الخيول هي أحد أروع الحيوانات على هذا الكوكب، تتقاسم الخيول مع البشر علاقة خاصة جداً منذ فجر الحضارة لسبب وجيه جدا فقد كانت الخيول واحدة من الوحوش البرية الأولى التي يتم تدجينها و جعلها أليفة من قبل البشر. الحصان دائما مثال من بين الحيوانات الأخرى لسرعته الكبيرة وقوته و قدراته البدنية. كما أن الحصان مثال جيد على الصداقة والارتباط بصاحبه.
و بسبب سرعة الخيول وقوتها الكبيرة استخدمت في القتال وفي نقل الرجال والبضائع، وفي الأنشطة التي تتطلب العمل البدني الهائل ولهذا السبب تقاس قوة محرك السيارة بـ “الحصان” . لكن في العصر الحديث، الخيول صارت أكثر شيوعا في سباقات الخيول أو سباقات الموانع أو لبعض الأنشطة الريفية أو الترفيهية .
ومع ذلك، هناك شيء مثير للاهتمام – أو بالأحرى مزعج – حول الخيول … إذا انكسرت ساق الحصان بطريقة أو بأخرى، فمن الصعب جدا إصلاحها لسوء الحظ، لكن الجزء المحزن حقاً هو أنه عادة ما يكون الحل الوحيد للتعامل مع حصان مصاب بكسر في الساق (وخاصة إذا كان الكسر سيء ) هو الموت الرحيم أو بعبارة بسيطة … يقتل الحصان.
قد يرى البعض في الأمر قسوة بالغة و قد يلقى باللوم على صاحب الحصان الذي يقوم بإعدام حصانه إذا كسرت ساقه لكن الأمر يحتاج لكثير من التروي قبل إطلاق الأحكام فقد يكون قتل الحصان هو أكثر الحلول إنسانية و رحمة.
ربما يكون من الصعب علينا استيعاب أن مجرد كسر في ساق الحصان لا يوجد له علاج شافٍ خصوصاً مع تقدم العلوم الطبية و مع الفكرة المسبقة لدينا عن سهولة إلتئام الكسور إذا تم علاجها و الإعتناء بها جيداً , لكن و مع الأسف الأمر يختلف حقاً في الخيول عن البشر لأسباب عديدة…
عظام الساق لدى الخيول خفيفة جدا
بالرغم من كون كسر ساق الحصان أكثر شيوعاً في مضمار السباق ، إلا انه يمكن أن يحدث في أي وقت حتى خلال التجول أو بسبب حوادث المرور أو خلال الأنشطة الترفيهية العادية .
الخيول كائنات غريبة من الناحية التشريحية , فليس لدى الخيول أي عضلات أسفل الركبة , السر وراء السرعة التي لا تصدق للأحصنة يكمن في اربطتها و أوتارها التي تعمل بالتناغم مع العضلات في الجزء العلوي من الجسم و التي تعطي قوة هائلة تحولها تلك الأوتار و الأربطة التي تعمل مثل الزنبرك لقوة دفع هائلة .
هذا الترتيب من العظام والأربطة والأوتار يساعد الحصان على الإنطلاق بسرعة ، و مع هذا فإن العظام في ساق الحصان السفلية (المكان الذي تحدث فيه معظم الإصابات) تولد كميات هائلة من الطاقة، ولكنها أيضا خفيفة جدا و لا يوجد بها سوى طبقة رقيقة من النسيج اللين و الجلد مما يجعلها عرضة للكسور المضاعفة و المفتوحة و التي لا يسهل علاجها كما تكون معرضة للعدوى.
وعلاوة على ذلك، تحتوي أرجل الخيل على حوالي 80 من 205 عظمة في جسدها كله. لذلك إذا انكسرت إحدى عظام الساق فإنها لا تنكسر فحسب بل قد تتشظى إلى شظايا صغيرة . هذا يجعل من المستحيل إصلاحها أو إعادتها إلى شكلها الأصلي. حتى لو أعيدت إلى حد ما معا، فإن الحصان سينتهي حتما بسبب عدم الإلتئام بشكل صحيح .
التأثير السلبي للكسر على الدورة الدموية للحصان
كما هو واضح في الصورة السابقة , تلعب حوافر الحصان دورا حاسما في الدورة الدموية. إذا كان الحصان لا يمكنه أن يحرك ساقيه ، فإن إمدادات الدم إلى ساقيه تتأثر سلبا. لذلك، كسر الساق السفلي هو من الأخبار السيئة للدورة الدموية الحصان أيضاً !
ساق الحصان تدعم قدرا كبيرا من الوزن
الحصان البالغ يمكن أن يتراوح وزنه ما بين 450-1000 كجم. هذا الوزن يكون مدعوم بأرجل الحصان الأربعة القوية . ومع ذلك، إذا كسر الحصان أحد سيقانه، فإن العبء على الساقين الثلاثة الأخرى يزيد فجأة بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى التهاب حاد في الصفيحة والمفاصل في قاعدة تلك الساقين. تعرف هذه الحالة بإسم اللامينيتيس و هي حالة مؤلمة بشكل لا يصدق للخيول.
الحصان لا يمكنه الوقوف ساكناً !
الخيول مقاومة جدا للوقوف بلا حراك . فهي ترغب في الحفاظ على أنفسها مشغولة عن طريق التحرك طوال الوقت تقريبا. في الواقع، الأحصنة تقاوم أي قيود على سيقانها عن طريق الركل و السير و رفع القوائم . جميع أصحاب الخيول يعرفون أنه من الصعب جداً الحفاظ على الحصان في مكان واحد لفترة طويلة جدا، أو القيام بأي شيء على الإطلاق التي يمكن أن يقيد سيقانه
لذا فإنه و على الرغم من أنه من الأهمية بمكان الحصول على بعض الراحة و عدم الحركة للسماح بكسور العظام أن تلتئم بشكل صحيح، فإن مالكوا الخيول يعرفون انهم سيواجهون صعوبة بالغة في محاولة شل حركة الحصان لأيام أو أسابيع قادمة. وعلاوة على ذلك، مع مثل هذه الهيئة الثقيلة، الحصان يصاب بتقرحات الضغط إذا ظل نائماً على جانبه لفترة طويلة، و هذه مشكلة أخرى للتعامل معها.
كل هذا أيضا يؤثر على الحالة النفسية للحصان. فمن طبيعة الحصان الركض والسير، حتى البقاء في مكان واحد لأسابيع، دون حركة يلحق الكثير من الضرر النفسي بالحصان.
فاتورة باهظة للعلاج و أمل ضئيل في الشفاء
تكلفة تثبيت العظام المكسورة في ساق الحصان مرتفعة إلى حد كبير. لذلك، ما لم يكن الحصان خاص جدا ومكلف جدا، يميل الناس إلى الامتناع عن إنفاق الكثير على علاج ساق الحصان، بما أن فرصه في الشفاء الكامل ضئيلة جدا حتى مع العلاج.
و من أجل تجنيب الحصان من الكثير من الألم يكون القتل الرحيم للحصان هو الحل الوحيد. بطبيعة الحال، هناك مبادئ توجيهية صارمة في الكثير من البلدان حول اتخاذ قرارات إنسانية بشأن القتل الرحيم للخيول، والتي تضمن أن الحصان المتضرر لا يشعر بالكثير من الألم بينما يغادر هذا العالم .
خلاصة
عادة ما يقتل حصان المصاب بكسر في الساق لأنه من الصعب جدا على الساق المكسورة للحصان أن تلتئم بشكل صحيح لأسباب عديدة من أهمها كثرة العظام الموجودة بالساق و رقتها و ما يصيبه مفاصله من ألم , و صعوبة إبقاء الحصان ثابتاً لفترة طويلة من الزمن من أجل شفاء عظامه و الذي هو في حد ذاته خطر كبير على حياته. بالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة العلاج مرتفعة جداً مع احتمالات ضئيلة للشفاء.
مصادر :
https://www.horseandhound.co.uk/horse-care/vet-advice/treating-a-horse-with-a-broken-leg-301911
https://scienceabc.com/nature/animals/why-do-they-euthanize-a-horse-with-a-broken-leg.html
اترك تعليقاً