فى السطور القليلة القادمة أقدم لكم توضيح عن الأطفال قليلة الكلام كثيرة الصمت بمرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة بين الذكاء والصحة النفسية والمشكلات وكيفية علاجها وتنمية الجانب الإيجابي بالشخصية.
الطفل المفكر
سوف نبدأ بنوع نادر من الأطفال يتميزون بنوع مختلف بالذكاء يعتمد على التفكير والتأمل الفلسفي للأمور، وبالرغم من كثرة الأسئلة بداخلهم إلا أنهم لا يتحدثون عنها، فالفلسفة مبنية على الشك لذلك هم نادراً ما يثقوا بآراء الأخرين لذلك يعتمدوا على أنفسهم في البحث، هم مفكرون المستقبل بإذن الله.
هذا النوع النادر من الأطفال إيجابي للغاية وصمته فطرة تحمية وتحمى أفكاره من التلوث أو قتل موهبته وملكاته العقلية، فلا تجبره على أن يكون اجتماعي بشكل كبير فهو ليس منطوي وسيقوم بالواجبات الاجتماعية، لكن صمته هو مساحة تطور فكرة.
كيف تميز إذا كان طفلك من هذا النوع؟
اسأله، واستمع لإجاباته فإذا وجدتها بها حكمة ربما لم ينتبه لها الكبار أو لاحظت طريقة تفكير مميزة فطفلك من هذا النوع عليك تنميته.
يمكننا تنمية هذا الذكاء عن طريق تثقف الطفل في العلوم المختلفة، بمعلومات موثقة ومثبتة تساعده في بناء أفكاره وتجميعها بشكل أفضل، وأحذر أن تنهره إذا انتقد هذه المعلومات وإن كانت مثبته فالعلم لا يتطور إلا على أيدي هؤلاء النقاد المفكرون. هنيئاً لك بهذه النعمة ولا تحجبه عن المجتمع فهو مصدر إلهامه.
الطفل الهادئ
النوع الثاني من الأطفال كثيرة الصمت هو طفل أيضا ليس بخجول ولكنه ذو طبيعة هادئة وربما كان شخص مرهف الحس فأحترم طبيعته وعلمه التواصل الإيجابي مع الأخرين من التحية عند مقابله الأخرين وتوديعهم عن الرحيل وشكر كل من ساعده والاستئذان عند الحاجة وغيرها من الأمور الاجتماعية التي تحتاج لتواصل إيجابي. ولكن إذا لاحظت أن طفلك يتحاشى الأخرين فهو يعاني من الانطواء والخجل.
الطفل المنعزل
النوع الثالث من صمت الأطفال فهو من أكثر الأنواع انتشاراً، وربما تعرض الطفل للعنف والصد والتجاهل والتنمر كثيراً سواء لفظي أو بدنى، ففضّل العزلة والصمت. فهم يحتاجون المساعدة كثيراً لزيادة الثقة بالنفس ويحتاج لبرنامج علاج لهذه المشكلة، وأنصحكم بالتوجه لأخصائي أو خبير تربوي لوضع لكم خطه علاج ومتابعة الطفل إن لزم الأمر.
الطفل المكتئب
وإن لم تساعد طفلك بسرعة فربما يدخل في اكتئاب وهو النوع الرابع عندما تجد طفل فقد الشعور بالفرح وفقد طاقته حتى للعب وربنا يفكر أن يموت أو يجرح نفسه بأدوات حادة، فعليك فوراً التوجه لطبيب نفسي متخصص لديه خبرة في علاج الأطفال ومتقن لرسالته وعمله حتى لا يعطيه إلا الدواء الذي يفيده ولا تخشى عليه إن كان مع طبيب بمثل هذه الصفات وأتبع تعليماته بدقه حتى وإن استمر العلاج عدة أشهر حتى تعود الفرحة على حياة طفلك.
وأتمنى لك ولطفلك السعادة دائماً. لكن قبل أن أختم حديثي معكم فلا يجب أن ننسى أن بعض الأطفال يحتاج اهتمام أكثر وهم المصابون بالتوحد، فهو لا يتكلم لإنه يريد أن يظل في عالمه الخاص.
تستطيع تمييز اعاقة التوحد منذ الشهور الأولى حيث يرفض الطفل أن يحمل من شخص أخر غير الأم وعندما يكبر قليلاً يفضل أن يكون وحيداً ولا يحتاج للأم إلا في الاحتياجات البيولوجية فهو لا يستطيع الاعتماد على نفسه مثل باقي الأطفال، لكنه أيضاً شديد الذكاء وذو موهبة مميزة فحاول اكتشافها وتنميتها.
بالطبع هذا النوع من الأطفال يحتاج تدخل متخصصين منذ التشخيص، وكلما كان في سن أصغر كان التحسن أكبر.
حفظهم الله وجميع الأطفال أتمنى أن أكون قد أوضحت أهم النقاط وقدمت معلومات مفيدة وفى انتظار تعليقكم وأي استفسار دمتم بخير وتذكروا دائماً أن التربية فن فكن فنان وأستمتع أنت وطفلك
بقلم المستشارة التربوية / إسراء يسرى
[email protected]
اترك تعليقاً