ربما سمعت عن أكل لحوم البشر أو ما يعرف بالكانيباليزم Cannibalism والذي مارسته بعض الأمم أو الأفراد لأسباب متنوعة ، فبعض القبائل البدائية مارسته كنوع من الطقوس الدينية او طقوس الدفن و مارسه بعض الجنود على سبيل المبالغة في الإنتقام من الأعداء ، أو بسبب حدوث ظروف بيئية مثل المجاعات و الحصار و غيرها من الظروف العصيبة ، هذا فضلاً عن ممارسته من قبل بعض المرضى النفسيين و القتلة ضد ضحاياهم .
و بالرغم من وجود اعتقاد واسع بأن هذه الممارسات قد انتهت بشكل كامل إلا أنه لا تزال هناك بعض القبائل المعزولة التي لا تزال تمارس تلك الطقوس كما توجد بعض الحوادث الحديثة التي مارس فيها بعض الفئات أكل لحوم البشر .
بعض الأمثلة على أكل لحوم البشر
- في نيوزيلاندا مارست بعض قبائل السكان الأصليين أكل مخ الميت كنوع من طقوس الدفن كنوع من التمجيد للميت.
- خلال حصار ستالينغراد أكل الناس الحيوانات الأليفة و القوارض و حتى البشر و بعد انتهاء الحصار مارسه الجنود الروس على الجنود الألمان المأسورين.
- هناك العديد من الروايات حول القوات اليابانية التي كانت تمارس أكل لحوم البشر قبل و خلال الحرب العالمية الثانية
- في 13 أكتوبر 1972، سقطت طائرة تابعة لسلاح الجو الأوروغوياني وسط جبال الأنديز . اضطر الناجون لأكل لحوم المتوفين من زملائهم الذين حفظت أجسادهم جراء البرد والثلج.
عقوبة آكلي لحوم البشر
لحسن الحظ فإن أكل لحوم البشر لا يمر دون عقاب حيث يصاب آكلي لحوم البشر بمرض فتاك غير قابل للشفاء يسمى داء كورو Kuru و تعني كلمة كورو الارتجاف من الخوف .
نتيجة لهذا المرض يصاب آكلي لحوم البشر بنوع من إلتهاب الدماغ الإسفنجي و الذي يشبه كثيراً مرض جنون البقر لكنه يصيب البشر . تلتهب أدمغة المصابين بهذا المرض و تتقلص لتمتليء بالفجوات و تصبح كالإسفنج . يسمى داء كورو أيضاً بمرض الضحك المميت بسبب الانفجارات المرضية للضحك والبكاء التي هي من أعراض المرض .
يتميز داء كورو بنوبات هستيرية من الضحك و البكاء |
يصيب هذا المرض الجهاز العصبي المركزي تدريجياً ، يتسم داء كورو بعدم التناسق الحركي وصعوبة المشي التي تصل إلى حد الشلل وصعوبة الكلام والخرف وصعوبة الأكل وعدم القدرة على فهم الأشياء و نوبات الضحك والبكاء الهستيرية وتحدث الوفاة خلال سنة من ظهور الأعراض .
يحدث مرض كورو Kuru في ثلاث مراحل:
عادة ما يسبقه الصداع وآلام المفاصل. بما أن هذه الأعراض شائعة ، فغالبًا ما يتم إغفالها كدليل على وجود مرض أكثر خطورة.
- المرحلة الأولى : يظهر الشخص المصاب بداء كورو صعوبة في التوازن و الوقوف.
- المرحلة الثانية : لا يستطيع الشخص المشي. تبدأ رعشات الجسم والحركات اللا إرادية
- المرحلة الثالثة : يكون الشخص عادة طريح الفراش و مصاباً بسلس البول. و يفقد القدرة على الكلام و قد تظهر أيضا تغييرات السلوك كالخرف . و بسبب صعوبة الأكل والبلع يحدث التجويع وسوء التغذية عادة في المرحلة الثالثة .
هذه الأعراض الثانوية يمكن أن تؤدي إلى الموت في غضون عام و عادة ينتهي معظم المصابين بالوفاة بسبب الالتهاب الرئوي.
جسيمات قاتلة
هذا النوع من الأمراض فريد من نوعه ،و لا يسبب هذا المرض بكتيريا أو فيروسات مثل غالبية الأمراض ، بل تسببه جسيمات بروتين البريون طبيعية تتواجد في الجسم بشكل طبيعي ، لكنها تكون ممرضة و قاتلة إذا دخلت الجسم من مصدر خارجى كجسم إنسان آخر، لذا فهو ينتقل عند أكل لحوم البشر و خاصة عندما يأكلون الدماغ .
تشترك البريونات في كونها تسبب العديد من الأمراض الدماغية منها التصلب المتعدد و مرض كروتزفيلد جاكوب ( شبيه جنون البقر في البشر) و داء غيرستمان-ستراوس و مرض جنون البقر (مرض مشترك بين البشر و البقر) و تشترك جميع هذه الأمراض في المظهر الإسفنجي للدماغ .
من المعروف عن هذا الوباء انه انتشر في بابوا غينيا الجديدة في منتصف القرن العشرين بسبب ممارسة طقوس أكل لحوم البشر لدى بعض القبائل، لكنه اختفى تقريبا عندما تم التخلي من قبل تلك القبائل عن أكل لحوم البشر.
لا يوجد علاج ناجح معروف للكورو. لا يمكن بسهولة تدمير البريونات التي تسبب الكورو. تبقى الأدمغة الملوثة بالبريونات مسببة للعدوى حتى عند الحفاظ عليها في الفورمالدهيد لسنوات.و تصل فترة حضانة المرض لثلاثين عام لذا تفشل محاولات احتواءه مع ظهور أي حالة عدوى جديدة خلال تلك الفترة .
مصادر
https://www.healthline.com/health/kuru
https://en.wikipedia.org/wiki/Kuru_(disease)
اترك تعليقاً