اكتشف الباحثون علاجاً جديداً للحساسية و الربو , يقوم النهج العلاجي الجديد على استخدام أجسام مضادة توقف التأثير التحسسي الذي يصاب به الجسم. هذا الكشف هو انفراجة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على تطوير طرق طبية جديدة لعلاج الحساسية في السنوات القادمة.
إثارة كبيرة تلك التي دبت في المختبر عندما اكتشف باحثون من جامعة آرهوس مؤخرا آليات فريدة من الأجسام المضادة التي تمنع التأثير المناعي المسبب للحساسية.
وقد وصف فريق من الباحثين من أقسام الهندسة والبيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة جنبا إلى جنب مع الباحثين الألمان من ماربورغ / جيسن الآن , التركيب الجزيئي وآليات عمل هذا الجسيم المضاد، والنتائج هي مفاجئة.
كانوا يأملون في العثور على طرق جديدة لتحسين العلاج الحالي، ولكن بدلا من ذلك حددوا كيف أن الأجسام المضادة تحديداً على ما يبدو قادرة على تعطيل عمليات الحساسية تماماً.
تبسيط
لتبسيط الأمر يمكن وصف الحساسية بأنها رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي تجاه بعض المواد الدخيلة مثل غبار حبوب اللقاح و سم النحل , ما يحدث هو أن الجسم يفرز جسيمات مضادة لحماية الجسم تسمى جسيمات IgE هذه الجسيمات مهمتها حماية الجسم من الأجسام الخارجية و الدخيلة و هي تفرز بدورها مادة الهستامين و التي تسبب الأعراض التي نعرفها للحساسية خصوصاً عند الإفراط في إفراز الهستامين .
ما يحدث هو أن الجسيم المضاد الجديد يتفاعل في عملية كيميائية حيوية معقدة داخل جسم الإنسان بحيث يمنع نظيره الجسيم المضاد المسبب للحساسية البشرية (IgE) من الالتصاق بالخلايا، مما يحافظ على الجسم من جميع أعراض الحساسية.
‘يمكننا الآن وصف تفاعل هذا الجسيم المضاد مع هدفه والتغيرات التي يحدثها بدقة شديدة، وهذا يسمح لنا أن نفهم كيف يتداخل مع IgE ومستقبلاته المحددة على الخلايا المناعية للجسم، والتي هي المسؤولة عن الافراج عن الهيستامين كرد فعل تحسسي ‘، … إدزارد سبيلنر، الأستاذ المشارك في قسم الهندسة، بجامعة آرهوس.
القضاء علي حساسية حبوب اللقاح و سم الحشرات
عموما، ينتج الأشخاص الذين يعانون من الحساسية مستويات عالية من جزيئات إيغ (IgE) ضد المواد المهيجة الخارجية عند التعرض لها. هذه الجزيئات تدور في الدم ويتم تحميلها على خلايا مستقبلة في الجهاز المناعي و هذا بدوره يؤدي إلى إنتاج الهستامين وبالتالي رد فعل تحسسي فوري في الجسم.
وظيفة الأجسام المضادة الجديدة هي أن تتداخل مع ربط إيغ إلى اثنين من المستقبلات المحددة على الخلايا المناعية، مما يجعل من المستحيل على جزيء الحساسية الإرتباط بها و من ثم إطلاق الهستامين المسبب لرد الفعل التحسسي.
وعلاوة على ذلك، لاحظ الباحثون أن الأجسام المضادة أيضا يمكنها أن تزيل جزيئات إيغ حتى بعد الإرتباط بمستقبلاتها و هذا يعني أنها يمكن أن تستخدم كوقاية و علاج في الوقت ذاته !
يقول إدزارد سبيلنر: ‘بمجرد إزالة ال “إيغ” على الخلايا المناعية، لا يهم إن كان الجسم ينتج الملايين من جزيئات إيغ المسببة للحساسية، فعندما نتمكن من إزالة الزناد، لن يحدث رد فعل الحساسية والأعراض.
في المختبر، استغرق الأمر 15 دقيقة فقط لتعطيل التفاعل بين جزيئات الحساسية والخلايا المناعية.
وقد أجرى الباحثون تجاربهم على خلايا الدم من مرضى حساسية حبوب لقاح البتولا وسام الحشرات. ومع ذلك، يمكن نقل هذه الطريقة إلى جميع أنواع الحساسية الأخرى والربو.
علاجات أفضل للحساسية
اليوم، واحد من كل ثلاثة الأوروبيين يعانون من أمراض الحساسية، وانتشار تتزايد بإطراد. خيارات العلاج محدودة، ولكن الباحثين يتوقعون الآن أن نتائجهم العلمية سوف تمهد الطريق لتطوير أنواع جديدة تماما من علاجات الحساسية.
يقول نيك لورسن، الأستاذ المساعد بقسم البيولوجيا الجزيئية وعلم الوراثة: ‘يمكننا الآن أن نحدد بدقة كيفية منع الجسم المضاد من ربط إيغ بمستقبلاته، وهذا يتيح لنا تصور استراتيجيات جديدة تماما لهندسة علاج جديد في المستقبل’.
الأجسام المضادة مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها فعالة، وفي الوقت نفسه أصغر بكثير من الأجسام المضادة العلاجية المستخدمة حاليا لإنتاج ادوية الحساسية.
يقول إدزارد سبيلنر: «إنه جسيم مضاد ينتج بسهولة في العمليات التي تستخدم الكائنات المجهرية فقط، وهو أيضا مستقر للغاية، وهذا يوفر فرصا جديدة لكيفية إعطاء الأجسام المضادة للمرضى.
وخلافا لمعظم الأجسام المضادة العلاجية المتاحة بالفعل في السوق، فالجسم المضاد الجديد لا يجب بالضرورة أن يتم حقنه في الجسم. بسبب هيكله الكيميائي قد يتم استنشاقه أو ابتلاعه ، طرق الاستهلاك الجديدة تلك سوف تجعل هذه العلاجات سهلة ورخيصة أكثر بكثير مما مضى كما أنها ستكون راحة للمرضى للتعامل معها.
ومع ذلك، قبل أن تنتج أدوية الحساسية الجديدة فإن الباحثين يحتاجون لإجراء مجموعة واسعة من التجارب السريرية لتوثيق تأثير وسلامة الأجسام المضادة.
المصدر
Aarhus University
اترك تعليقاً