الدواء البديل , و هل عليك كمستهلك للدواء أن تقبله ؟

“مش عاوز بديل لو سمحت” كثيراً ما نسمع هذة الكلمة في الصيدليات، لكن ما هو الدواء البديل، ما هو أصل المصطلح علمياً، وما هو معناه عند العامة ؟

علمياً كلمة الدواء البديل وحدها لا تصح، وإنما يجب أن نكون أكثر تحديداً،
لكن أولاً يجب أن نعلم كيف نصف الدواء … أي دواء في أي مكان في العالم يوصف بعوامل محددة وهي:

  1. الاسم التجاري (إن وجد) : وهو اسم تضعه الشركة المنتجة للدواء ليكون سهلاً في النطق لأنه غالباً ما تكون الأسماء الحقيقية للأدوية صعبة في النطق ومعقدة على العامة، وكل اسم تجاري هو صفة مميزة لشركة معينة، ويصح أن تجد نفس الدواء بأكثر من اسم تجاري إذا كانت تنتجه أكثر من شركة.
  2. الاسم العلمي: وهو الاسم الحقيقي للدواء، وهو اسم متفق عليه دولياً ولا يمكن أن تجد دوائين مشتركين في نفس الاسم العلمي.
  3. التركيز: وهو كمية الدواء التي توجد في الوحدة الواحدة من الدواء.
  4. الشكل الصيدلاني: وهو الصورة التي تم تحضير الدواء بها، أقراص أم كبسولات أم شرب حقن، … إلخ

وكما قلنا فكلمة بديل وحدها لا تصح، ولكن ينبغي تحديد نوع البديل الذي نتحدث عنه، فالبديل على ثلاثة أنواع

أولاً: البديل التجاري :

وهذا هو المقصود غالباً لدى العامة من الناس عندما يتحدثون عن الدواء البديل، والبديل التجاري هو نفس الدواء “بالاسم العلمي” بنفس التركيز ونفس الشكل الصيدلاني ولكن الاختلاف الوحيد يكون في الشركة المنتجة والاسم التجاري “إن وجد”

ثانياً: البديل الصيدلاني :

هو نفس الدواء “بالاسم العلمي” ولكن قد يختلف في نوع الملح المرتبط بالمادة الفعالة — مثلاً ديكلوفيناك صوديوم وديكلوفيناك بوتاسيوم — وقد يختلف أيضاً في التركيز كما قد يختلف في الشكل الصيدلاني — مثلا أقراص بدلاً من شراب

ثالثاً: البديل العلاجي :

هو دواء مختلف تماماً عن الدواء الأول، ولكنه من نفس المجموعة العلاجية ويعالج نفس المرض — مثلاً كيتوبروفين بدلاً من إيبوبروفين

هل يمكن أن تختلف جودة البديل التجاري، أو بمعنى آخر هل يمكن أن يكون منتج شركة أفضل في الجودة من شركة أخرى؟

في الواقع هذا السؤال يمكن أن يكون واقعياً على أي شيء آخر ما عدا الدواء، وذلك لأنه كي تأخذ الشركة الترخيص من السلطات الصحية بإنتاج الدواء لابد أن تكون ملتزمة بمعايير ثابتة وموحدة ولابد أن يمر الدواء باختبارات قاسية على مراحل متعددة للتأكد من أنه يوافق ويطابق الشروط المطلوبة، وهذة الشروط والمواصفات يتم وضعها في ما يسمى بدستور الأدوية (pharmacopeia) يمكنك قراءة المزيد عنها من هنا: https://goo.gl/BQEGHZ

لو كانت جميع البدائل التجارية للأدوية متطابقة وليس بينها أي اختلاف في الجودة، لماذا إذاً نجد أن بعضها غالي الثمن والبعض الآخر أرخص منها بكثير ؟؟

لفهم الإجابة على هذا السؤال يجب أن نفهم أن أي دواء بعد اكتشافه مباشرة وبعد أن تأخذ الشركة المخترعة له الموافقة على إنتاجه، فإن هذة الشركة تحصل على حق احتكار لإنتاج هذا الدواء وتوزيعه لمدة تصل غالباً إلى العشرين عاماً، كما أن من حقها أن تضع السعر الذي تراه مناسب لكي تعوض الأموال التي صرفتها في الأبحاث قبل اكتشاف الدواء في صورته النهائية ، لذا فإنها في الغالب تضع سعر بيع مرتفع جداً غالبا ما يكون أضعاف أضعاف تكلفة الإنتاج الفعلية،
بعد انقضاء مدة الاحتكار هذة يصبح من حق أي شركة في العالم أن تنتج نفس الدواء، ولكن هذة المرة ولأن الشركات لم تتعب كثيراً في الأبحاث على الدواء (أي أنها أخذته على الجاهز) فإنها تضع أسعار بيع أقل بكثير من السعر الأول الذي وضعته الشركة الأم، كما أن الشركات في هذة الحالة تتنافس على وضع السعر الأقل لكي تحقق مبيعات أكثر … وكما قلنا فإن كل هذا ليس له أي علاقة بجودة أو فاعلية الدواء نهائياً لأنه يجب أن يكون مطابقاً للمواصفات المذكورة في دستور الأدوية. والاختلاف الوحيد يكون في الاسم التجاري والسعر.

إذاً في المرة القادمة التي لا تجد فيها دوائك، لا تتردد في طلب “البديل التجاري” من الصيدلي، فهو الخبير الأول بالدواء.

يمكنك أيضاً قراءة المزيد عن معنى البديل التجاري من هذة المصادر:
منظمة الصحة العالمية: https://goo.gl/KJ6DDh
هيئة الغذاء والدواء الامريكية: https://goo.gl/IiiXtO
قطاع الخدمات الصحية البريطانية: https://goo.gl/SS0rtd

 د. حسام الجنايني
التجمع الصيدلى المصرى


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 − 1 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading