علي مدى عقود تداول الناس أساطير مرعبة حول بشر أو مصاصي دماء ارادوا الشباب الدائم فقرروا قتل ضحاياهم لشرب دمائهم الشابة , يبدو أن هؤلاء الوحوش كانوا علي حق في زعمهم حول قدرة الدماء الشابة في تجديد الشباب – باستثناء أن شربها قد يؤدى إلي تدمير أكبادهم بجرعة قاتلة من الحديد و أن الإستعانه ببنوك الدم كان حل أفضل من القتل !
فما اثبتته الأبحاث العالمية قد يقود إلي ان الدماء الشابة هي ما يجدد الخلايا بالفعل , اكسير الشباب حلم كل البشر فمنذ فجر التاريخ و الناس يسعون للحصول علي علاج يمكنه تجديد شبابهم و يبدو أن هذا الحلم صار قريباً من التحقق , كنا قد نشرنا خبرعن اكتشاف العلماء بروتين يجدد خلايا قلوب الفئران المصابة بالشيخوخة يبدو أن هذا لم يكن نهاية الطاف حيث استمر العلماء في دراسة هذا البروتين لمحاولة فهم تأثيرة علي باقي خلايا الجسد .
في ثلاثة دراسات جديدة اكتشف العلماء أن دم الفئران به مكونات يمكنها تجديد الخلايا المصابة بالشيخوخة و إعادة الشباب لها من خلال حقنها بالبروتين المذكور في الدراسة السابقة و المسمي GDF-11 حيث لاحظ العلماء أن الفئران التي حقنت به استعادت خلايا شبابها فعلياً لا مجازاً كما لو كانت قد اصبحت فئران شابة مرة أخري
و ذكر موقع ناشيونال جيوجرافيك أنه عند حقن الفئران بالصفائح الدموية لفئران شابة تم إصلاح الحمض النووي للخلايا الجذعية العضلية القديمة و ألياف العضلات كما أن الميتوكوندريا و هي احد مكونات الخلايا الحية كما اصبحت الفئران أكثر صحة و شبابا و صارت قادرة على الجري في العجلة الدوارة لفترة أطول من نظرائهم من الفئران غير المعالجة .
يشار إلى أن البروتين المستخدم في الدراسة GDF11 كان معروفا بالفعل كعلاج للحد من تضخم القلب المرتبط بالعمر والذي هو سمة من قصور في القلب. ولكن باحثون في جامعة هارفارد قالوا انهم اكتشفوا أن GDF11 له تأثيرات انعكاسية مماثلة على الأنسجة الأخرى ، ولا سيما الهيكل العظمي والعضلات والدماغ.
هذا يعني أن هذا البروتين يعمل حقا و أن الأدوية يمكن تطويرها لاستهداف ” مسار علاجي واحد مشترك ” لمجموعة متنوعة من الأمراض المرتبطة بالعمر ، بما في ذلك ضعف العضلات و ضعف الأعصاب وأمراض القلب و مرض الزهايمر.
حفز العلاج أيضا نمو الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المسؤولة عن تشكيل الذاكرة و حاسة الشم. و كانت الفئران المحقونه بالعلاج أكثر قدرة على التمييز بين الروائح المختلفة ، و بإمكانها تذكر كيفية الخروج من متاهة ، وعكس الانخفاض في القدرات
واضاف العلماء ” الدماء الشابة إلى حد ما تكبح الالتهاب في الجسم والدماغ ، والتي هي واحدة من المشاكل الرئيسية التي تؤدي إلى التدهور الذي يسببه التقدم في العمر “
هل هذا العلاج هو الرصاصة الفضية التي قد تقضي نهائياً علي الشيخوخة ؟
دائماً ما توجد مخاطر كبيرة في العلاجات التي تعمل علي المستوى الجيني حيث يشير العلماء إلي ضرورة الحذر من التسرع في تقديم مثل هذا البروتين كعلاج حيث أن تجديد أجزاء الجسم القديمة و تجديد الخلايا الجذعية قد يؤدي إلي خطر خروجها عن السيطرة و زيادة الإنقسامات فيها بطريقة كبيرة و بالتالي زيادة الإصابة بحالات السرطان . لذا يسعي العلماء لمزيد من الدراسة حول تأثيرات هذا العلاج و تحديد البروتينات المسئولة عنه جنباً إلي جنب مع بروتين GDF-11 حيث يعتقد أن هناك اكثر من عامل .
المصادر : National Geographic , Popsci News