من الصعب التفكير في وجود علاقة بين تعلم اللغات و القدرة على استخدام الأدوات لكن ما كشفته الدراسات في هذا الصدد كان مفاجئاً حيث وجد العلماء علاقة قوية بين المهارة في استخدام الأدوات اليدوية وإتقان تعلم اللغات .
العجيب أن الصلة بين الأمرين وثيقة لدرجة أن كلتا المهارتين تعتمدان على نفس الموارد العصبية والموجودة في المنطقة ذاتها في الدماغ . وقد وجد العلماء أيضاً أن التدريب الحركي باستخدام الأدوات يحسن القدرة على فهم الجمل المركبة وبالعكس يعمل التدريب اللغوي على تحسين قدرتنا على استخدام الأدوات .
يفتح هذا الاكتشاف أفاقاً جديدة لتطوير أساليب جديدة لتعلم اللغات من خلال ربطها بالمهارات الحركية واستخدام الأدوات الميكانيكية . يمكن أيضاً استخدام هذه العلاقة لإعادة تأهيل المرضى الذين فقدوا جزءاً من مهارتهم اللغوية .
لفترة طويلة ظل العلماء يعتقدون أن تعلم المهارات اللغوية يتطلب شبكة معقدة مستقلة بذاتها داخل الدماغ لكن مؤخراً أعيد النظر في هذا المفهوم حيث أشارت الأبحاث إلى أن المهارات الحركية الدقيقة تتشارك مع الوظائف اللغوية مثل معالجة الكلمات وفهم معانيها وبناء الجُمل .
بناء الجملة واستخدام الملقط
لتأكيد العلاقة بين المهارات اللغوية و الحركية أعطى الباحثون اختبارات لغوية و تدريبات حركية باستخدام ملاقط لمجموعتين من المشاركين وطلب من كلتا المجموعتين القيام بالتمارين المطلوبة وتم تحديد المناطق المرتبطة بكل عمل على حده .
اكتشف العلماء لأول مرة أن استخدام الأدوات وتمارين بناء الجملة قد أديا إلى تنشيط مناطق مشتركة في الدماغ .
اذا كان النوعان من المهارات يستخدمان موارد الدماغ ذاتها فهل يمكننا تدريب مهارة لتحسين النوع الآخر أو حل مشاكلة أو تعويض النقص فيه ؟ هذا ما سعى الباحثون لمعرفته ليكتشفوا أن هذا ممكن بالفعل . لإثبات هذا الأمر طلب الباحثون من المشاركين اجراء تمارين نحوية قبل وبعد 30 دقيقة من القيام بتدريب حركي باستخدام الملقط ولاحظ الباحثون أن التدريب الحركي حسن المهارات اللغوية وبالعكس .
مصدر
https://presse.inserm.fr/en/using-tools-improves-our-language-skills/44084/