ذكرت تقارير إخبارية مؤخراً حدوث تفشي لفيروس نيباه تسبب في وفاة وإصابة العديد من الأشخاص في الهند ، وتعمل السلطات على تحديد مصدر التفشي و سببه و احتواؤه . فما هو هذا الفيروس و ما مصدره و ما مدى خطورته على البشر ؟
فيروس نيباه مصدره هو خفافيش الثعلب الطائر و التي تحمل الفيروس دون أن تتأثر به ، و ينتقل فيروس نيباه للبشر بعدة طرق :-
- بطريق غير مباشر عبر عائل وسيط آخر مثل الخيول و الخنازير المريضة أو خلال تشريح جثثها بعد
- مباشرة للبشر من خلال التعامل المباشر مع الخفافيش
- من خلال استهلاك فواكه ملوثة تغذت عليها الخفافيش عبر لعابها و لوثتها ببرازها
- من خلال شخص مصاب لشخص آخر سليم في محيطه حيث ثبت إمكانية انتقاله بين البشر
تعدد طرق التفشي سبب القلق للعديد من القائمين على الرعاية الصحية في العالم حيث يخشى من أن يتسبب عدم احتواء الفيروس من حدوث تفشي عالمي لذا يتم التعامل مع بإعتباره بنفس خطورة فيروس الإيبولا القاتل و الذي مصدره الخفافيش أيضاً ، و تعمل العديد من المختبرات حول العالم على إيجاد لقاح للفيروس في أسرع وقت .
أنواع متعددة و هجمات متجددة
هناك فيروسان متشابهان ينقلهما خفافيش الثعلب الطائر التي تعيش في آسيا و استراليا و شرق أفريقيا و هما : فيروس هيندرا (Hendra) وفيروس نيباه (Nipah) و يطلق على النوعين معاً فيروس هينيبا و التي ما هي إلا جمع بين اسمي الفيروسين (هيندرا + نيباه)
تفشيات نيباه Nipah تحدث سنويا في بنغلاديش وتوفي 105 شخصا من الفيروس في ماليزيا عام 1999 ، عندما تم ذبح أكثر من مليون خنزير لوقف انتشاره.
ومع ذلك ، لا يزال نيباه مرضًا استوائيًا نادرًا نسبيًا – مثل الإيبولا – و بالتالي يحد هذا بشدة من حافز شركات الأدوية على الاستثمار في اللقاحات أو الأدوية لعلاج الفيروس.
كانت الاستجابة البطيئة لتفشي الإيبولا في غرب أفريقيا 2014-2016 قد أودت بحياة أكثر من 11300 شخص قبل تطوير لقاح فعال ، مما دفع إلى إطلاق تحالف CEPI في يناير 2017. المجموعة ، التي ترى نفسها على أنها بوليصة تأمين عالمية ضد الأوبئة من قبل النرويج وألمانيا واليابان ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وصندوق ويلكوم.
و يعد فيروس نيباه على قائمة أولويات البحث والتطوير في منظمة الصحة العالمية إلى جانب حمى الإيبولا ، زيكا ، ميرس و العديد من الأمراض و الأوبئة الفتاكة الأخرى .
فيروس نيباه
تفشى فيروس نيباه لأوّل مرّة في نيباه بماليزيا عام 1998. حينما انتقل المرض لبعض الخنازير . وقد أُصيب آدميون بالفيروس في بنغلاديش في عام 2004 بعد استهلاك عصير نخيل لوثته خفافيش الثمار بالفيروس وتم أيضاً توثيق تفشي العدوى بين البشر، بما في ذلك في أحد المستشفيات في الهند.
أعراض العدوى بفيروس نيباه تتراوح بين حالات عديمة الأعراض و متلازمة تنفسية حادة وحالة مميتة من حالات التهاب الدماغ. وبإمكان هذه العدوى أيضاً إحداث حالات مرضية بين الخنازير والحيوانات الداجنة الأخرى. و حتى الآن لا يوجد أيّ لقاح لمكافحة العدوى بين البشر ولا بين الحيوانات. ويتمثّل العلاج الأوّلي للحالات البشرية في توفير الرعاية المكثّفة و علاج الأعراض فقط على أمل تحسن الحالة .
فيروس هيندرا
اكتشف فيروس هيندرا لأوّل مرّة حين تفشى في ضاحية هيندرا بمدينة بريزبان الأسترالية عام 1994. وقد تسبّبت الوباء في وقوع 21 حالة مرضية بين الخيول وحالتين من البشر. وتم الإبلاغ، حتى تموز/يوليو 2008، عن حدوث 11 حالة تفشي للمرض انحصرت كلّها في ساحل أستراليا الشرقي. وتبيّن أنّ الخيول تؤدي دور العائل الوسيط وتنقل الفيروس للبشر عند مخالطتها خلال فترات الاعتناء بالخيول المصابة أو خلال تشريحها بعد الموت.
أعراض فيروس هيندرا تتراوح من أعراض معتدلة تشبه أعراض الأنفلونزا إلى أعراض تنفسية أو عصبية مميتة. و يذكر أنّ الخيول تعتبر النوع الحيواني الوحيد الذي أُبلغ عن انتشار العدوى الطبيعية بفيروس هيندرا بينه وذلك بمعدل ناهز 75% فيما يخص إماتة الحالات. ولا يوجد أيّ لقاح لمكافحة العدوى بين البشر ولا بين الحيوانات. ويتمثّل العلاج الأوّلي أيضاً في الاهتمام بالحالات و العلاج الداعم المكثف .