هل لاحظت أن الناس يتصرفون بغباء أحياناً بينما يقودوا سياراتهم على الطريق مما قد يتسبب في الحوادث والشجارات التي قد تنتهي بنتائج لا تحمد عقباها ، لأول مرة يكتشف العلماء أن هناك علاقة بين التلوث المروري وهذه السلوكيات غير العقلانية حيث توصلت دراسة هي الأولى من نوعها في العالم إلى أن التعرض القصير لتلوث الهواء يؤثر بشكل سريع على الدماغ.
دراسة صادمة
ذكرت نتائج الدراسة الصادمة المنشورة في مجلة الصحة البيئية، أن ساعتين فقط من التعرض لعادم الديزل قد تعني انخفاض في الاتصال الوظيفي للدماغ – وهو مقياس لكيفية تفاعل مناطق مختلفة من الدماغ والتواصل مع بعضها البعض – مما يترتب عليه إضعاف وظائف الدماغ. تقدم هذه الدراسة أول دليل تجريبي على تأثير تلوث الهواء لفترات قصيرة على البشر وقدرته على التأثير على الإدراك . يغير هذا اعتقاد لدى العلماء ساد لعقود بأن الدماغ محصن من تأثيرات التلوث لفترات قصيرة .
في بيئة معملية تم تعرض 25 من المتطوعين البالغين الأصحاء لعادم الديزل والهواء المصفى مناصفة ثم قياس نشاط الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي قبل وبعد التعرض (fMRI)
وجد الباحثون أن المشاركين انخفض لديهم الاتصال الدماغي الوظيفي المسئول عن أشياء مثل الذاكرة والتفكير الداخلي في مناطق واسعة من شبكة الدماغ بعد التعرض لعادم الديزل ، مقارنة بالهواء المصفى. في المعتاد يرتبط هذا الانخفاض بمشاكل مثل ضعف الأداء المعرفي والاكتئاب لكنها المرة الأولى التي يتم ربطه بتلوث الهواء مما قد يضعف تفكير الناس أو قدرتهم على العمل.
تغيرات مؤقتة ولكن …
لحسن الحظ فإن التغييرات التي تم رصدها كانت مؤقتة وعاد اتصال الدماغ لدى المتطوعين لطبيعته بعد التعرض لكن يرى الباحثون بأن النتائج قد تصبح طويلة الأمد إذا كان التعرض مستمراً لفترات طويلة .
يقول الباحثون يجب أن ينتبه الناس لجودة الهواء الذي يعترضوا له يومياً، لذا فمن الأفضل تجنب مناطق المرور المزدحمة و غلق النوافذ في الزحامات المروية مع التأكد من عمل فلتر الهواء في السيارة بشكل جيد كما يجب على سائقي الدراجات والمشاة تجنب البقاء في مناطق الزحام المروري لفترات طويلة.
مصدر الدراسة
Traffic pollution impairs brain function (ubc.ca)