قنبلة موقوتة من الزئبق تختفي تحت مناطق الجليد السرمدي
بقلم: براندون سبيكتر
ترجمة: ابراهيم عبدالله العلو
عندما يرتفع الزئبق في ميزان الحرارة لديك قد يرتفع أيضاً في المحيط. ووفق دراسة نشرت يوم 5 شباط 2018 في مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية Geophysical Research Letters ربما يتواجد 58 مليون لتر من الزئبق مدفوناً في مناطق الجليد السرمدي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية- وهي ضعف كمية الزئبق المحتمل تواجدها في بقية تربة وجو ومحيطات الأرض . وإذا تابعت درجات الحرارة العالمية إرتفاعها قد يندفع ذلك الزئبق إلى السطح.
الجليد السرمدي في علم الجيولوجيا هو أي تربة بقيت متجمدة لآكثر من عامين. وتقدر مساحتها في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ب 22.79 مليون كيلومتر مربع أو ما يعادل 24% من مساحة الأرض المكشوفة بحسب مركز بيانات الثلج والجليد الوطني. ومع مرور الوقت تتحد المركبات الموجودة طبيعياً في الجو مثل الزئبق وثاني أوكسيد الكربون مع المواد العضوية في التربة وتتجمد في الجليد السرمدي وربما يبقى محتجزاً تحت الأرض لالآف السنين قبل ان يذوب.
قام الفريق خلال الدراسة بحفر 13 نموذج تربة في الجليد السرمدي في مناطق عديدة من الاسكا بين عامي 2004 و 2012. تم قاموا بقياس كميات الزئبق وثاني أوكسيد الكربون في كل عينة والتي كانت متوافقة مع آلاف عينات التربة المستخرجة من مناطق عديدة حول العالم. وبإستخدام كميات الزئبق الموجودة في العينات ال 13 كنقطة إنطلاق قدر البحاثة كمية الزئبق المحبوس تحت مناطق الجليد السرمدي في أمريكا الشمالية ب 793 جيجا جرام أو أكثر من 15 مليون جالون.
يقول مؤلف الدراسة بول شوستر وهو مهندس مائي من إدارة المساحة الجيولوجية في بولدر بكولورادو ” لن يكون هناك مشكلة بيئية إذا بقي كل شئ متجمداً ولكننا نعلم ان أن الأرض تتسخن وهذا الإكتشاف سيغير اللعبة”.
لاحظ البحاثة ان التغير المناخي قد أدى إلى ذوبان بعض الجليد السرمدي والحبل على الجرار: ووفق دراسة أجريت عام 2013 سوف يفقد نصف الكرة الأرضية الشمالي ما بين 30 و 99 بالمائة من جليده الأبدي بحلول عام 2100 إن لم تتغير إنبعاثات غاز الدفيئة .
تسرب الزئبق مع ذوبان الجليد القطبي |
حاولت الدراسات السابقة تقدير مليارات الأطنان من ثُاني أوكسيد الكربون والميثان وحتى المسببات المرضية الغريبة التي قد تطلق في الهواء والمحيطات عند ذوبان الجليد السرمدي. ولكن الآثار البيئية لتسرب الزئبق على نطاق واسع لا تزال قضية عصية على التنبؤ.
ومن بين المخاوف الرئيسة تدفق الزئبق إلى مجاري المياه وتحوله إلى ميثيل الزئبق وهو سم يؤدي إلى تشوهات ولادية وشلل الحركة لدى الحيوانات بحسب المدير العلمي للجنة نهر يوكون ايدا متر. وقد ينتقل مثل ذلك التلوث بسلاسة في السلسلة الغذائية من الكائنات الدقيقة إلى البشر.
وأضاف متر” تعيش المجتمعات المحلية في الاسكا والمناطق الشمالية الأخرى حياة إكتفاء ذاتي مما يجعلهم أكثر عرضة لتلوث ميثيل الزئبق في مواردهم الغذائية”.
ويعكف الباحثون على دراسة لاحقة تحاكي تأثير إطلاق الزئبق من الجليد السرمدي بسبب التعير المناخي.