هل يمكن لإنسان أن يحيا بنصف دماغ ؟

هل يمكن لإنسان أن يحيا بنصف دماغ ؟

الإجابة المدهشة هي نعم و الأكثر إدهاشاً أن هناك أشخاص ولدوا و يعيشون الآن حياة طبيعية بنصف دماغ بالفعل ! و لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن بعض الجراحين يلجأون لعمليات استئصال لنصف الدماغ كخيار علاجي في بعض الحالات لتحسين حالة المريض !. 

استئصال نصف الكرة المخية Hemispherectomy هو تدخل جراحي يتم من خلاله استئصال أو تعطيل نصف الكرة المخية و هو ما يعرف بالفص الدماغي ,و تستعمل هذه العملية لعلاج التهاب راسموسن الدماغي أو لعلاج الأطفال المصابين بالجلطة الدماغية المسببة للإعاقات أو الذين يعانون من أزمات صرع حادة و متكررة

هل يمكن لإنسان أن يحيا بنصف دماغ ؟

يعاني من يقومون بإجراء هذه العملية من شلل في الجانب المقابل من الجسد فعلى سبيل المثال يتحكم الفص الأيمن في شق الجسم الأيسر و يتحكم الفص الأيسر في شق الجسم الأيمن لكن بالمقابل يمكن للمرضي الذين خضعوا لهذه العملية استعادة كامل وظائفهم الحركية بعد مرور فترة زمنية معينة لإعادة التأقلم.

الطفلة كاميرون ولدت كطفلة طبيعية و استمرت بها الحال هكذا حتى بلغت عامها الثالث قبل أن تنقلب حياتها رأساً على عقب , أصيبت كاميرون بإلتهاب راسموسن الدماغي مما تسبب في إصابتها بتشنجات خطيرة أثرت على حياتها تأثيراً بالغاً , اقترح الأطباء على والدي كاميرون خيارين كلاهما صعب , إما أن تترك لتتدهور حالتها أو يتم عمل جراحة لها لإستئصال الفص الدماغي الأيمن 
و التخلص من تلك التشنجات الخطيرة . 
وافق الأبوين على عمل الجراحة و بالفعل تم استئصال الفص الأيمن من المخ و الذي سبب شلل مؤقت لكاميرون في الجانب الأيسر من جسدها و مع العلاج الطبيعي المكثف تمكن الفص الأيسر لمخ كاميرون من السيطرة على الوظائف الطبيعية للجسم بأكمله في غياب الفص الأيمن لتعود كاميرون لممارسة حياتها الطبيعية. 

Advertisements
في الفيديو تبدو كارولين كفتاة طبيعية للغاية بعد أن تم عمل جراحة لها .

كاميرون ليست الحالة الوحيدة فهناك حالات أخرى كحالة الطفلة ماجي و الطفلة جودي و جميعها حالات تمكنت من الحياة بعد استئصال نصف الكرة المخية 

ولدوا طبيعيين و لكن ..بنصف دماغ

لعل الأغرب هي حالة أولئك الذين ولدوا و عاشوا حياتهم بنصف دماغ دون أن يخطر لهم أو لأهلهم على بال أن هناك خطباً ما فهم أفراد تبدو حياتهم طبيعية إلى حد كبير

Advertisements

 ميشيل و هي امرأة امريكية عادية عمرها 37 عام ولدت و تعيش بنصف مخ فقط و لم يكتشف الأطباء حالتها سوى قل 10 أعوام فقط , لقد  قلبت ميشيل المعايير الطبية رأساً على عقب إذ ولدت بنصف مخ إلا أنها تتكلم بشكل طبيعي وتتبع أسلوب معيشة مفعمة بالحياة والنشاط.

التصوير بالرنين المغنطيسي MRI كشف أن قرابة النصف الأيسر من “المخ – brain” لا وجود له. و العجيب هو حجم الضرر لدى المخ فعملياً لا أثر للجانب الأيسر منه كما أن سطح المخ و95 في المائة من الطبقة الخارجية لا أثر له، الأجزاء المسؤولة عن الحركة والسلوك والإدراك، كانت مفقودة ! .

لقد إعاد مخ ميشيل تجهيز نفسه وتولى النصف الأيمن المتبقي وظائف الشق الأيسر المفقود والقيام بمهامه الأساسية. وأوضح أن هذه المرأة لها قدرة لغوية متوسطة، تمتلك القدرات الأساسية، يمكنها تركيب جملة، وفهم الإرشادات وإيجاد الكلمات المناسبة أثناء الحديث، إلا أنها تواجه مشكلة فيما يتعلق بالتعرف البصري على الأماكن الجديدة . ربما أثناء تعلم الكلام خلال مرحلة النمو عندما تولى النصف الكروي الأيمن مهام الأيسر أو تطوير قدرات لغوية كلفها ذلك بعض المهارات التي هي عادة من وظائف النصف الأيمن..

Advertisements

و هناك الكثير و الكثير من الحالات التي لازال الطب يعجز عن تفسيرها و لا نملك إلا أن نقول … سبحان الله !

مصادر :1, 2

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 − 4 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.