العلاج بالمعنى Logotherapy
العلاج بالمعنى Logotherapy هو شكل من أشكال العلاج النفسي الذي يركز على المستقبل، وعلى قدرتنا على تحمل المعاناة التي نعيشها حاضرا من خلال البحث عن هدف واكتشاف معنى لحياتنا.
إن الدافع للعيش يأتي من إيجاد هذا المعنى فالناس الذين يعانون من مخاوف حياتية يعانون من نقص معنى وهدف لحياتهم، وهو ما أشار إليه فيكتور فرانكل باسم “الفراغ الوجودي” وقد طور هذا العلاج المنطقي بعد النجاة من معسكرات الاعتقال النازية في الأربعينيات. وتم تفصيل خبرته ونظرياته في كتابه “بحث الإنسان عن المعنى”.
يعتقد فرانكل أنه عندما لا يمكننا تغيير موقف ما، فإننا مجبرون على تغيير أنفسنا. لذلك وجب التركيز على تطوير المهارات التي يشجعها هذا النوع من العلاج مثل:
– التقبل
– بدل الإجهاد “الصحي”
– إعادة تفسير معنى الحدث بطريقة إيجابية
– الشجاعة لمواجهة المخاوف
– الدعابة
– التفاؤل حتى في مواجهة المأساة
– الاستعانة بالخالق (إذا كان لديك انتماء ديني)
إذا كنت تعاني من إحدى المشاكل النفسية مثل: قلق أو كآبة أو حزن أو ألم أو اضطراب ما بعد الصدمة، فيمكنك التخلص منها باستخدام الثلاث تقنيات التي ذكرها فرانكل وهي:
– الانحراف:
يهدف الانحراف إلى مساعدتك على التركيز بعيدًا عن نفسك وأن تقضي وقتًا أقل في الشعور بالانشغال بمشكلة أو قلق. تهدف هذه التقنية إلى مكافحة “التفكير المفرط” أو التركيز الشديد على موقف أو شيء يثير القلق. غالبًا ما يكون التفكير المفرط شائعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق الاستباقي.
– النية المتناقضة :
هي تقنية تدعوك للرغبة في الشيء الذي تخافه أكثر من غيره. تم اقتراح هذا في الأصل للاستخدام في حالة القلق أو الرهاب، حيث يمكن استخدام الفكاهة والسخرية عندما يختفي الخوف. على سبيل المثال، إذا كان لديك خوف من الظهور بمظهر أحمق، فقد يتم تشجيعك على أن تبدو أحمق عن قصد. ستلاحظ أن خوفك سوف يزول عندما تحدد نية للتصرف بحماقة.
– الحوار السقراطي :
هو أداة تستخدم لمساعدتك خلال عملية اكتشاف الذات من خلال ملاحظة وتفسير كلماتك الخاصة. أثناء الحوار السقراطي، يستمع معالجك عن كثب إلى الطريقة التي تصف بها الأشياء ويشير إلى أنماط كلماتك، مما يساعدك على رؤية المعنى فيها. يُعتقد أن هذه العملية تساعدك على إدراك إجاباتك – غالبًا ما تكون هذه الإجابات موجودة بداخلك وتنتظر فقط من يكتشفها.
وللاستفادة أكثر من هذا النوع من العلاج، يمكنك أيضًا تعلم تطبيق بعض التوجيهات الأساسية في حياتك اليومية، وهي كالآتي:
– خلق شيء ما :
يمنحك إبداع شيء ما (خصوصا في مجال الفن) إحساسًا بالهدف، والذي يمكن أن يعطيك معنى إلى حياتك.
– تطوير العلاقات:
يمكن أن يساعدك الدعم الاجتماعي على إيجاد هدف في حياتك.
– البحث عن هدف من الألم :
إذا كنت تمر بظروف صعبة، فحاول أن تجد هدفًا فيها. حتى لو كان هذا نوعًا من الخداع الذهني، فسيساعدك ذلك على رؤيتك من خلاله.
– فهم أن الحياة ليست عادلة :
لن يتم بالضرورة التعامل معك بطريقة عادلة. ومع ذلك، يمكن دائمًا أن يكون للحياة معنى، حتى في أسوأ المواقف.
– لك كامل الحرية في العثور على معنى لحياتك أو هدف مهما كان: تذكر أنك دائمًا حر في صنع معنى لحياتك. لا أحد يستطيع أن يأخذ هذا منك.
– التركيز على الآخرين :
حاول التركيز خارج نفسك. قد يساعدك هذا على التوقف عن الشعور “بالتعثر” العقلي في موقف ما في حياتك.
– قبول الأسوأ :
عندما تكون مستعدًا لقبول الأسوأ، فإنه يقلل من القوة التي يؤثر بها عليك.
تجدر الإشارة إلى أن العلاج بالمعنى ليس علاجا دينيًا بطبيعته، إلا أنه يركز على المفاهيم الروحية والفلسفية، ويهتم بمساعدة الأشخاص الذين يشعرون بالضياع أو عدم الرضا على المستوى الروحي. بينما يجد الكثيرون الراحة في هذا النهج، إلا أنه قد يثير مشاكل إذا لم تكن شخصًا روحيًا أو فلسفيًا. وإذا كنت تشعر بالفعل أنك تفهم معنى حياتك أو أن مشاكلك ليست وجودية بطبيعتها، فقد لا يكون هذا النوع من العلاج مناسبًا لك.
ترجمة: سهام محجوبي
بتصرف عن موقع:
https://www.verywellmind.com/an-overview-of-victor-frankl-s-logotherapy-4159308#citation-2
اترك تعليقاً