حينما تكون حرارة الهواء 37 درجة مئوية مثل حرارة جسم الإنسان،
فإننا نلاحظ أننا نشعر بالحر بدلاً من الشعور بالراحة, فما هو سبب هذه الظاهرة الغريبة ؟

يوضح الدكتور جيفري ووكر عالم الفسيولوجيا بجامعة أريزونا أن جسم الإنسان هو مثل المحرك الذي يولد باستمرار كميات كبيرة من الحرارة، لذا فإن تبريده أمر ضروري للحفاظ على درجة حرارة الجسم المثالية .

في كل الأحوال الحرارة هي منتج ثانوي لا مفر منه و لا يمكن تجنبه بسبب العمل الذي تقوم به أنسجة الجسم مثل حركة عضلة القلب، الحجاب الحاجز والأطراف و المضخات الأيونية التي تحافظ على الخصائص الكهربائية للأعصاب. والتفاعلات الكيميائية الحيوية مثل تكسير الطعام و تصنيع أنسجة جديدة (على سبيل المثال لا الحصر) , كل هذه الأمور ترفع حرارة الجسم بشكل مستمر.

مع هذا البركان الحراري من الأعضاء الداخلية النشطة فإن الجسم يصبح لديه حاجة ماسة لتبديد تلك الحرارة إلى المناطق المحيطة به. و للجسم عدة آليات للقيام بذلك فهو يتخلص من الحرارة عن طريق سريان الدم بالقرب من سطح الجلد و عن طريق إخراج الزفير الدافئ الرطب، و عن طريق تبخر العرق عبر مسامات الجلد .

هذه العمليات تعمل بشكل أفضل عندما تكون درجة الحرارة المحيطة حوالي 21 درجة مئوية، حيث نشعر بالراحة أكثر فوجود حرارة الجسم عند درجة حرارة 21° يساهم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية حوالي 37 درجة مئوية دون الحاجة لإجراءات إضافية مثل إفراز المزيد من العرق .

نقطة أخرى و هي أنه عندما تتطابق درجة حرارة البيئة المحيطة مع درجة حرارة الجسم الأساسية (أو حتى أقل منها ببضع درجات) فإن آلية تشتيت الحرارة لا تكون في وضعها الأمثل، لذلك نشعر بالحر أو السخونة و يبدأ الجسم في إفراز العرق .

يزداد الوضع سوءاً عندما تكون يكون ارتفاع الحرارة مصحوباً بإرتفاع الرطوبة , فالرطوبة لها تأثير كبير لأن العرق الذي يفرزه الجسم يمتص كميات هائلة من الحرارة ثم يبددها عن طريق التبخر و تشبع الهواء ببخار الماء يبطيء و يعوق هذه العملية , أي شيء يعوق عملية التبخر السريع للعرق مثل ارتفاع رطوبة الهواء وعدم وجود نسيم  و إرتداء الملابس الثقيلة أو غير المنفذة للحرارة  وما إلى ذلك فإن شعورنا بالحر يزداد أيضاً بإزدياد هذه العوامل  .

مصدر
https://www.scientificamerican.com/article/why-people-feel-hot/