مادة BPA في الرضاعات البلاستيكية وإيصالات المتاجر فيها سم قاتل ! 1

في طيات الكثير من العبوات الغذائية وأدوات المائدة، والزجاجات البلاستيكية بما في ذلك زجاجات الرضاعة أو الرضاعات وفي الورق الحراري المستخدم في إيصالات المتاجر والعديد من المنتجات الأخرى تكمن مادة تسمى البيسفينول أ ويرمز لها (BPA) وهي مادة تعرف كيف تجد طريقها إلى طعامك ومياه شربك وزجاجة حليب أطفالك بل وحليب الأمهات المرضعات ذاته. ورغم الاستخدام الواسع لهذه المادة إلا أن هناك جانب مظلم لها.

مادة BPA لماذا ؟

مادة البيسفينول أ (BPA) هي مركب كيميائي ذو خصائص فيزيائية وكيميائية فريدة ، تتميز مادة البيسفينول أ بخصائص فريدة تجعلها مرغوبة في صناعات متعددة، على سبيل المثال لا الحصر، بسبب خصائص البلاستيك من نوع البولي كربونات الذي تستخدم في انتاجه والذي يتميز بمرونته، وشفافيته وقوته وقدرته على مقاومة الحرارة والتآكل، فقد دخلت في صناعة أوعية الطعام و الشراب وحتى قنينات الرضاعة.

لكن وبعد عقود طويلة من استخدام هذه المادة اكتشف العلماء وجودها في الماء والهواء وأجسامنا بل وحليب الأمهات بحيث كان المصدر الرئيسي لتسربها للجسم هو أوعية الطعام وزجاجات المياه ووتبطين عبوات المعلبات ومواسير المياه وكلما ارتفعت درجة حرارة الوعاء كلما زاد تسربها للماء والغذاء . لذلك فإن أطباق الميكروويف البلاستيكية القديمة ربما تكون مصدراً أيضاً .

الأضرار المحتملة لمادة BPA

تشير الأبحاث إلى أن البيسفينول أ له تأثيرات ضارة بسلامة البشر والحيوانات، حيث يُشتبه في أنه يعمل كمضاد هرمونات (هرمون الاستروجين)، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على النمو والتطور والتكاثر، وترتبط استخداماته بمخاطر محتملة لأمراض مثل السرطان والمشاكل الهرمونية

هناك قلق من أن التعرض المستمر لمستويات منخفضة من مادة BPA قد يؤثر على الأجنة والرضع والأطفال بصفة خاصة

  1. مسبب محتمل للحساسية التي تنتقل وراثياً 1 : في دراسة على الفئران اكتشف العلماء أن مادة BPA تنشط استجابة مناعية قد تستمر لثلاثة أجيال على الأقل أي أنه يتسبب في تغيرات وراثية في أجنة الفئران تنقلها للأجيال اللاحقة وتسبب لها الحساسية حتى دون التعرض لمادة BPA ! هذه النتائج تُسلط الضوء على الحاجة لمزيد من البحث لفهم تأثيرات BPA على الصحة العامة وخاصةً على الأطفال والأجنة.
  2. مسبب محتمل للسرطان 2: وجدت دراسة أن النساء المصابات بالسرطان لديهم نسب أعلى بكثير في أجسامهن من هذه المادة مقارنة بغيرهن من النساء . أشارت بعض الدراسات إلى أن التعرض لمادة BPA قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا. ومع ذلك، فإن الأدلة ليست قاطعة بعد. هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
  3. يؤثر على تطور الأجنة : أثبت العلماء أن الانتقال المباشر للبيسفينول أ (BPA) من الأم إلى طفلها النامي عبر المشيمة يمكن أن يؤثر سلبًا على تطور دماغ الجنين.
  4. المشاكل الإنجابية3 : يمكن أن تؤدي مادة BPA إلى تعطيل تطور الجهاز التناسلي لدى كل من الرجال والنساء. عند النساء، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل في الخصوبة والحيض والحمل. عند الرجال، قد يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية ومشاكل في الخصية.
  5. مشاكل التمثيل الغذائي4: تم ربط التعرض لمادة BPA بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري من النوع 2 وأمراض القلب.
  6. مشاكل نمو الدماغ: قد يؤدي التعرض لمادة BPA في الحياة المبكرة إلى إضعاف نمو الدماغ وزيادة خطر حدوث مشاكل سلوكية، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). هناك بعض الأدلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات وبعض الدراسات البشرية

بعض الدراسات ترى أن التعرض لكميات ضئيلة من هذه المادة لا يكون ضاراً لكن في بعض الفئات مثل الرضع و الأجنة ربما يتأثروا حتى بالجرعات المنخفضة ، أغلب الجرعات العالية من هذه المادة تكون عبر الفم و الجلد لدى بعض المهن مثل المحاسبين في المتاجر والذين يتعاملون مع عدد كبير من فواتير البقالة يومياً .

كيف نتجنب منتجات BPA

برغم كل هذه الأضرار المذكورة لا تزال مادةىلار BPA مستخدمة على نطاق واسع (في بعض المنتجات البلاستيكية التي تحمل الرقم 7 غالباً) في أغلب دول العالم ، يذكر أن منتجات البلاستيك الآمن هي تلك التي تحمل الرقم 1و2و5 لكن ما يطبع على العبوات لا يعد صحيحاً دائماً . لذا، من الأفضل التحقق من ملصقات المنتجات للتأكد من خلوها من مادة البيسفينول أ (BPA).

مما يستحق الإشارة أنه لا توجد دولة تحظر استخدام مادة البيسفينول أ (BPA) بشكل كامل. بعض الدول فرضت مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي فرضت قيود على استخدامها مثل منع استخدامها في رضاعات الأطفال أو العضاضات أو ألعاب الأطفال الرضع. في حين لا تمنع العديد من البلدان العربية استخدام هذه المادة في أي منتج على الإطلاق.

لا تفرض القوانين على منتجي البلاستيك الإشارة إلى وجود هذه المادة لكن قد يتم الإشارة في بعض المنتجات إلى خلوها من ال BPA ، ولتجنب التعرض لجرعات عالية منها يفضل استبدال الأواني والقنينات البلاستيكية بالزجاجية أو المصنوعة من الصلب غير القابل للصدأ أو السيليكون. وفي حالة الاضطرار لاستخدام آنية بلاستيكية يفضل عدم تعريضها لحرارة عالية حتى لا تتسرب للماء والغذاء.

مصادر

  1. BPA activates immune response in mice that passes down through generations – American Chemical Society (acs.org) ↩︎
  2. Study Finds Significant Chemical Exposures in Women With Cancer | UC San Francisco (ucsf.edu) ↩︎
  3. Health risk of exposure to Bisphenol A (BPA) – PubMed (nih.gov) ↩︎
  4. Potential Mechanisms of Bisphenol A (BPA) Contributing to Human Disease – PMC (nih.gov) ↩︎

Human exposure to Bisphenol A in Europe — European Environment Agency (europa.eu)


اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − 2 =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading