الإجابة المدهشة هي نعم و الأكثر إدهاشاً أن هناك أشخاص ولدوا و يعيشون الآن حياة طبيعية بنصف دماغ بالفعل ! و لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن بعض الجراحين يلجأون لعمليات استئصال لنصف الدماغ كخيار علاجي في بعض الحالات لتحسين حالة المريض !.
عملية استئصال نصف الكرة المخية
يعاني من يقومون بإجراء هذه العملية من شلل في الجانب المقابل من الجسد فعلى سبيل المثال يتحكم الفص الأيمن في شق الجسم الأيسر و يتحكم الفص الأيسر في شق الجسم الأيمن لكن بالمقابل يمكن للمرضي الذين خضعوا لهذه العملية استعادة كامل وظائفهم الحركية بعد مرور فترة زمنية معينة لإعادة التأقلم.
ولدوا طبيعيين و لكن ..بنصف دماغ
لعل الأغرب هي حالة أولئك الذين ولدوا و عاشوا حياتهم بنصف دماغ دون أن يخطر لهم أو لأهلهم على بال أن هناك خطباً ما فهم أفراد تبدو حياتهم طبيعية إلى حد كبير
ميشيل و هي امرأة امريكية عادية عمرها 37 عام ولدت و تعيش بنصف مخ فقط و لم يكتشف الأطباء حالتها سوى قل 10 أعوام فقط , لقد قلبت ميشيل المعايير الطبية رأساً على عقب إذ ولدت بنصف مخ إلا أنها تتكلم بشكل طبيعي وتتبع أسلوب معيشة مفعمة بالحياة والنشاط.
التصوير بالرنين المغنطيسي MRI كشف أن قرابة النصف الأيسر من “المخ – brain” لا وجود له. و العجيب هو حجم الضرر لدى المخ فعملياً لا أثر للجانب الأيسر منه كما أن سطح المخ و95 في المائة من الطبقة الخارجية لا أثر له، الأجزاء المسؤولة عن الحركة والسلوك والإدراك، كانت مفقودة ! .
لقد إعاد مخ ميشيل تجهيز نفسه وتولى النصف الأيمن المتبقي وظائف الشق الأيسر المفقود والقيام بمهامه الأساسية. وأوضح أن هذه المرأة لها قدرة لغوية متوسطة، تمتلك القدرات الأساسية، يمكنها تركيب جملة، وفهم الإرشادات وإيجاد الكلمات المناسبة أثناء الحديث، إلا أنها تواجه مشكلة فيما يتعلق بالتعرف البصري على الأماكن الجديدة . ربما أثناء تعلم الكلام خلال مرحلة النمو عندما تولى النصف الكروي الأيمن مهام الأيسر أو تطوير قدرات لغوية كلفها ذلك بعض المهارات التي هي عادة من وظائف النصف الأيمن..
و هناك الكثير و الكثير من الحالات التي لازال الطب يعجز عن تفسيرها و لا نملك إلا أن نقول … سبحان الله !