قد يبدو هذا مقززاً ، لكن العلاج بالبراز البشري صار حقيقة الآن ، تعرف على أسباب تبني تقنية زرع البراز البشري كعلاج فعال للعديد من مشاكل الأمعاء.
أقرت هيئة العلاج و الدواء الأمريكية FDA في عام 2013 استخدام البراز البشري كطريقة للعلاج و تصنيفه كمنتج نسيجي باعتباره علاج لمرض المطثية العسيرة , و هي عدوى تنتج عن نوع من البكتريا تسبب الإسهال الحادّ المرتبط في أغلب الأحيان بالمداواة بالمضادات الحيوية .
علاج فعال
فإذا كنت قد أصبت أو أصيب طفلك بإسهال حاد بعد حصولك على علاج بإستخدام المضادات الحيوية ؟ ربما يكون المتسبب في هذا هو الخلل الحيوي الذي تحدثه المضادات الحيوية داخل الأمعاء مما يسمح بظهور بكتيريا المطثية العسيرة أو بكتيريا الكلوستريديوم ديفيسيل و هي بكتيريا تشبه مضرب التنس و قد تكون مهددة للحياة أحياناً .
اكتشف العلماء بعد تجارب عديدة أن الغرس البرازي من متبرع في الأمعاء له فعالية في علاج الحالة بدرجة مضاعفة أكثر مما توقعوا لدرجة قيامهم بإيقاف التجارب في منتصفها و قبل الوقت المحدد. لقد ثبت أن استخدام البراز البشري هو وسيلة فعالة لإعادة زرع البكتريا النافعة التي قتلتها المضادات الحيوية داخل الأمعاء وبالتالي القضاء على بكتيريا المطثية العسيرة التي استغلت هذا الغياب لتعيث فساداً في الأمعاء .
بكتريا أكلوستريديوم ديفيسل “بكتريا المطثية العسيرة” الشرسة و التي تسبب الإسهال هي بكتيريا خطيرة تصيب جدار الأمعاء وقد تستعصي على كثير من المضادات الحيوية . ورغم أن هذا المرض نادر إلا أنه قاتل، فمن بين 800 شخص أصيبوا به في ألمانيا عام 2012 توفي 502.
و بالفعل بدأ استخدام هذا العلاج على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة غير رسمية كون المراكز العلاجية لا توفر مثل هذا النوع من العلاج .
مشاكل العلاج بالبراز
هناك مشكلتان أساسيتان تواجهان انتشار هذه التقنية
الأولى هي صعوبة تحديد ما يحتويه هذا البراز من ملوثات و من خليط من الكائنات الدقيقة لا يمكن تحديد أيها ضار و أيها نافع بسهوله لذا تبقى طريقة العلاج تلك تحتاج إلى فحوصات مكثفة للمتبرع لضمان عدم نقل أمراض أخرى للمريض مثلما تسبب نقل الدم في انتشار أمراض مثل الإيدز و فيروس سي.
و الثانية هي صعوبة تقبل المرضى لمثل هذا العلاج لما يثيره من التقزز و هناك ثلاث طرق معروفة لاستخدام هذا العلاج و هي الحقن الشرجية و المنظار الشرجي و المنظار الأنفي
و يتم العلاج من خلال تخفيف مائة إلى مائتي غرام من البراز المتبرع به من أحد أقارب المريض باستخدام خمسين مليمترا من محلول ملحي، ثم يتم إعطاؤه للمريض عن طريق منظار شرجي في الأمعاء الغليظة أو إدخالها للأمعاء الدقيقة عن طريق منظار أنفي. هذه المشكلة قد تكون في طريقها للحل من خلال إنتاج كبسولات طبية جديدة حيث يتم تجميد الفضلات و وتعبئتها في كبسولات و بالتالي فإن المرضى يكونون قادرين على هضم البكتيريا الصحية دون مضاعفات عملية زرع البراز .
على الرغم من أن هذه الحبوب لا تزال في مراحل اختبارية ،فقد تم شفاء 19 من أصل 20 مريض من المرضى موضع الدراسة من أعراض عدوى المطثية العسيرة بعد أخذ كبسولات لبضعة أيام . إذا أصبحت الكبسولات متاحة للاستخدام يتوقع الأطباء أن علاج التهابات المطثية العسيرة سيكون أسهل، و أقل استهلاكا للوقت و الجهد و أكثر فعالية .
اترك تعليقاً