يحتوي الصابون المضاد للبكتريا على مركب كيميائي هو التريكلوسان “Triclosan”  و هو مركب أثبتت الدراسات أنه لا يزيد كثيراً عن االصابون العادي في قدرته على مقاومة البكتريا .

 يعزز هذا المخاوف من استخدام مواد كيميائية توصف بأنها ذات مخاطر محتملة في الصابون المضاد للبكتريا . تتواجد مادة التريكلوسان في العديد من أنواع الصابون المضاد للبكتريا و المعروف أيضاً بالصابون المطهر أو المضاد للجراثيم كنوع من التمييز عن الصابون العادي.

 سوق الصابون المضاد للبكتريا هو سوق كبير حيث يحقق أرباح سنوية تصل لمليار دولار في الولايات المتحدة وحدها و من المعروف أن هذا الانتعش كثيراً خلال فترات تفشي الأمراض و الأوبئة العالمية .

التريكلوسان و على الرغم من ذلك متهم بعدة تهم منها أنه أحد المسئولين عن زيادة مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية , بعض أنواع الحساسية و التداخل مع النظام الهرموني لأجسام حيوانات التجارب في المعمل , التجارب على الفئران والضفادع وغيرها من الحيوانات وجدت أن الTriclosan يتداخل مع تنظيم الجسم لهرمون الغدة الدرقية، وربما لأنه يشبه كيميائياً الهرمون الدرقي بشكل كبير و بالتالي يمكنه الإرتباط بمستقبلاته . هذا التأثير إن صح حدوثة لدى البشر فقد يؤدي إلى مشاكل مثل العقم و السمنه و البلوغ المبكر و أمراض السرطان.

و لا تتوقف قائمة الإتهامات عند ذلك حيث وضعت دراسة واحدة التريكلوسان الموجود في الصابون المضاد للبكتريا كمتهم بكونه ماده مسرطنة محتملة . 

الدراسات التي أجريت في المعمل و على أيدي متطوعين لم تجد فروق حقيقية بين الصابون العادي و الصابون المضاد للبكتريا في قدرتهما على القضاء على البكتريا .

و بعد فشل في العثور على الاختلاف في تأثير إبادة جراثيم بين الصابون المضاد للجراثيم و الصابون العادي , عكف الباحثون على دراسة كم من الوقت سيستغرق التريكلوسان لقتل البكتيريا باستخدام نفس التركيز كما كان من قبل و كانت النتيجة التي وجدوها أن التريكلوسان كان فعالا فقط حين سمح للميكروبات أن تنقع فيه لأكثر من تسع ساعات متواصلة !.

هذه النتائج تؤكد أن الدعاية التي تقوم بها الشركات المنتجة لهذا النوع من الصابون المطهر ما هي إلا دعايات مبالغ فيها و خدعة تسويقية للمستهلكين ربما هي الأكبر في التاريخ لمنتج طبي لم تثبت له أي فائدة حقيقية.. فإذا كنت تستخدم هذه النوع من الصابون فربما عليك التوقف عن استخدامه و العودة للصابون العادي أو على الأقل التأكد من خلوه من التريكلوسان فأمام كل تلك المخاوف لا يبدو الصابون العادي خياراً سيئاً أبداً .

مصادر
https://jac.oxfordjournals.org/content/70/12/3345
https://medicalxpress.com/news/2015-09-antibacterial-soap-real-threat-germs.html
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/23146048
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3945593/