تحديث 26-4-2022
ظهرت مؤخراً في مصر حالات تسمم ناتجة عن تناول منتج إندومي مما استدعى السلطات لسحب المنتج من الأسواق وبتحليل العينات تبين تلوث النكهات المضافة في بعض الأنواع بنسب عالية من سموم الأفلاتوكسينات والمبيدات بنسب تفوق الحد المسموح به لذا وجب التنويه.
تنتشر من وقت لآخر أخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي و البريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة على الهواتف النقالة، حول خطورة وأضرار الأندومي أو المكرونة سريعة التحضير والمسماة أيضاً بالنودلز
من المعروف أن هذا المنتج شعبي للغاية ويتم استهلاكه بكثافة من قبل الكثيرين، حيث يعد وجبة سريعة وسهلة ولا تتجاوز مدة تحضيره دقائق بسيطة.
ذكرت الأخبار المتداولة أن الاندومي تدخل في تركيبته مادة اجني موتو (سيتبين لاحقاً أن هذا اسم للعلامة التجارية المنتجة للمادة) وهي (الملح الصيني) أو الجلوتامات أحادي الصوديوم والتي قيل إنها تسبب تلفا في خلايا المخ وسرطان الدماغ، محذرين من أنه يعتبر سم يسري في الجسد، وأنه يحتوي على مادة e621.
ذكر أيضاً أنها تعتبر اخطر محسنات الطعم على الإطلاق وأخطر على المخ من المخدرات نظرا لتسببها في تلف خلايا المخ وتراجع الذاكرة وضعفها وتدهور القدرات العقلية وفقدان القدرة على التركيز ومعالجة الأمور الحسابية او الرياضية المتوسطة وتؤدي الى غباء فعلي وأمراض عصبية مسببة لتلف خلايا المخ كالشلل الرعاش والزهايمر والصداع المزمن، ومع الاستمرار في تناولها تؤدي الى سرطانات، وارتفاع الكولسترول وضغط الدم والأزمات القلبية الحادة، كما تسبب البدانة المرضية غير القابلة للعلاج حتى مع الرياضة.
لا ريب أن هذه الشائعات أثرت بشكل كبير على استهلاك هذا المنتج. لكن هل حقاً الإندومي أو المكرونة سريعة التحضير (النودلز) خطر على الصحة العامة؟
جلوتامات أحادي الصوديوم MSG
مادة الجلوتامات أحادي الصوديوم تسمى اختصارا MSG بينما e621 هو الكود الغذائي الخاص بها تستخدم الجلوتامات كمحسن للنكهة نظرًا لأنه يقوم بموازنة ومزج وتقريب الإحساس الكلي للمذاقات الأخرى لا يعطي ملح MSG طعمًا سائغًا في حد ذاته إذا لم يتم مزجه برائحة مستساغة متناغمة. ويتم إنتاجها على نطاق واسع من خلال عملية تخمر بكتيري تشبه المستخدمة في صناعة الخل والألبان.
أجي نو موتو هو اسم الشركة اليابانية المنتجة لمادة الجلوتامات أحادي الصوديوم وهي تعني باليابانية أصل المذاق و الجلوتامات تم اكتشافها بواسطة بروفيسور ياباني قام باستخراجها من أحد الأعشاب البحرية حينما لاحظ أن لها نكهة مميزة تختلف عن النكهات المعروفة و تباع تلك المادة في أكثر من 100 دولة حول العالم.
والعجيب أنه يمكن استخدام ملح الجلوتامات MSG لتقليل تناول الملح العادي (كلوريد الصوديوم)، والذي يجعل المرء عرضة لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة. حيث يتحسن مذاق الأطعمة منخفضة الملح مع استخدام MSG حتى مع تقليل الملح بنسبة 30%. حيث يكون محتوى الصوديوم (من حيث نسبة الكتلة) في MSG أقل ثلاث مرات تقريبًا (12%) بخلاف كلوريد الصوديوم (39%). ولقد استخدمت الأملاح الأخرى للجلوتامات في الحساء منخفض الملح، لكن بطعم مستساغ أقل من جلوتامات الصوديوم.
لكن هل الجلوتامات ضارة بالصحة نأتيكم بالإجابة و فق ما ذكرته الهيئة السعودية للرقابة على الغذاء والدواء في هذا الموضوع:
الجلوتامات أحادي الصوديوم هي عبارة عن ملح مكون من الصوديوم والجلوتامات مشتقة من حمض الجلوتاميك أحد الأحماض الأمينية المكونة للبروتين. وعليه فإن مادة الجلوتامات توجد بصفة طبيعية في اللحوم والدواجن والأسماك والألبان وحليب الأم وغيرها من الأغذية.
يؤدي التأثير المشترك مع حمض الجلوتاميك في البروتين النباتي لمضاعفة الإحساس بالنكهة حيث تضيف ثماني أضعاف نكهة المكونات الأصلية، ولذلك انتشر استخدامها لزيادة استساغة الأغذية البروتينية وتقليل الحاجة لإضافة ملح الطعام.
في أمريكا أدرجت هذه المادة منذ عام 1959م ضمن قائمة “المواد المصنفة على أنها مأمونة عموماً” وهذا يعني استثناءها من الدراسات التي يلزم تقديمها للتدليل على مأمونيتها قبل التصريح باستخدامها أسوة ببقية المواد المضافة الأخرى وهي بذلك تشبه ملح الطعام ومسحوق الخبيز (بكينج باودر)!
وتعتبر الجهات الرقابية والهيئات الدولية المعنية بسلامة الغذاء مادة جلوتامات الصوديوم الأحادية مادة مضافة مأمونة إلى الحد الذي لا ترى معه العديد من هذه الجهات ضرورة وضع حدود للكمية التي تستهلك منها.
في عام 1995 لوحظ ظهور بعض الأعراض المرضية على بعض الأشخاص المستهلكين لهذه المادة و بناءاً عليه أجرى اتحاد البيولوجيا التجريبية الأمريكي دراسات موسعة لحساب هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية وخلصت تلك الدراسات إلى مأمونية هذه المادة وأن ما ظهر لدى أولئك الأشخاص لم يكن سوى أعراض تحسسية منها كما برأتها الدراسة مما ينسب لها من أمراض مثل الزهايمر وإتلاف خلايا المخ والتأثيرات العصبية الأخرى
وأجرت اللجنة العلمية لتقييم سلامة الغذاء بالمفوضية الأوروبية تحقيق مماثل وكذلك لجنة الخبراء المشتركة المعنية بتقييم المواد المضافة التابعة لمنظمتي الأغذية والزراعة والصحة العالمية أجرتا تقييماً مشابهاً خلص إلى نفس النتيجة تقريباً، من حيث مأمونيتها.
أما على المستوى المحلي فقد سمحت المواصفة القياسية الخليجية (م ق خ 707/1997) (المنكهات المسموح باستخدامها في المنتجات الغذائية) باستخدام مادة جلوتامات الصوديوم الأحادية كمضاف غذائي على أن تتبع المتطلبات الموجودة في المواصفة حين استخدامها.
والأخبار التي تنسب لمادة جلوتامات الصوديوم الأحادية من أمراض عصبية وتأثير على الدماغ وغيرها من الأمراض هي عارية عن الصحة ولم تثبت التجارب العلمية الموثقة والمكثفة أياً من ذلك باستثناء وجود حساسية لتلك المادة لدى بعض الأشخاص مثلما يحدث مع العديد من المواد الغذائية الأخرى
نصحت الهيئة من يتحسسون من مادة الجلوتامات فقط بتوخي الحذر منها فعند ملاحظة أي تحسس (تعرف عادة بمتلازمة المطاعم الصينية مثل الصداع – أحمرار الوجه – التعرق – الإحساس بالشد في منطقة الوجه – تنمل وحرقة في الفم – زيادة نبض القلب – ألم في الصدر – ضيق تنفس – غثيان) يجب تجنب تناولها في المستقبل. كما يفضل عدم الإفراط في تناول هذه المادة كإجراء وقائي واستبعادها من طعام الأطفال كإجراء وقائي.
هل الإندومي خطر على الصحة؟
وفق ما تقدم فإن مادة الجلوتامات لم يثبت عليها – حتى الآن – الاتهامات المنسوبة لها وكذلك الأندومي وهو الاسم التجاري الأشهر لهذه المنتجات.
هناك حقيقة هامة لابد من ذكرها. وجبة المكرونة سريعة التحضير أو الإندومي هي غذاء غير متوازن بطبيعة الحال فمحتواها مثل المكرونة العادية هو محتوى نشوي فقط وتناول الكثير من النشويات كما هو معروف يسبب السمنة.
يجب ألا تكون الإندومي وجبة في حد ذاتها لأنه يفتقر إلى البروتين والفيتامينات والمعادن والألياف والخضروات. وعموما، الإندومي آمن للأكل طالما يتم تناوله باعتدال. فإذا كنت تشعر بأنك ترغب في تناول المكرونة سريعة التحضير، فعليك بالنصائح التالية:
أضف فقط نصف أو أقل من نصف التوابل المصاحبة للأندومي للحد من تناول الملح. أضف مكونات غذائية طبيعية أخرى مثل البيض المسلوق والدجاج المطبوخ والروبيان والكابوريا والخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ أو غيرها من الخضروات مثل الجزر حتى تصبح وجبتك متوازنة ومفيدة.
ما هو سبب إنتشار تلك الشائعة
يرى بعض المختصين لاسيما المهتمين بالعلاجات والأغذية الطبيعية أن هذه المنكهات تسبب ما يشبه الإدمان بما يشبه المخدرات حيث تحفز إفراز الدوبامين في المخ ومع الاستخدام المتزايد ربما يصل إلى حد الضرر ويسبب مشاكل مثل السمنة وامتدت بعض الاتهامات لأن الاستخدام المتزايد الجلوتامات قد يؤثر على وظائف وخلايا المخ استناداً لدراسات صينية لم يتيسر الحصول على مصدرها.
هذه الشائعات عن الجلوتامات وغيرها منتشرة في المواقع العربية والأجنبية على حد سواء برغم تأكيدات هيئات طبية غربية كبيرة إلا أن بعض الساخطين على تلك الهيئات يشككون في مصداقيتها أحياناً بسبب ترددها في الإشارة لما تمثله بعض المنتجات الاصطناعية من خطورة بسبب إدمان استهلاكها وتفضيلها على الأطعمة الطبيعية وهو ما رفع من معدلات السمنة إلى حد غير مسبوق.
بعض المواقع مثلاً وجدته يصف هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بصديقة الشركات. حسناً ربما كان الأمر صحيح فيما يخص السمنة لكن لا أعتقد أن التواطؤ سيشمل التواطؤ على إصابة مواطنيهم بالزهايمر والشلل على الأرجح!
خلاصة : في الحقيقة يبدو كلا الطرفين على حق في بعض مما يقال فيجب علينا استهلاك المواد الغذائية بتوازن ويجب أن نقوم بتنويع مصادر غذائنا وأن ندخل المزيد من الغذاء الطبيعي والطازج في طعامنا لكن لا يمنع ذلك من استهلاك بعض المواد الأخرى إذا كانت آمنة اذا استهلكناها باعتدال، الاعتدال هو الضمانة الوحيدة لتتمكن أجسادنا من التعامل مع الغذاء بطريقة سليمة و تحييد أي أضرار محتملة قد تكون موجودة.
بيان هيئة الرقابة على الغذاء و الدواء السعودية
موقع شركة آجي نو موتو
اترك تعليقاً