برودة الشتاء ليست السبب الحقيقي للإصابة بنزلات البرد ! 2

“الجو بارد في الخارج إرتد معطفك و إلا ستصاب بنزلة برد” كلمات لطالما تواترت على ألسنة الأمهات والجدات كثيراً لكن يبدو أن الكثير مما تعلمناه في طفولتنا قد ثبت خطأه، فقد أثبت العلماء أنه لا علاقة مباشرة بين إنخفاض درجة الحرارة و الإصابة بنزلات البرد فيمكن لأي شخص صحيح الجسم أن يصاب بنزلة برد في فصل الصيف بشكل عادي تماماً!

وبصرف النظر عن كون المرض يسمى بـ “نزلات البرد” ففي الحقيقة نزلات البرد هي مرض فيروسي مثله مثل الإنفلونزا، هذا يعني أن فيروسات البرد لو غابت فلن تصاب بنزلة برد أبداً حتى لو كانت حرارة جسمك منخفضة. ربما هذا الربط هو طريقة أجسادنا لتخيفنا من التعرض للبرد الذي يسبب لها التوتر. بالإضافة الى ذلك، وفقا للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، فيروسات البرد تنشط أفضل في درجة 31 درجة مئوية؛ إذا كنت في الخارج في البرد فسيكون الجو بالتأكيد أكثر برودة من ذلك.

لماذا تنتشر نزلات البرد في فصل الشتاء؟

لعدة أسباب أهمها:

  • البرودة تحد من حركة الناس وتجعلهم يقضون وقت أكبر في محيط مغلق داخل المنازل مع آخرين ومع الاحتكاك البشري القريب تزيد من فرص الإصابة بفيروس البرد وبالتالي يساهم ذلك في انتقال الفيروس من شخص لآخر.
  • قلة التهوية و الخوف من برودة الطقس تساعد على انتشار فيروس البرد
  • قلة التعرض للشمس بسبب البقاء في المنازل مع قلة عدد الساعات المشمسة يؤدي إلى نقص فيتامين D و المهم للحفاظ على المناعة
  • قلة الرطوبة و التي في المعتاد تكون في فصل الشتاء تساعد على انتشار فيروسات البرد بعكس فصل الصيف حيث ترتفع الرطوبة
  • قلة الرطوبة في الشتاء قد تتسبب أيضاً جفاف المخاط و الذي يحمي الجسم من العديد من الفيروسات و الجراثيم (رأي مختلف عليه)

هناك أعراض مرضية أخرى قد نعزوها للبرد مثل الإنفلونزا و الحساسية و انخفاض درجة حرارة الجسم لكن كل تلك الأعراض لا علاقة لها بالبرد العادي “Common Cold” أو ما يعرف بنزلات البرد , هناك أكثر من 100 نوع من الفيروسات قد تسبب نزلات البرد لكن فيروسات رينو و هي من مسببات البرد أيضاً هي عادة التي تجعلك تعطس و تصاب بالرشح .

البرودة و فيروسات البرد

و بالرغم كون البرد أو البرودة ليس مسبباً لنزلات البرد هناك بعض الدلائل على كون البرد يؤثر في تطور نزلات البرد ففي تجربة قام بها باحثون وضع الأشخاص تحت التجربة أرجلهم في ماء بارد بينما لم يفعل آخرون ذلك و وجد أن تطور ظهور الأعراض أكبر عند الذين وضعوا أرجلهم في الماء البارد و عزا العلماء ذلك لانكماش الأوعية الدموية بسبب البرودة مما قلل من سهولة حركة كرات الدم البيضاء في الجسم لمكافحة الإصابة. كما أن الخلايا المصابة بفيروسات البرد تقوم بتدمير نفسها إذا كانت دافئة بمعدل أكبر مما يساعد على احتواء انتشار الإصابة .

كما لاحظ العلماء أيضاً أن الغلاف الخارجي لفيروسات البرد في الحرارة المنخفضة يكون أقسى مما يعطي حماية أكبر لها بينما في الحرارة المرتفعة يكون الغلاف الخارجي جيلاتيني مما يسهل عملية تدمير الفيروس .

الحساسية و البرد

إذا كنت تحب الجو و لكن لديك تاريخ في الإصابة بالحساسية أو أمراض الجهاز التنفسي العلوي فالطقس البارد قد يسبب لك المشاكل , قم بالإحماء تدريجياً قبل أن تنطلق بسرعة كبيرة في التدريب , استخدم الياقة المرتفعة فوق الفم لتساعدك على تدفئة الهواء الداخل إلى رئتيك عبر فمك . تجنب الملوثات التي تسبب لك الحساسية مثل الدخان و الغبار .

لماذا يجب أن نفهم نزلات البرد

لأن الكثيرين يعتقدون اعتقادات خاطئة حول نزلات البرد و خصوصاً الأطفال فبفضل معتقداتنا و معتقدات آباءنا أطفالنا يخشون الجو البارد و لا يدركون ما هي طرق انتشار فيروسات البرد و مسبباته الحقيقية مما لا يساعدهم على الإطلاق.

يصاب الناس بالرشح و الزكام حينما يتعرضوا للمخاط الناتج من الأنف أو الفم عند العطس أو ملامسة أسطح ملوثة من قبل شخص مريض و نزلة البرد مرض معدي لذا يجب تجنب الأماكن المزدحمة في حالة الإصابة بنزلات البرد.

يَجِبُ ألاّ يفهم مما سبق أن التعرض المطول لحرارة لا يؤثر على الجسم فانخفاض حرارة الجسد لفترة طويلة هو حالة طارئة قد تستدعي الاهتمام والعلاج.

مخاطر انخفاض حرارة الجسم

الهيبوثرميا أو انخفاض حرارة الجسم هي حالة طبية تحدث حينما يفقد الجسد الكثير من الحرارة من جرّاءِ التعرض المطول للبرد و خصوصاً لمن ليس لديهم مأوى و المشردين فقد تحدث أعراض مثل الارتجاف والتشوش وفقدان الوعي في بعض الحالات خصوصاً لدى كبار السن و الأطفال الصغار أو من يتعرضون للمطر و الرياح و البلل في هذه الحالة يجب تدفئة الجسم بسرعة والحصول على مساعدة طبية .

أساطير أخرى مرتبطة بنزلات البرد:

  • المضادات الحيوية تعالج نزلات البرد : خطأ! نزلات البرد إصابة فيروسية و المضادات الحيوية تستخدم لعلاج البكتريا.
  • ضعيفي المناعة هم من يصابون بنزلات البرد : خطأ فقد تكون مناعتك قوية مثل الثور ومع ذلك ستظل تصاب بنزلات البرد.
  • فيتامين C والزنك تمنع نزلات البرد : لا تعالجه لكن فقط قد تقلل من مدّة الإصابة به .
  • جوع البرد وأطعم الحمى : كلام ليس له أساس من الصحة فنزلات البرد لا تتأثر بكمية الطعام التي تتناولها.

الخلاصة : 

  1. برودة الطقس في الشتاء لن تصيبك بنزلة برد لكن قد تساعد فيروسات البرد على البقاء أو الانتشار مع قلة الرطوبة أو تساعد الفيروسات على البقاء أو تصيبك بمشاكل أخرى لكنها لن تصيبك وحدها بنزلات البرد
  2. البقاء خلف الأبواب المغلقة و الحرارة المرتفعة و رداءة التهوية تساعد على انتشار نزلات البرد
  3. الدفء و فيتامين سي و الزنك تساعد على تقليل مدة الإصابة لكن لا تمنعها
  4. المضادات الحيوية لن تفيدك لكن بعض المسكنات قد تساعدك على تقليل حدة أعراض نزلات البرد
  5. يجب شرب السوائل بكثرة للحماية من الجفاف

نتمنى لكم دوام الصحة

مصادر

مصدر1 | مصدر2 | مصدر3


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 9 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading