يعد فيروس الورم الحليمي البشري HPV أكثر الأمراض المنقولة جنسيا شيوعاً. ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق الاتصال الجنسي والجسدي مع شخص مصاب بالفيروس . يمكن للشخص المصاب بفيروس الورم الحليمي البشري أن ينقل العدوى إلى شخص ما حتى عندما لا تظهر عليه علامات أو أعراض وقد تظهر أعراضه بعد ممارسة النشاط الجنسي بسنوات طويلة.
في معظم الحالات (9 من أصل 10) ، يختفي فيروس الورم الحليمي البشري من تلقاء نفسه في غضون عامين دون مشاكل صحية. ولكن عندما لا يختفي فيروس الورم الحليمي البشري فقد يتطور إلى سرطان عنق الرحم، وتشمل المشاكل الصحية التي قد يسببها فيروس الورم الحليمي البشري الثآليل التناسلية وسرطان عنق الرحم وسرطانات أخرى في الجهاز التناسلي للذكور و الإناث وكذلك سرطان البلعوم في بعض الحالات.
غالبا ما يستغرق السرطان سنوات ، وحتى عقودا ، ليتطور بعد إصابة الشخص بفيروس الورم الحليمي البشري. تنتج الثآليل التناسلية والسرطانات عن أنواع مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري.
لا توجد طريقة لمعرفة من سيصاب بالسرطان أو مشاكل صحية أخرى من فيروس الورم الحليمي البشري. قد يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة (بما في ذلك المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية) أقل قدرة على محاربة فيروس الورم الحليمي البشري. قد يكونون أيضا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية من فيروس الورم الحليمي البشري.
هل التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري ضروري
لا يوجد علاج معروف حتى اليوم لفيروس الورم الحليمي البشري لكن يوجد تطعيم يعطى للأطفال في بعض الدول في مرحلة ما قبل المراهقة ( سن من 9-12 عام) ولا يفيد التطعيم بعد سن 26 عام .
لحسن الحظ وبالنظر للبيانات الإحصائية لا تعد منطقة الشرق الأوسط من المناطق الموبوءة بهذا الفيروس بسبب انخفاض معدلات الاتصال الجنسي قبل الزواج أو في مراحل مبكرة وكذلك وجود عدم شركاء جنسيين متعددين وهي ممارسات تنتشر بشكل كبير في إفريقيا جنوب الصحراء وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وأوروبا .
تظهر الخريطة التالية عدد النساء المصابات بالفيروس الحليمي واللائي يصبن بسرطان عنق الرحم بسبب هذا الفيروس حول العالم ويلاحظ انخفاض معدلاته بسبب التطعيم في أمريكا وغرب أوروبا واستراليا كما يلاحظ انخفاض المعدلات أيضاً في منطقة الشرق الأوسط بالرغم من عدم وجود ضمن البرامج القومية في أغلب الدول العربية ضد هذا المرض!
وفقاً للمركز الأمريكي للحماية من الأمراض يعد وجود شريك جنسي جديد عامل خطر للإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري الجديدة. لكن من غير المحتمل أن يصاب الأشخاص الذين هم بالفعل في علاقة أحادية متبادلة طويلة الأمد بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري .
وبالرغم من هذه البيانات التي لا تدع مجالاً للشك حول عدم أهمية التطعيم في بلدان الشرق الأوسط بسبب انخفاض المعدلات بشكل يعادل الدول التي تقدم التطعيمات ، تسعى الأمم المتحدة ضمن أجندتها لإضافة التطعيم ضد هذا الفيروس ضمن برامج التطعيمات القومية في جميع دول العالم بما في ذلك دول منطقة الشرق الأوسط وهو ما يثير الجدل في العديد من البلدان حول الهدف الحقيقي من تطبيق هذه التطعيمات في ظل وجود العديد من المشاكل الصحية الأخرى ذات الأولوية في المنطقة.
خلاصة
فيروس الورم الحليمي البشري هو مرض تناسلي ينتقل بالاتصال الجنسي، قد يسبب الإصابة بالثآليل في الأعضاء الجنسية وقد يتطور للإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطانات الأعضاء التناسلية في الذكور والإناث، ينتشر هذا الفيروس بسبب العلاقات الجنسية المتعددة. ليس لهذا الفيروس علاج ولكن توجد تطعيمات، معدلات هذا الفيروس منخفضة للغاية في الشرق الأوسط بسبب الثقافة العربية والإسلامية المحافظة برغم عدم وجوده ضمن برامج التطعيم في تلك البلدان وبرغم ذلك تسعى الأمم المتحدة لإدراجه ضمن برامج التطعيم القومية فيها .
مصادر
الأمراض المعدية – عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (moh.gov.sa)
اترك تعليقاً