أظهرت دراسة جديدة أن شرب الكحول أو المشروبات التي تحتوي على نسب من الكحول خفيفة إلى معتدلة يرتبط بإلحاق ضرر دائم بالدماغ.
حلل الباحثون بيانات أكثر من 36 ألف شخص ليجدوا صلة بين شرب الكحول وصغر حجم الدماغ ( المخ ) ويبدأ هذا عند استهلاك أقل كمية وهي وحدة واحدة في اليوم – حوالي نصف كأس من البيرة – ويتفاقم هذا مع كل مشروب إضافي يتم تناوله .
البحث الجديد كشف أن تناول مشروب واحد إلى مشروبين في اليوم مرتبط بتغير في الدماغ يعادل شيخوخة عامين بينما ارتبط الشرب الكثيف بقدر أكبر من الخسائر في بنية الدماغ وحجمه وهو ما يرتبط بمشاكل ضعف الإدراك وتدهور القدرات الدماغية .
بين الباحثون أن هذا الارتباط يزداد وضوحاً كلما زاد مستوى استهلاك الكحول. فمثلاً ، في سن الخمسين في بريطانيا ، حيث يزيد متوسط الشرب بين الأفراد من وحدة كحول واحدة (حوالي نصف جعة) في اليوم إلى وحدتين (نصف لتر من البيرة أو كأس من النبيذ) ، هناك تغييرات مرتبطة في الدماغ ما يعادل شيخوخة سنتين. كان الانتقال من وحدتين إلى ثلاث وحدات كحول في نفس العمر يشبه الشيخوخة ثلاث سنوات ونصف. أبلغ الفريق عن النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Nature Communications.
نتائج سابقة مشكوك فيها وتوصيات حكومية ضارة
تتناقض النتائج التي أظهرتها الدراسة الموسعة الجديدة مع الإرشادات العلمية والحكومية حول الحدود الآمنة لاستهلاك الكحول . فمثلاً يوصي المعهد الوطني لمكافحة إدمان وتعاطي الكحول بأن تستهلك النساء ما لا يزيد عن مشروب واحد في المتوسط يومياً ، بينما الحدود الموصى بها للرجال هي ضعف تلك الكمية ، وهي كميات أظهرت الدراسة أنها ضارة بالدماغ.
يرى الباحثون أن الأبحاث السابقة غير دقيقة فعلى الرغم من وجود أدلة قوية على كون تناول الكحول يسبب تغيرات في بنية الدماغ في المادة الرمادية و المادة البيضاء قدمت تلك الأبحاث نتائج غامضة اقترحت أن الاستهلاك المعتدل قد لا يكون له تأثير بل إن بعض تلك الأبحاث رشح تناول المشروبات الكحولية الخفيفة لكبار السن باعتباره مفيد للدماغ !
التحقيقات السابقة ، كانت تفتقر إلى قوة مجموعات البيانات الكبيرة. البحث عن الأنماط في كميات هائلة من البيانات الخاصة هو تخصص مؤلفي الدراسة نافيه ودافيت وزملائهما ، الذين أجروا دراسات سابقة باستخدام البنك الحيوي في المملكة المتحدة ، وهو مجموعة بيانات تحتوي على معلومات وراثية وطبية من نصف مليون بريطاني من البالغين في منتصف العمر وكبار السن.
استخدم الباحثون البيانات الطبية الحيوية من هذا المورد في الدراسة الحالية ، وبالتحديد في التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لأكثر من 36000 بالغ في البنك الحيوي ، والتي يمكن استخدامها لحساب حجم المادة البيضاء والرمادية في مناطق مختلفة من الدماغ.
لإعطاء فكرة عن التأثير ، قارن الباحثون الانخفاض في حجم الدماغ المرتبط بالشرب بتلك التي تحدث مع الشيخوخة. بناءً على النمذجة الخاصة بهم ، فإن كل وحدة كحول إضافية يتم استهلاكها يوميًا تنعكس في تأثير أكبر للشيخوخة في الدماغ. في حين أن الانتقال من الصفر إلى المتوسط اليومي لوحدة كحول واحدة كان مرتبطًا بما يعادل نصف عام من الشيخوخة ، كان الفرق بين صفر وأربعة مشروبات أكثر من 10 سنوات من الشيخوخة !
تعليق المحرر
للأسف الشديد هذه ليست الدراسة الأولى التي تظهر المضار الواسعة لشرب الكحول حتى بكميات قليلة فقد ذكرنا من قبل دراسات سابقة أكدت على مخاطر أخرى مرتبطة بالكحول منها المخاطر الصحية والسلوكية
- دراسة: كأس واحد من الكحول يسبب خطرًا فوريًا على القلب
- دراسة : لا يوجد مستوى آمن لاستهلاك الكحول
- في أكبر دراسة من نوعها : إدمان الكحول أكبر مسبب للخرف والوفاة المبكرة
- تناول 10 جرامات فقط من الكحول يومياً يسبب السرطان
وبالرغم من كل تلك الدراسات التي يدعم بعضها بعضاً و التي تتناول أنواعاً مختلفة من الأضرار التي يلحقها بالقلب والدماغ و الجسم بصفة عامة بالإضافة إلى مشاكل الصحة النفسية و انتشار الجريمة ، لا توجد حكومة واحدة في الدول التي تسمح باستهلاكه تحركت أو قامت بمنعه برغم ثبوت ضرره البالغ على صحة مواطنيها، لم تقم الدنيا ولم تقعد إعلامياً بل اختفى الأمر خلف جدار سميك من الصمت .
لاحظ عزيزي القاريء أن تلك الأبحاث لا تتحدث عن إدمان الكحوليات بكميات كبيرة كما قد يُظن، بل تتحدث عن الضرر الذي قد تسببه بضع رشفات يومياً وهو ما يطابق منهج الإسلام الحنيف الذي يمنع تناول الكحول بأي كمية مهما كانت ، فالحمد لله الذي عافانا مما اُبتلى به غيرنا وعلى قلة عِلْمنا عَلّمنا .
مصدر
https://www.sciencedaily.com/releases/2022/03/220304090349.htm