على مدى عقود، كان الأطباء يستخدمون المضادات الحيوية لمكافحة السل. وباستمرار، كان الميكروب المسؤول عن هذا المرض يقاوم العلاج ، العقاقير الحالية مثل المضاد الحيوي ريفامايسين لا تكون دائماً فعالة ، فغالباً ما تتحول البكتيريا بطرق تجعلها مقاومة للعلاج.
معدلات مقاومة الريفامايسين ظلت ترتفع باطراد مما مثل مشكلة رئيسية للأطباء الذين يحاولون علاج مرض السل. ولكن طبقًا لدراسة جديدة أجراها فريق من علماء روكفلر ، فإن الطبيعة ربما تكون قد توصلت إلى حل. وتشير الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز إلى أن مضادات حيوية موجودة في التراب يمكنها تدمير تلك الأنواع من البكتريا المتحولة.
دراسة: الجمع بين المضادات الحيوية يقوي تأثيرها !
مضاد حيوي طبيعي من التراب
يستهدف دواء ريفاميسين Rifamycin إنزيم محدد ضروري لبقاء البكتيريا يعمل على نسخ جينات معينة. تتطور المقاومة عندما تتحول الجينات التي يستهدفها مما يعرقل وظيفته.
للتحايل على هذه المقاومة يحتاج الباحثون إلى دواء يعمل مثل ريفاميسين لكن يمكنه العمل حتى في وجود الطفرات. وبينما قد يلجأ بعض العلماء إلى المختبر لتجميع مثل هذا الجزيء، تحول الباحثون هنا إلى البيئة.
الريفاميسين ينتج بشكل طبيعي عن طريق البكتيريا، الطبيعة قد صنعت أيضًا نظائر له – وهي جزيئات تشبه الريفامايسين ، ولكن مع اختلافات طفيفة.
وللتوصل لهذه النظائر، قام العلماء بدراسة تسلسل جينات الميكروبات الموجودة في عينات التربة التي تم جمعها من مواقع في جميع أنحاء البلاد. كانوا يأملون في الكشف عن المضادات الحيوية الشبيهة وراثيا بالريفاميسين ولكن مع اختلافات صغيرة تسمح لها بالارتباط مع الجينات الطافرة.
العلاج بالبراز البشري أحدث صيحة في عالم الطب !
تنافس طبيعي = مضادات أقوى
من خلال فحص عينات التراب من أماكن مختلفة، اكتشف الباحثون مجموعة من المضادات الحيوية الطبيعية، والمعروفة باسم كانجليمايسين kanglemycins أو “مضادات كانج” ، التي تشترك في معظم جيناتها مع ريفامايسين ولكنها في الوقت ذاته قادرة على مكافحة البكتيريا التي لا تستجيب للريفاميسين.
السر في تكون هذه المضادات الحيوية الفعالة هو في التنافس بين أنواع البكتيريا، تتنافس البكتيريا في التراب مع بعضها البعض. وإحدى طرق إخراج الأنواع البكتيرية للمنافسة هي إنتاج السموم، مثل الريفاميسين والتي تعمل كمضادات حيوية طبيعية.
مثل البكتيريا الموجودة في المستشفيات، تستجيب البكتريا الأخرى في التربة لمثل هذه التهديدات عن طريق التحور بطرق تمنحها المقاومة للسموم. ولكن بمرور الوقت، تتطور البكتيريا المتنافسة أيضًا، مما يؤدي إلى إنتاج مضادات حيوية أقوى كمضادات كانج.
يزود هذا الاكتشاف الباحثين باستراتيجية جديدة لتطوير مضادات حيوية أقوى ويعطي الطبيعة زمام المبادرة مرة أخرى في محاربة الأمراض بعد فشل المختبرات في مجاراة التطور السريع للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
علاج أمراض المناعة بالمضادات الحيوية و اللقاحات !