يميل الكثير من الناس إلى استخدام الطب البديل والعلاجات السحرية التي تعالج كل الأمراض لكن أحياناً لا تكون النتائج كما تبتغي، أحد العلاجات التي يروج لها كثيراً هي الفضة الغروية والتي يروج لقدرتها على رفع المناعة ويمكن شراؤها وصرفها بدون وصفة طبية لكن دعنا أولاً نتعرف على لمحة سريعة عن الفضة واستخداماتها.
الفضة، في شكلها الأولي، فلزات انتقالية بيضاء ثمينة. ذات موصلية كهربائية وتوصيل حراري عالي ومواصفات بصرية بصرية عاكسة للضوء (كما في المرايا) ، مما يمنحها مجموعة واسعة من الاستخدامات من صناعة المجوهرات والعملات الفضية والمرايا وحتى أجهزة الترشيح.
من المثير للاهتمام أن عبارة “ولد بملعقة فضية في فمه” تشير إلى الصحة بدلا من الثروة. كان يعتقد سابقاً أن الملاعق الفضية ، وكذلك اللهايات الفضية ، تمنع أمراض الطفولة وهو أمر صحيح نسبياً حيث تتمتع الفضة بخصائص مضادة للميكروبات حيث تتفاعل مع أغشيتها البكتيرية وتتلفها بشكل لا رجعة فيه إلا أنها لا تقارن بالمضادات الحيوية.
أصبح التعرض الطبي للفضة أقل شيوعا في عصرنا هذا لأن الخصائص المضادة للميكروبات للفضة غير مجدية منذ اكتشاف البنسلين. نتيجة لذلك ، هناك القليل من الاستخدامات الطبية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء للمنتجات التي تحتوي على الفضة في الولايات المتحدة وفي الطب الحديث عموماً.
تستخدم الفضة في أشكال طبية ، بما في ذلك سلفاديازين الفضة ونترات الفضة. من استخدامات الفضة على سبيل المثال:-
- نترات الفضة لمرض الرمد الوليدي السيلاني وكي الأنف
- سلفاديازين الفضة للجروح الثانوية لحروق الدرجة الثانية والثالثة
- أسيتات الفضة للإقلاع عن التدخين بسبب مذاقها المعدني الكريه عند دمجه مع الدخان
- القسطرة المشربة بالفضة وأنابيب القصبة الهوائية كعامل مساعد مضاد للميكروبات.
أدت قدرات النظافة للفضة إلى إضافة الفضة إلى معجون الأسنان والعدسات اللاصقة والضمادات وصبغات الشعر.
أرجيريا
التفضض أو الأرجيريا Argyria هي حالة جلدية نادرة تحدث عند التعرض للفضة أو ابتلاعها ، حيث يتغير لون الجلد إلى اللون الرمادي أو الأزرق. كلمة argyria مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة للفضة argyros. يمكن أن يسبب التفضض تصبغ الجلد الموضعي أو في عموم الجسم ، اعتمادا على شكل التعرض للفضة.
أكثر من يتعرضون لحالة الأرجيريا هم المتعاملون مع الفضة بشكل مستمر مثل صائغوا الفضة وعمال مناجم الفضة ومصنعوا مُركبات الفضة. تتسرب الفضة خلال الجلد أو الأغشية المخاطية أو الاستنشاق لتترسب في أماكن معينة من الجسم مثل أصابع من يقوم بتلميع الفضة، بل إنها قد تتسرب أحياناً إلى قرنية العين. تؤثر الحالة على الأفراد من جميع الأعراق والأجناس والفئات العمرية وتتسبب آشعة الشمس في جعل الحالة أكثر سوءاً حيث تقوم بجعل الجلد داكناً أكثر.
حالات التفضض صارت أقل شيوعا بكثير نتيجة انخفاض فرص التعرض الشديد للفضة واستخدامها في الطب. ومع ذلك لا تزال موجودة وتظهر حالات الأرجيريا المعممة في الوقت الحالي لدى الأفراد الذين يستهلكون الفضة الغروية كأحد أشكال الطب البديل.
وعلى الرغم من تضاؤل الاستخدامات الطبية ، لا يزال هناك سوق للفضة الغروية كعلاج شامل في الطب البديل . يتم الإعلان عن الفضة الغروية كمنشط لجهاز المناعة ، وهي متاحة بسهولة عبر الإنترنت وبدون وصفة طبية، الإفراط في استخدام الفضة الغروية بكميات كبيرة أو لفترات طويلة هو مسبب رئيسي حالياً لحالات الأرجيريا.
من ذلك على سبيل المثال حالة لمواطن أمريكي هو بول كاراسون والذي لقب بـ “بابا سنفور” وهي شخصية كارتونية شهيرة لونها أزرق، يرجع هذا للون جلده الأزرق الناتج عن إفراطه في استهلاك الفضة الغروية اعتقاداً منه في صفاتها العلاجية وقدرتها على شفاء معدته من مشكلة الارتجاع المريئي ومفاصله من التهاب المفاصل.
أنتج بول مشروب الفضة الخاص به، التي أذابها في الماء وشرب ربع لتر كل يوم لمدة 10 سنوات، وعلى مدار تلك الفترة لم يلاحظ التغيرات وتحول لون جلده تدريجياً حتى نبهه صديق كان في زيارة له واضطر لاحقاً للتعايش مع الحالة حتى وفاته.
تعتبر الأرجيريا أو التفضض حالة جلدية دائمة لا رجعة فيها ولا علاج لها حتى الآن. تمت تجربة العديد من العلاجات المحتملة دون نجاح. وفي حين أنها تبدو حالة مرضية إلا أنها تعتبر مشكلة تجميلية أكثر منها مرضية ويمكن التعايش معها دون مشاكل تذكر.
مصادر
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK563123
How real life ‘Papa Smurf’ was left with blue skin & white beard from bizarre home remedy until his death | The US Sun (the-sun.com)