الهواتف الذكية. تتضمن هذه التطبيقات GammaPix و Cell Rad و RadioactivityCounter و WiFi Radiation Meter و Pocket Geiger و EMF scanner وغيرها
تطبيق جامابكس GammaPix
أحد أهم التطبيقات المستخدمة للكشف عن الإشعاعات النووية تطبيق جامابكس (GammaPix ) وهو تطبيق متاح لنظامي Android و iOS بنسخة مجانية و أخرى مدفوعة
اختبر العلماء هذا التطبيق على عشرة أنواع من الهواتف الذكية وخلصوا إلى أنه يعمل بشكل جيد بما يكفي ليكون نظام تنبيه مفيد. صحيح أنه أقل دقة من الكاشف العادي ، لكنه بالتأكيد يكفي للكشف عن الإشعاع قبل أن يصل إلى مستويات قاتلة وهو مفيد بما فيه الكفاية كنظام تحذير .
كيف يعمل التطبيق
لكي يعمل التطبيق يجب عليك تغطية الكاميرا (لمنع تداخل الضوء المرئي) بشريط لاصق معتم . في البداية يقوم التطبيق بقياس الخلفية الإشعاعية الموجودة طبيعياً قبل أن يقوم بتسجيل عدد ضربات إشعاع جاما التي يتم تلقيها بواسطة كاميرا الهاتف. ويقارن مستوى الإشعاع المكتشف بمعيار إشعاع الخلفية.
من يحتاج تلك التطبيقات
التطبيقات المحتملة عديدة. تم تطوير تطبيقات للملاعب لمراقبة تعرض المشجعين أثناء الأحداث الرياضية ويمكن لعمال الإنقاذ استخدام التطبيقات لمراقبة تعرضهم باستمرار في المناطق التي بها كميات كبيرة من الإشعاع.
يمكن استخدام تطبيقات مثل GammaPix أيضاً من قبل :-
- المرضى الذين يتعرضون لجرعات العلاج الإشعاعي
- الذين يعملون في مجال العلاج الإشعاعي و لا يحظون بحماية كافية
- العاملين في بعض المجالات الصناعية مثل المحاجر والذين قد يصادفون بعض النشاط الإشعاعي غير المتوقع خلال عملهم .
- العسكريون الذين قد يتعرضوا للإشعاع في مناطق النزاعات
- يمكن استخدامه بشكل طارئ أو دمجه في كاميرات المراقبة للكشف عن المصادر المشعة المفقودة أو المسروقة
خلاصة :
يمكن لكاميرات الهواتف الذكية وباستخدام تطبيقات معينة الكشف عن النشاط الإشعاعي أو الإشعاعات النووية من خلال رصد أشعة جاما القاتلة التي تمر عبر عدساتها ، هذه التقنية ربما تكون مفيدة في حالة التعرض العرضي أو الطارئ لجرعات عالية من الإشعاع وبالرغم من أنها أقل دقة من أجهزة كشف الإشعاعات المتخصصة إلا أنها قد تكون مفيدة في بعض المواقف
مصادر
https://www.osti.gov/servlets/purl/1633327
https://www.dhs.gov/sites/default/files/publications/GammaPix-508.pdf