تنتشر العديد من المقالات على مواقع التواصل الإجتماعي و بعض المواقع الأخرى ، تدعي أن السرطان ليس مرضاً حقيقياً و إنما هو نقص في فيتامين يسمى فيتامين ب17 ( الأميغدالين أو اللايتريل و أن علاج السرطان يكمن في تناول مقدار يتراوح ما بين 15 و20 حبة من نواة / لب الخوخ (نواة الفاكهة) يوميا نظراً لغناه بفيتامين ب17 المزعوم .
حظيت هذه المقالات بإنتشار كبير بسبب المشاركة المكثفة على تلك المواقع فما هي حقيقة هذا العلاج و هل حقاً مرض السرطان يحدث نتيجة نقص ببعض العناصر و هل يمكن علاجه بأشياء بسيطة و متداولة مثل لب الخوخ أو التفاح أو المشمش ؟
قصة فيتامين ب17
ينسب الإدعاء حول علاج السرطان بإستخدام الأميغدالين أو ما سمي لاحقاً بفيتامين ب17 إلى أرنست كريبس وهو طبيب وصيدلي له تاريخ طويل من الترويج للعلاجات الشعبية ، وارنست كريبس الابن والذي لم يكن طبيبا ولم يتلقي اي درجه في العلوم ، بإستثناء دكتوراه فخرية من جامعه منحلة ). ويرد وصف لعملهم في تقرير نشر عام 1981 حول هذا الموضوع:
قدم إرنست كريبس أطروحة قال فيها إن سبب السرطان هو افتقار الجسم لمادة معينة هي الأميغدالين وهو مركب طبيعي يمكن العثور عليه في مجموعة متنوعة من الأطعمة، و خاصة الأطعمة الأكثر مرارة مثل اللوز المر و لوز المشمش و الخوخ وغيره من الفواكه.
خلال إحدى التجارب إدعى إرنست الأب تحسن حالة أورام بعض الفئران لدى تعاطيها خلاصة بذور الخوخ إلا أن المزيد من التجارب كشفت عن مدى خطورة هذه المادة التي قد تسبب حدوث التسمم بالسيانيد .
وللإلتفاف على اللوائح الصارمة التي وضعتها هيئة الغذاء و الدواء آنذااك فيما يخص الأدوية أطلق ارنست على منتجه اسم فيتامين ب17 ليلحقه بلائحة المكملات الغذائية الأقل تشدداً .
ومع ذلك لم يتم الترويج لهذه المادة بكثافة سوى بعد 20 عاماً من قبل الإبن و الذي ادعى تكوين مادة أكثر أماناً مشتقة من الأميغيدالين و أسماها لايتريل laetrile ،
حصل الليتريل على براءة اختراع في عام 1961، لكنه لم يصبح شعبياً حتى عام 1970. لكن الحقيقة إن ما قام ببيعه ارنست الإبن لم يكن سوى مجموعة من المكونات مع المادة الفعالة و هي الأميغدالين نفسه .
وفي جلسة استماع عام 1976 لوقف بيع هذا المركب، وصفت المحكمة الإتحادية التسمية بأنها محاولة سخيفة وواضحه للتلاعب بالقوانين فهذه المادة لا يعتبرها دستور الأدوية الرسمي ضمن الفيتامينات و لا تملك أياً من الخصائص المطلوبة لذلك .
سر خطورة الأميغدالين أو الليتريل
الأميغدالين هو مادة توجد بشكل طبيعي في نواة المشمش و لخوخ و التفاح والكرز والعديد من الفواكه الأخرى. كما يمكن العثور عليه في نباتات مثل البرسيم والذرة الرفيعة وفاصوليا ليما.
الناس الذين يتناولون كميات كبيرة من بذور المشمش أو التفاح معرضون لخطر التسمم بالسيانيد. عندما يؤكل الأميغدالين، فإنه يتحول إلى سيانيد ، ومن المعروف أن السيانيد هو سم قوي سريع المفعول وقد يكون مميتاً .
تشير البحوث إلى أن نصف إلى ثلاثة ونصف ملليغرام من السيانيد لكل كيلوغرام من وزن الجسم يمكن أن تكون قاتلة. وتشير التقديرات إلى أن تناول 50-60 نواة من أنوية المشمش قد يعطي جرعة قاتلة من السيانيد.
يمنع السيانيد خلايا الجسم من استخدام الأكسجين و بالتالي فهو يقتلها لاسيما تلك التي تستهلك الكثير من الأكسجين كخلايا القلب و خلايا الدماغ .
يمكن أن يحدث التسمم السيانيد عند مستويات أقل بكثير، ولكن مواقع الويب التي تروج لاستهلاك حبات المشمش الخام توصي بين 5-10 حبات في اليوم لعموم الناس وما يصل إلى 60 حبات المشمش يوميا للأشخاص الذين يعانون من السرطان.
من يتبعون هذه الجرعة من المرجح أن يتعرضوا لمستويات عالية من السيانيد يمكنها أن تسبب التسمم السيانيد.
و قد حذرت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية من أن وجبة واحدة من ثلاث أنوية مشمش صغيرة أو نواة مشمش كبيرة يمكن أن تضع البالغين فوق مستويات الأمان المقترحة من التعرض للسيانيد، في حين أن نواة صغيرة واحدة يمكن أن تكون سامة لطفل صغير.
و ينصح بعدم استهلاك أكثر من 20 ميكروجرام من السيانيد لكل كيلوغرام من وزن الجسم في وقت واحد. هذا يحد من الاستهلاك إلى نواة واحدة للبالغين .أما بالنسبة للأطفال فإن حتى نصف نواة ستكون فوق الحد الأقصى.
علاج بلا أبحاث تدعمه
معظم المواقع التي تدعم ليتريل كعلاج السرطان قاعدة مطالبهم على الأدلة القصصية والآراء غير المدعومة. لا توجد أدلة موثوقة تؤكد ليتريل كعلاج فعال للسرطان و لا يمكن التوصية باستخدام بذور المشمش لعلاج السرطان.
فيتامين ب17 أو الليتريل، هو مادة غير معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام في الولايات المتحدة ويعتبر غير آمن للاستخدام ، كما لم يتبين أن لديه أي استخدام في علاج أي مرض.
لا يوجد حاليا أي دليل على أن الليتريل أو فيتامين ب17 المزعوم يساعد مع محاربة السرطان. ومع ذلك، فإن بعض الناس يختارون استخدام ليتريل على أمل أن علاج السرطان عند فشل العلاجات التقليدية.
للتأكد ، أجرت مكتبة كوكرين مراجعة في عام 2015 للدراسات التي نظرت إلى ليتريل أو أميغدالين كعلاج للسرطان. لم يجدوا أي دليل موثوق به لإظهار أي فائدة من استخدام ليتريل أو أميغدالين في علاج السرطان.
بديل غير آمن
في كثير من الأحيان يتم استخدام علاجات السرطان البديلة غير الموثوقة بدلا من العلاجات المعتمدة، وقد يوقف المريض العلاج من تلقاء نفسه، وهو ما قد يلحق به الضرر ويهدد حياته بالخطر.
لا ينصح باستهلاك حبات المشمش و ليتريل للنساء الحوامل أو المرضعات بسبب عدم وجود بيانات عن المخاطر المحتملة للإعاقات الخلقية.
هناك بعض الوعود باستخدام المواد الكيميائية في حبات المشمش لعلاج السرطان بعد إزالة العناصر الضارة. في الوقت الراهن، ومع ذلك، لا يمكن أن يوصى باستخدام نوى المشمش كعلاج بصورته الأولية.
مصادر يمكنك الإطلاع عليها للإستزادة
https://www.medicalnewstoday.com/articles/314337.php
https://www.quackwatch.org/01QuackeryRelatedTopics/Cancer/laetrile.html
https://www.snopes.com/cancer-vitamin-b17-deficiency/
https://www.cancer.gov/about-cancer/treatment/cam/patient/laetrile-pdq#section/_3
اترك تعليقاً