ابتكر فريق من العلماء مكمل غذائي طبيعي لعلاج سوء التغذية عند الأطفال من مكونات رخيصة ومتاحة. لا يرتبط سوء التغذية بالفقر فقط فمن أسبابه أيضاً عدم تنويع الوجبات وإحجام الأطفال عن تناول الوجبات والاعتماد على الوجبات السريعة ومن أهم نتائجه الهزال والتقزّم ونقص الوزن، ونقص الفيتامينات أو المعادن، وفرط الوزن، والسمنة (تراكم الدهون غير الصحية)، والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي.
من علامات سوء التغذية فقدان الوزن غير المخطط له. الشعور بالضعف أو التعب. فقدان الشهية. تورم أو تراكم السوائل. تناول كمية صغيرة فقط في كل مرة.
تحمل أجسادنا أنواعاً لا حصر لها من البكتريا داخل أحشائنا، تفتقر بكتريا الأمعاء لدى الأطفال الذي يعانون من سوء التغذية للغذاء اللازم لتنمو. توصلت دراسة سريرية إلى مكمل غذائي جديد ربما يساهم في استعادة نمو البكتريا المفيدة في الأمعاء لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وبالتالي يمكنهم استعادة الوزن السليم والقدرة على النمو.
المكمل الغذائي المبتكر يشمل الحمص والفول السوداني ودقيق الصويا والزيت والسكر والموز الأخضر. تمت مقارنة النتائج مع أطفال يتناولون مكملات غذائية تقليدية لعلاج سوء التغذية ولوحظ أن الأطفال الذين حصلوا على المكمل الغذائي الجديد كانوا أسرع في اكتساب الطول والوزن مقارنة بنظرائهم.
الأهم من ذلك، أن عينات البراز لدى هؤلاء الأطفال ظهر فيها تطابق بشكل أفضل مع نوعية بكتريا الأمعاء الموجودة لدى الأطفال الأصحاء. ترافقت هذه النتائج المبشرة مع ظهور زيادة في الدم بنحو 70 بروتيناً من البروتينات التي تساهم في نمو العظام والأعصاب والدماغ كما انخفضت علامات الالتهاب.
هذه النتائج تشير إلى أن “تأثير المجتمع [الميكروبي] يصل إلى ما وراء جدار القناة الهضمية للتأثير على العديد من النظم”، كما يقول الدكتور جفري غوردان، مدير مركز عائلة أديسون لعلوم الجينوم وبيولوجيا النظم في كلية الطب بجامعة واشنطن.
هذه النتيجة تغير من النظرة السائدة حول التغذية وتناول السعرات الحرارية وتضع الضوء على أهمية بكتريا الأمعاء في النمو الطبيعي للطفل. يتطلب الأمر المزيد من التجارب لتأكيد التأثيرات الإيجابية على المدى الطويل وما إذا كانت نتائج الدراسة يمكن تطبيقها على جميع الأطفال الذين يعانون سوء التغذية. ومع ذلك فإن النتائج تبدو واعدة للغاية.
أفضل غذاء لبكتريا الأمعاء
في دراسة سابقة تم أخذ عينات البراز من أطفال في عدة بلدان متنوعة بما يشمل فنزويلا ومالاوي والولايات المتحدة وبنجلاديش. تم البحث عن أنماط حول تنوع البكتريا لديهم بحسب الموقع الجغرافي والسن والنظام الغذائي وحالتهم الغذائية. وجد العلماء أن الأطفال الأصحاء قد جمعوا مجموعة معينة من بكتريا الأمعاء خلال العامين الأولين من حياتهم، بينما كان العديد من بكتريا الأمعاء لدى من يعانون من نقص التغذية كانت “متوقفة” عن النمو.
بعد عامين أو ثلاثة أعوام من الولادة يستقر ميكروبيم الأمعاء تماماً ليشبه ذلك الذي يملكه البالغون. لذا فإن الاضطرابات خلال تلك الفترة الحرجة يمكنها أن تؤثر على نضوج الطفل في وقت لاحق.
للتأكد من هذه النظرية اختبر العلماء الفكرة على الفئران، تم زرع عينات من براز الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في الفئران وخلال فترة وجيزة لاحظ العلماء أن الفئران بدأت تخسر في معدلات زيادة الوزن ونمو العظام وحدث لديهم خلل في التمثيل الغذائي. على سبيل المثال بدأ الجسم بتكسير الأحماض الأمينية (البروتينات) للحصول على الطاقة بدلاً من السكريات وهي أحد المشاكل التي يعاني منها الأطفال الذين لديهم سوء تغذية.
وفي الدراسة الحالية، أكمل التجربة 118 طفلا يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل، وتراوحت أعمارهم بين 12 شهرا و18 شهرا. (بحكم التعريف، فإن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد المعتدل ينخفض بمقدار 2 إلى 3 انحرافات معيارية عن متوسط الوزن لطولهم، في حين أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ينخفضون عن ثلاثة على الأقل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية).
الجدير بالذكر أيضاً أن فريق الباحثين حدد في جميع الأطفال 21 نوعا من البكتيريا التي يعتقد أنها مرتبطة بمكاسب كبيرة في النمو، كما حددوا نوعين من البكتيريا المرتبطة بضعف النمو. وشملت هذه البكتيريا الأخيرة نوعين من البكتريا الإشريكية القولونية ونوع من بكتريا بيفيدوباكتيريوم (بروبيوتيك) والتي توجد بكميات عالية في الرضع رضاعة طبيعية.
وفقاً للباحثين فإن بكتريا بيفيدوباكتيريوم المعرفة بـ “بكتريا البروبيوتيك” هي مطلوبة للغاية في أشهر الحياة الأولى لدورها الهام في التمثيل الغذائي للسكريات في حليب الثدي لكن المثير للاهتمام أن التجارب أظهرت أن الحصول على المزيد منها في وقت لاحق يرتبط سلباً بالنمو، لذلك عندما يتم فطام الرضع فإن مستويات هذه البكتريا يجب أن تكون أقل وفرة بما يسمح لأنواع بكتريا نافعة جديدة أن تحل محلها.
تركيبة المكمل الغذائي الجديد
وحتى نستفيد بما عرضته الدراسة بشكل عملي إليكم تركيب المكمل الغذائي الجديد وفقاً للدراسة المنشورة علماً بأن الكميات مقاسة بالجرام لكل 100 جرام
- دقيق الحمص (10)
- دقيق الفول السوداني (10)
- دقيق فول الصويا (8)
- الموز الأخضر (19)
- سكر (29.8)
- زيت فول الصويا (20)
- فيتامينات ومعادن (3.14)
في النهاية أدعو الجميع لمشاركة هذه الدراسة الهامة لعلاج أحد المشاكل الهامة والمزمنة في المجتمعات التي ينتشر فيها سوء التغذية ونسأل الله الصحة والسلامة لجميع أطفالنا.
إليكم بعض الروابط للاستزادة.
https://www.researchgate.net/publication/339321656
https://www.nature.com/articles/nature11053
https://www.science.org/doi/10.1126/science.aau4735
اترك تعليقاً