إضافة بعض الكلور لماء الاستحمام علاج مفيد للجلد ومضاد للشيخوخة !

حسناً قد يبدو هذا غريباً ولكن هل تصدق أن إضافة الكلور بنسب محددة إلى ماء الاستحمام له فوائد عدّة وفقاً للأطباء أنفسهم!

هذه ليست مُزحة ولا وصفة شعبية بل حقيقة علمية أكدتها العديد من الدراسات المنشورة في العديد من المجلات والمواقع العلمية المرموقة. 

في الحقيقة لم أكن لأصدق أن الكلور وهو مادة كيميائية يمكنه أن يفيد الجلد، لكن وبحسب المصادر التي ستجدها أسفل هذه المقالة فهناك تأييد واسع لدى العديد من المتخصصين حول التأثيرات المفيدة للكلور عند استخدامه في ماء الاستحمام بنسب محددة.

في الحقيقة قد تزول بعض الغرابة إذا تذكرنا كيف أن إضافة الكلور المبيض لحمامات السباحة هو ممارسة قديمة وطبيعية بل قد يستخدمه كثيرين في المنازل أيضاً كنوع من التعقيم والتطهير لماء الاستحمام وعلاج بعض مشكلات الجلد بل ولمحاربة الشيخوخة التي قد تصيب الجلد بفعل الزمن.

تأثير الكلور المبيض على الجلد

يضاف الكلور المبيض لماء حمامات السباحة الغرض منها تعقيم الماء وتفادي انتقال الأمراض، السبب في ذلك هو فعاليته الكبيرة في مكافحة الفيروسات والبكتريا والفطريات الضارة. ونتيجة لذلك تم ترشيحه كوسيلة علاجية من قبل بعض أطباء الأمراض الجلدية لعلاج مشكلات صحية مثل الإكزيما الجلدية المتكررة.

السر وراء التوصية بحمام التبييض هو أن الكلور هو مطهر فعال جداً ضد الميكروبات. فالكلور لديه طيف واسع من العمل ضد البكتيريا (سالبة وموجبة الجرام) والفطريات والجراثيم والفيروسات بل حتى الطفيليات.

الكلور يستطيع قتل البكتيريا المرتبطة بجميع أنواع الالتهابات الجلدية بما في ذلك الأكزيما والبكتريا الشرسة المقاومة للمضادات الحيوية المعروفة ببكتريا ميرسا وبكتريا المكورات العنقودية الذهبية.

الإكزيما هي حالة من حكة الجلد، وغالبا ما تتفاقم بسبب عدوى بكتيرية. حمام التبييض يمكنه قتل بكتيريا الإكزيما على الجلد والحد من الحكة، و الاحمرار. هذا العلاج أكثر فعالية عندما يقترن مع غيره من علاجات الإكزيما، مثل الأدوية واستخدام مرطب للجلد.

هل حمامات التبييض آمنة؟

منذ زمن بعيد والبشر يستخدمون الكلور أو ماء جافيل لتطهير وتعقيم مياه الشرب وهو ما حمى البشر من العديد من الأمراض التي كان يسببها تلوث المياه مثل الكوليرا والتيفود و الدوسنتاريا وغيرها من الأمراض، ثم أن إضافة الكلور لحمامات السباحة لتطهيرها متعارف عليه أيضاً .

حمامات التبييض آمنة للأطفال والكبار فهي أقل من ناحية التركيز في كثير من الأحيان من الكلور الذي يضاف لحمامات السباحة كما أن الماء أكثر نظافة وجودة بالطبع لو أخذنا في الاعتبار عوامل التلوث في حمامات السباحة العامة على سبيل المثال .

تحذير: الكلور المركز مادة كاوية لا يجب استخدام الكلور المركز على الجسم بأي شكل من الأشكال أو تحت أي ظرف. يجب تخفيف الكلور بشكل صحيح واستخدامه وفقا للتوجيهات ليكون حمام التبييض آمناً.

بعكس بعض المطهرات الأخرى لم يتم رصد أي تأثير سلبي للكلور فيما يخص تكوين المقاومة الميكروبية لمادة هيبوكلوريت الصوديوم.

طريقة تجهيز حمامات التبييض

في معظم الأحوال يكون التركيز المعتاد للكلور المنزلي 2.2٪ من مادة هيبوكلوريت الصوديوم ويمكن معرفة ذلك بواسطة التركيز المطبوع على العُبْوَة، يراعى أيضاً استخدام الكلور العادي الخالي من الإضافات الأخرى مثل المنظفات والعطور قدر الإمكان.

حمام الطفل سعة 15 لتر من الماء يضاف له 30 مل من الكلور (حوالي ملعقتين)
حمام كامل كبير الحجم 80 لترا من الماء (بعمق 10 سم) يضاف له 160 مل (حوالي نصف كوب)

1. يتم نقع الجسم من الرقبة إلى أسفل أو مجرد المناطق المتضررة من الجلد لمدة 10 دقائق مع تجنب دخول الماء في العين.
2. بعد ذلك يجب شطف الجلد بالماء الدفء بعد الحمام مباشرة 
3. يجب تجفيف جسدك بلطف باستخدام مِنْشَفَة.
4. يجب استخدام مرطب للجلد بعد الاستحمام. 
5. يراعى عدم أخذ حمام التبييض أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع. قد يحدث جفاف الجلد في حالة استخدام الكثير من المبيض أو بسبب أخذ حمامات تبييض كثيرة
6. إذا كان بشرتك متشققة أو جافة جدا، قد يكون أي حمام – بما في ذلك حمام التبييض – مؤلما. تحدث مع طبيبك قبل محاولة حمام التبييض بالإكزيما.

 يجدر بنا أن نذكر أن تأثير حمامات التبييض على تطهير الجلد المريض هو مؤقت فقط، لذلك يجب أن تتكرر بانتظام.

الآثار السلبية لحمام التبييض

التعرض لحمامات التبييض في بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلى جفاف الجلد أو الطفح الجلدي أو التهاب الجلد أو تهيج الجلد أو تفاقم الربو أو تهيج الأنف هذه الأعراض غالبا ما تكون بسبب العطور المضافة أو المنظفات الموجودة في التبييض. إذا صادفتك هذه الأعراض المزعجة، يمكن تجرِبة علامة تجارية أخرى ولا يجب وضع الكلور المركز على الجلد مباشرة.

ابتلاع كميات صغيرة من الكلور المركز أو كميات كبيرة من الكلور المخفف يمكن أن يتسبب في حدوث التسمم أو الأعراض التسممية

الالتهابات الجلدية التي يعالجها حمام المبيض

التهاب الجلد العنقودي والتهابات الأنسجة الرخوة أمر شائع ولا سيما عند الأطفال، ويمكن أن تكون خطرة على الرغم من العلاج، أكثر من 20٪ من المرضى الذين يعانون التهاب الجلد والأنسجة الرخوة تتكرر لديهم الالتهابات في غضون 3 أشهر. وتشمل

التهابات الجلد العنقودية الابتدائية:

القوباء أو الحصف: هو تلوث في الجلد ناجم عن جرثومة من عائلة الجراثيم العقدية وعن جراثيم أخرى أيضا في بعض الحالات.
الدمامل أو الخراجات: بثور مؤلمة تحتوي على الصديد وتتكون بفعل البكتريا
التهاب الجريبات: التهاب بصيلات الشعر

 الالتهابات العنقودية الثانوية تشمل:

الأكزيما
الجروح الملوثة

وتشمل العوامل المسببة لعدوى الجلد والأنسجة الرخوة ما يلي:

• الاستعمار البكتيري للجلد المريض بواسطة البكتريا العنقودية البرتقالية
• استعمار جلد أحد أفراد الأسرة وبالتالي إمكانية نشر العدوى
• استعمار الجلد من قبل البكتريا المقاومة للميثيسيلين  (مرسا)
• التهاب الجلد، ولا سيما أكزيما الأطفال (الاكزيما التأتبية)
• الإكزيما القرصية “التهاب الجلد الدرهمي”
• إكزيما الركود الوريدي “التهاب الجلد الركودي”

دراسة: حمامات التبييض ربما تجدد البَشَرَة وتحارب الشيخوخة!

تشير دراسة نشرت في عام 2013 إلى اكتشاف أن كلور التبييض المنزلي المخفف للغاية يثبط الالتهاب في الجلد، وهي النتيجة التي قد تساعد على حماية الجلد من التعرض لأشعة الشمس، والعلاج الإشعاعي بل وتحمي من تطور عملية الشيخوخة الطبيعية! .

لاحظ العلماء أن الفئران المسنة التي أخذت حمام التبييض كل يوم لمدة أسبوعين قد زاد إنتاج خلايا الجلد لديها مما جعل جلدها أكثر سمكا وشباباً لتبدو أصغر من الفئران المسنة التي أخذت حمامات المياه العادية. وبالإضافة إلى ذلك كان لديهم تطور أقل في اثنين من الجينات المرتبطة بشكل قديم مع الشيخوخة.

هذا التأثير لم يدم طويلا. عاد الجلد مجدد إلى مظهره الابتدائي بعد حوالي أسبوعين لأن عمل التبييض يتناقص مع مرور الوقت.

وقال ليونغ أحد القائمين على الدراسة ” إنه يجب تطبيقه بشكل متكرر لإعطاء تأثيرات مضادة للشيخوخة” .

ومن المستغرب أن الهيبوكلوريت المخفف قادر على إعطاء هذا الآثار الوقائية على الجلد، كما يقول ولكن بالنظر إلى أن الهيبوكلوريت هو مادة أكسدة، وبذلك يسحب الإلكترونات من جزيئات أخرى مشحونة ويمكن أن يكون له العديد من الآثار الجانبية المحتملة، خاصة مع زيادة الجرعة.

بول روبنز، الباحث في الأمراض الالتهابية المرتبطة بالسن بمعهد سكريبس للأبحاث

حقيقة أن التأثير هو تأثير انعكاسي هو أمر مبشر للغاية، ولم يظهر حتى الآن أن الكلور المخفف يسبب العدوى أو غيرها خلال التجارِب التي أجريت، ويأمل أن الآثار الجانبية ستكون ضئيلة في التجارِب السريرية.

يقول ليونغ: ‘المِيزة هنا هي أننا نتعامل مع مادة رخيصة بشكل لا يصدق، ونسعى لاستكشاف تطبيقات إضافية، لأننا تمكنا من تحديد آلية عمل هيبوكلوريت الدقيقة في الجسم، والآن يمكننا توسيع استخدام العلاج الآمن واستخدامه على نطاق واسع أكثر من ذلك ، فهل تصبح حمامات الكلور المخفف أو حمامات التبييض علاجاً سحرياً لمشاكل الجلد والشيخوخة في وقت قريب؟’

مصادر تم الاطلاع عليها لإعداد وكتابة هذه المقالة

1. https://mayoclinic.org/diseases-conditions/eczema/expert-answers/eczema-bleach-bath/faq-20058413
2. https://answers.webmd.com/answers/1200413/what-are-bleach-baths-and-why-are-they-recommended-for-some-children-with-eczema
3. https://dermnetnz.org/topics/bleach-baths-in-patients-with-skin-infections/
4. https://newscientist.com/article/dn24590-vastly-diluted-bleach-may-have-protective-effect-on-skin/
5. https://nationaleczema.org/wp-content/uploads/2013/08/Layman-Final-Report-of-the-Bleach-Bath-Study-v1.np1_.pdf?x34464
6. https://www.medicalnewstoday.com/articles/147954.php