التزييف العميق (بالإنجليزية Deepfakes) هو تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتسمح بتعديل الوجوه والأجسام والأصوات في الصور والفيديوهات رقمياً لجعلها تبدو واقعية وكأنها حقيقية. رغم أن تلك التقنية لها استخدامات ابداعية وترفيهية، إلا أنها تسبب قلقًا عميقاً بسبب المشاكل المستقبلية إذا استخدمت بشكل خاطئ أو لأغراض اجرامية.
أصبحت الصور المزيفة الواقعية ممكنة من خلال اختراع ما يسمى ب “شبكات الخصومة التوليدية” (GAN). تتكون هذه الشبكات من عميلين للذكاء الاصطناعي: أحدهما يقوم بالتزوير، والآخر يحاول اكتشاف التزوير. إذا اكتشف الوكيل التزوير ، فإن عميل الذكاء المزور يتكيف ويحسن من عمله حتى يفشل العميل الأول في اكتشافه.
تشمل أمثلة التزييف العميق التي تم تداولها على نطاق واسع صورة البابا فرانسيس في سترة منتفخة ، وصورة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو يدخل شجار مع الشرطة ، ومقطع فيديو للرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج وهو يلقي خطابا حول قوة شركته الشائنة ، ومقطع فيديو للملكة إليزابيث وهي ترقص وجميعها صور وفيديوهات مزيفة لا أساس لها.1
في الحقيقة قد تستخدم تقنيات التزييف العميق لأمور إيجابية مثل تحسين تجربة التعلم مثل صناعة فيديوهات تتحدث فيها شخصيات تاريخية على سبيل المثال أو الرسائل الدعائية الهادفة مثل اعلان لشخص يتحدث بعدة لغات لا يتحدثها فعلياً . لكن بسبب غلبة الدوافع الشائنة على استخدام التقنية فإنها قد اصبحت مثار قلق كبير.
مشاكل التزييف العميق المستقبلية:
نشر الأخبار الزائفة: يمكن استخدام التزييف العميق لإنتاج مقاطع فيديو مزيفة لشخصيات عامة أو حتى أشخاص عاديين بحيث تظهرهم وهم يقولون أشياء غير صحيحة. قد يؤدي هذا إلى انتشار الأخبار الزائفة وتشويه الحقائق.
تشويه سمعة الأشخاص: قد يستغل البعض التزييف العميق للتلاعب بالصور والفيديوهات والأصوات للأشخاص ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما قد يسبب تشويه سمعتهم وإلحاق الضرر بهم.
إذكاء الصراعات الاجتماعية والسياسية: قد تستخدم تقنية التزييف العميق لإنتاج مقاطع فيديو وصور وأصوات زائفة تظهر أشخاصًا يقومون بأفعال غير قانونية أو غير أخلاقية بغرض إذكاء الصراعات الاجتماعية والسياسية ورفع درجة التوترات بين الأفراد والمجتمعات.
نشر المواد الإباحية المزيفة: قد يستخدمه بعض الأشخاص لإنتاج صور وفيديوهات إباحية مزيفة تظهر أشخاصًا عاريين. هذا يمكن أن يؤدي إلى انتهاك خصوصية الأفراد وتشويه سمعتهم.
كيفية التعامل مع مشاكل التزييف العميق:
كشف التزييف : مع كل هذه الأخطار التي قد يتسبب فيها التزييف العميق، صار من الضروري تطوير تقنيات فعالة لكشف التزييف العميق، لاكتشاف الفيديوهات والصور المزيفة بدقة عالية. تقدم شبكة الصحفيين الدوليين (ijnet.org) العديد من الأدوات المجانية والمدفوعة التي يمكنها الكشف عن استخدم الذكاء الاصطناعي و التزييف العميق .
توعية الجمهور: من المهم نشر الوعي بين الناس حول مشاكل التزييف العميق وطرق التعرف عليها. يجب تعزيز الوعي بأن الصور والفيديوهات ليست دائمًا موثوقة وتحدي التزييف العميق ومشاكله المستقبلية وكيفية التعامل معها
خلاصة : يعد التزييف العميق تحد كبير حيث يمكن أن تسبب إساءة استخدامه الكثير من المشاكل لذلك ينبغي الاستعانة بأدوات يمكنها كشفه بدقة عالية و توعية الناس حول الخطر حتى لا يقعوا في شراكه.