ظاهرة رينو و برودة الأطراف في الشتاء 2

إذا كنت تعاني من برودة مزمنة و دائمة في الأطراف خلال فصل الشتاء تعجز معها عن تدفئة أطرافك بسهولة فربما أنت مصاب بظاهرة رينو . ظاهرة رينو هي اضطراب نادر سببه تضيق الاوعية الدموية (الشرايين) و التي تغذي الاطراف مثل أصابع القدم و اليدين والانف و الأذنين و سطح الجلد بالدم الذي يحافظ على حرارة الجسم

يحدث هذا كرد فعل شديد على البرودة و يؤدي الى الشعور الدائم بالبرودة والخدران في الأطراف و ابيضاض ثم ازرقاق الجلد أحياناً نتيجة نقص التروية وعدم وصول الدم من خلال الدورة الدموية اليها بشكل كافي و مع عودة الدم يصبح الجلد أحمر اللون مع إحساس بالتنميل و الوخذ.

حينما تنخفض درجة الحرارة يقوم الجسم و كرد فعل طبيعي لسحب الدم من المناطق السطحية للجلد و من الأطراف إلى الأعضاء الداخلية الحيوية لتدفئتها و حمايتها من البرودة أما المصابين بظاهرة رينو فيعانون من ردة فعل أقوى من المعتاد حيث تضيق الشرايين بشكل أسرع و إلى درجة أكثر من الحد الطبيعي و يسمى ذلك التشنج الوعائي كما أن عودة الجسم للحرارة الطبيعية بعد زوال البرودة يتطلب وقت أطول أو تحتاج تدفئة أكثر من المعتاد.

في الغالب لا تؤدي ظاهرة رينو لضرر دائم أو بعيد المدى في الأنسجة كما أنها لا تؤدي لإعاقه إلا أنه في حالات نادرة لظاهرة رينو قد تحدث بعض المضاعفات إذا طال إنقطاع الدم عن الأطراف لفترة حيث قد يسبب إنقطاعه تقرحات مؤلمة أو موت الأنسجة في الجلد في الحالات المتقدمة أو ما يعرف بالغرغرينا .

يذكر أن بعض المصادر العربية تسميها بـ “ظاهرة رينود” علماً بأن التسمية نسبة لطبيب فرنسي أكتشف هذه الظاهرة (لا أجدها تسمية صحيحة ففي الفرنسية لا ينطق الحرف الأخير في العادة ).

ظاهرة رينو غالباً ما تصيب من يعيشون في المناطق الباردة أكثر من الذين يعيشون في مناطق دافئة , يجدر بنا أن نذكر أن النساء اكثر عرضة للاصابة بظاهرة رينو من الذكور. وتنقسم ظاهرة رينو الى نوعين

ظاهرة رينو من النوع الأولي (داء رينو):

النوع الاول من هذه الظاهرة هو ما نركز عليه هنا و يسمى مرض رينو هو داء مستقل ينتج من دون وجود مرض اخر مسبب له و لا يعرف سببه على وجه التحديد و إن كان يعتقد أن للعوامل الوراثية دخل فيه .

يمكن اعتباره نوع من الحساسية للبرودة وغالبا ما يتطور في النساء الشابات في سن المراهقة والبلوغ المبكر. ويعتقد أنه مرض وراثي على الرغم من أنه لم يتم حتى الآن تحديد جينات معينة.

التدخين يزيد تواتر وشدة الهجمات، وهناك عنصر الهرموني أيضاً .
الكافيين أيضا يفاقم الهجمات.و المصابين به هم أكثر عرضة للإصابة الصداع النصفي والذبحة الصدرية .

في الغالب لا يستطيع الطبيبُ دائماً أن يحدِّدَ السببَ الدقيق للإصابة بداء رينو.

ظاهرة رينو من النوع الثانوي (متلازمة رينو):

 ظاهرة رينو الثانوية أو متلازمة رينو و هي أعراض تأتي متلازمة مع مرض اخر يتسبب في حدوثها. و إليك بعض الأسباب التي قد تؤدي لحدوث متلازمة رينو.

اضطرابات النسيج الضام :

  • تصلب الجلد 
  • الذئبة الحمامية الجهازية
  • الْتِهابُ المَفْصِلِ الرُّوماتويديّ
  • متلازمة شيغرن
  • التهاب الجلد والعضل
  • التهاب العضلات
  • داءُ النَّسيجِ الضَّامِّ المُخْتَلِط
  • داء الراصة البردية
  • متلازمة إيهلَرز دانلوس Ehlers-Danlos Syndrome

اضطرابات الأكل

متعلق بمرض فقدان الشهية العصبي

اضطرابات الانسداد

  • تصلب الشرايين “التصلب العصيدي”
  • داء برجر “الالتهاب الوعائي الخثاري المسد” Buerger’s disease
  • داءُ تاكاياسو”التهاب الشرايين” Takayasu’s arteritis
  • تمدد الأوعية الدموية تحت الترقوة
  • متلازمة مخرج الصدر

أدوية

  • حاصرات بيتا (مثبطات المستقبلات بيتا)
  • الأدوية السامة للخلايا- بخاصة المعالجة الكيميائية لا سيما بليوميسين bleomycin خاصة
  • السيكلوسبورين”ciclosporin”
  • الإرجوتامين وهو دواء لعلاج الصداع النصفي”ergotamine”
  • صالفاسالازين”sulfasalazine”
  • لقاحات الجمرة الخبيثة وعنصرها الأساسي المستضد الواقى للجمرة الخبيثة

المهنة

  • وظائف تنطوي على الاهتزاز، وخاصة الحفر، تعاني من اهتزاز الاصبع الأبيض
  • التعرض لفينيل الكلوريد vinyl chloride، والزئبق
  • التعرض للبرد (على سبيل المثال عن طريق العمل في تعبئة الطعام المجمد)
  • الاورام الخبيثة
  • ضمور في الفعل اللاإرادى السمبثاوى”reflex sympathetic dystrophy”
  • مُتَلاَزِمَةُ النَّفَقِ الرُّسُغِى”carpaltunnel syndrome”
  • نقص المغنيسيوم
  • إحمرار الأطراف المؤلم، (على العكس من رينود ،وفيه تصبح الأطراف دافئه وساخنة) غالبا ما تتعايش في المرضى الذين يعانون من رينود) 

اسباب أخرى

  • قصور الغدة الدرقية” ضعف نشاط الغدة الدرقية”hypothyrodism
  • وجود الجلوبولينات البردية في الدم”cryoglobulinemia”

طرق الوقاية من داء رينو:

• غمر أصابع اليدين في ماءٍ دافئ عندَ ظهور أول إشارة إلى اقتراب حدوث الهجمة.
• المحافظة على دفء اليدين والقدمين في الطقس البارد.

أعراض داء رينو

تظهر علاماتُ وأعراض ظاهرة رينو بفعل انخفاض الحرارة أو بفعل الشدَّة النفسية. وعندما تظهر الأعراض، ندعو تلك الحالة باسم “هجمة”. تصيب هذه الهجماتُ أصابع اليدين والقدمين عادةً. وفي حالاتٍ نادرة، يمكن أن تصيبَ الهجماتُ الأنفَ أو الأذنين أو الحلمتين أو الشفتين. خلالَ الهجمة، تصبح الأوعيةُ الدموية شديدة الضيق. ونتيجة ذلك، ينقطع تدفق الدم إلى المنطقة المتأثرة، أو يكاد ينقطع. وهذا ما قد يؤدِّي بالمنطقة المصابة إلى:

  • الشحوب، أو الابيضاض ثم الازرقاق.
  • الشعور بالخدر أو البرد أو الألم.
  • الاحمرار والنبض أو الوخز أو الشعور بالحرق أو بالخدر عندما يعود تدفُّقُ الدم إلى المنطقة.

يمكن أن تستمرَّ الهجمةُ أقل من دقيقة واحدة، كما يمكن أن تدوم عدة ساعات أحياناً. ويمكن أن تحدث الهجمات يومياً أو أسبوعياً. غالباً ما تبدأ الهجمةُ في إصبعٍ واحدٍ في اليد أو القدم، ثم تنتقل إلى بقية الأصابع. وفي بعض الحالات، لا يتأثَّر بالهجمة إلاَّ إصبعٌ واحدٌ أو اثنان. ومن الممكن أن تتأثَّرَ مناطق مختلفة في أوقات مختلفة. يمكن أن تؤدِّي الحالاتُ الشديدة من ظاهرة رينو إلى تقرُّحاتٍ جلدية أو إلى الإصابة بالغنغرينة. والغنغرينةُ هي موت أو تحلل أنسجة الجسم. يموت النسيجُ عندما لا يحصل على الدم مدَّةً طويلة. لكنَّ الهجمات الشديدة في ظاهرة رينو أمرٌ نادر الحدوث.

كيف يتم التشخيص

يقوم الطبيبُ بتشخيص الإصابة بظاهرة رينو استناداً إلى التاريخ الطبي للمريض وإلى الفحص الجسدي، وكذلك إلى نتائج الفحوص والاختبارات. يمكن إجراءُ اختبار التنبيه بالبرد من أجل تحفيز أعراض ظاهرة رينو. ولإجراء هذا الاختبار، تُوضَع اليدان لفترةٍ وجيزة في ماءٍ مثلَّج. ويُستَخدم جهاز صغير لقياس مدى سرعة عودة الأصابع إلى درجة حراراتها الطبيعية. قد تتطلَّب عودةُ الأصابع إلى حالتها الطبيعية أكثر من عشرين دقيقة إذا كان المريضُ مُصاباً بظاهرة رينو، أو بظاهرة رينو.

 كما يُمكن أيضاً إجراءُ الفحص المجهري لشعيرات الطيَّة الظِّفرِيَّة من أجل البحث عن وجود شرايين غير طبيعية في الأصابع. تُوضَع في هذا الإجراء قطرةٌ من زيتٍ خاص على قاعدة الظفر، ثمَّ يجري فحصُ الظفر تحت المجهر من أجل رؤية الشرايين. هناك فحوصٌ وإجراءات أخرى، كفحوص الدم مثلاً، يمكن الاستفادة منها من أجل البحث عن الحالات التي قد تكون لها صلة بالإصابة بظاهرة رينو.

علاج ظاهرة رينو

لا يوجد علاج شافي لظاهرة رينو. لكنَّ المعالجةَ يمكن أن تقلل من عدد الهجمات وشدتها. وتشتمل المعالجةُ على إدخال تغييرات في نمط حياة المريض، وتناول الأدوية، وعلى الجراحة أيضاً في بعض الحالات النادرة. يستطيع معظم الأشخاص المصابين بظاهرة رينو تدبيرَ الحالة من خلال إدخال بعض التغييرات على نمط حياتهم. إن هذه التغييرات قادرةٌ على مساعدة المريض في تجنُّب الأشياء التي يمكن أن تحفز هجمات ظاهرة رينو، وذلك من قبيل البرد أو الشدَّة النفسية. للحماية من البرد:
  1. تغطية الجسم في الطقس البارد. وإرتداء طبقات من الملابس من أجل الحصول على مزيدٍ من الدفء، إضافةً إلى استخدام قفازات ، وذلك من أجل حماية الأصابع.
  2. استخدام “مُدفِّئات اليدين والقدمين” في داخل القفازات أو الأحذية أو الجوارب أو الجيوب. إن هذه المدفئات متوفِّرة في معظم متاجر بيع اللوازم الرياضية.
  3. رفع حرارة التدفئة في المنزل أو ارتداء المزيد من الملابس الدافئة في الأماكن المبَرَّدة.
  4. تدفئة السيَّارة قبل قيادتها في الطقس البارد.
  5. استخدام القفازات عند أخذ الأطعمة من الثلاجة أو البراد إذا كانت حسَّاسية اليدين للبرد مرتفعة.

كما يمكن تجنُّبُ العوامل الأخرى التي تحفز الهجمات أيضاً، وذلك من خلال:

  • تجنُّب الأشياء التي تؤدي إلى الانزعاج أو إلى التوتُّر النفسي.
  • معالجة الشدَّة النفسية.
  • الحد من استخدام العُدَد اليدوية التي تصدر اهتزازاتٍ شديدة، كأدوات العمل الكهربائية مثلاً.
  • استخدام الملابس والأدوات الواقية المناسبة عند العمل في بيئة تحوي مواد كيميائية.
  • الحد من الأعمال المتكرِّرة التي تقوم بها اليدان، وذلك من قبيل عزف البيانو أو الضرب على الآلة الكاتبة.
  • إذا كان أحدُ الأدوية هو السبب في تحفيز الهجمات، فإن على المريض أن يستخدم دواءً بديلاً أو أن يستشير الطبيب لتعديل الجرعة التي يتناولها من هذا الدواء. ويجب الحرصُ على استشارة الطبيب للتوصل إلى الخيار الأفضل. هناك تغييراتٌ أخرى في نمط الحياة يمكن أن تساعد في تفادي الهجمات. ومن هذه التغييرات:
  • عدم وضع الأساور المعصمية الضيقة والخواتم الضيِّقة.
  • ممارسة النشاط الجسدي من أجل زيادة تدفق الدم والمحافظة على دفء الجسم.
  • الإقلاع عن التدخين، إذا كان الشخص مدخناً.
  • الحد من تناول الكافيين وتجنُّب الكحول.

يستطيع المرء أيضاً أن يتخذ خطواتٍ أخرى من أجل المساعدة على وقف الهجمات عندما تحدث، وذلك من خلال:

  • الانتقال إلى مكان دافئ.
  • تدفئة اليدين أو القدمين باستخدام الماء الدافئ.
  • تحريك الذراعين على شكل دائرتين أو هزّ الذراعين والقدمين.
  • الخروج من الأوضاع التي تسبب الشدة النفسية، ومحاولة الاسترخاء.

إذا لم تُفلح التغييراتُ في نمط الحياة في ضبط ظاهرة رينو، فقد يكون المريض في حاجةٍ إلى الأدوية أو إلى الجراحة. هناك أدويةٌ فموية وكريمات تباع بوصفة يمكن استخدامها من أجل تحسين تدفُّق الدم إلى أصابع اليدين والقدمين. قد تجري معالجةُ الحالات الشديدة من ظاهرة رينو من خلال الجراحة أو من خلال استخدام الحُقَن من أجل تثبيط عمل الأعصاب التي تتحكَّم بالشرايين في اليدين والقدمين. وقد يكون هذا مفيداً في الوقاية من الهجمات. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تظهر لدى المرضى الذين يعانون من حالات شديدة من ظاهرة رينو تقرُّحات جلدية أو غنغرينة.

 وإذا حدث هذا، فقد تكون هناك حاجة إلى استخدام المضادات الحيوية أو إلى الجراحة من أجل قطع الأنسجة المصابة. وفي بعض الحالات الخطيرة، يمكن بترُ الإصبع المصاب.

 لابدَّ من استشارة الطبيب في الحال إذا أدت ظاهرة رينو إلى تقرُّحاتٍ في أصابع اليدين أو القدمين، أو في أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن تكون المعالجةُ المبكِّرة مفيدة في وقاية المريض من الإصابة بأضرارٍ دائمة في هذه المناطق. يجب الحرصُ على العناية الجيدة باليدين والقدمين. وهذا يعني حمايتهما من الجروح والكدمات وبقية الإصابات. كما يُستحسن استخدام مُرطِّبات الجلد لحمايته من الجفاف والتشقُّق.

خلاصة

ظاهرة رينو و تنقسم إلى نوعين داء رينو و هو غير معلوم السبب و متلازمة رينو التي تأتي مصاحبة لمرض آخر و هي  إضطراب نادر يصيب الأوعية الدموية. وهو يصيب أصابع اليدين والقدمين عادةً. إنَّ الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يتعرَّضون لهجماتٍ تسبب تضيُّق الأوعية الدموية. وهذا ما يؤدِّي إلى ابيضاض المناطق المصابة و ازرقاقها. عندما تنتهي هجمةُ ظاهرة رينو، تتسع الأوعية الدموية من جديد.

 يصبح الجلدُ أحمرَ اللون، وقد يشعر المريض بتنميلٍ أو بنبض الدم فيه. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدِّي انقطاعُ جريان الدم إلى ظهور تقرحات أو إلى موت النسيج. يؤدِّي الطقسُ البارد أو الشدة النفسية إلى تحفيز أعراض وعلامات ظاهرة رينو. وتؤثِّر هجماتُ هذا المرض عادةً في أصابع اليدين و القدمين.

في حالاتٍ نادرة، يمكن أن تصيب الهجماتُ الأنف أو الأذنين أو الحلمتين أو الشفتين. لا يوجد شفاءٌ لظاهرة رينو. لكن هناك معالجات يمكن أن تقلل من عدد الهجمات وتخفيف شدتها. وتشتمل المعالجةُ على تغييرات في نمط الحياة، وعلى استخدام أدوية، وكذلك على الجراحة في بعض الحالات النادرة. لابدَّ من استشارة الطبيب سريعاً إذا أدى ظاهرة رينو إلى تقرحاتٍ في أصابع اليدين أو القدمين، أو في أجزاء أخرى من الجسم. يمكن أن تكون المعالجة المبكرة مفيدة في وقايةَ المريض من الإصابة بأضرارٍ دائمة في تلك المناطق.

مصدر 1 | مصدر2


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

رد واحد على “ظاهرة رينو و برودة الأطراف في الشتاء”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × اثنان =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading