تربية الحيوانات الخطرة والمفترسة صارت ظاهرة تحتاج إلى التوقف عندها ومحاولة فهم أسبابها ودوافعها و تأثيرها الاجتماعي على الفرد و المجتمع.
في السنوات الأخيرة أصبح الكثير من الشباب خصوصاً من الطبقات الغنية مولعين بتربية الحيوانات المفترسة والبرية مثل النمور والفهود والذئاب والثعابين أو حتى السلالات الشرسة من الكلاب التي قد لا تقل خطورة عن تربية الحيوانات البرية، في الأقل بالنسبة للأشخاص المحيطين.
هناك العديد من الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص إلى تربية الحيوانات الخطرة والمفترسة في المنزل، وتختلف هذه الأسباب من شخص لآخر. ومن وجهة نظر علم النفس، يمكن تحليل بعض الأسباب المحتملة على النحو التالي:
1- الرغبة في الاستمتاع بالتحدي: قد يرغب بعض الأشخاص في تربية الحيوانات الخطرة والمفترسة في المنزل لأنها تمثل تحديًا لهم، وتعطيهم شعورًا بالقوة والسيطرة. ويمكن أن يشعر هؤلاء الأشخاص بالإحباط والملل في حياتهم اليومية، وقد يرغبون في البحث عن شيء يمنحهم شعورًا بالحماس والإثارة.
2- الرغبة في الحصول على اهتمام وتقدير الآخرين: قد يتمتع بعض الأشخاص بحياة اجتماعية ضعيفة، ويرغبون في الحصول على اهتمام وتقدير الآخرين. ويمكن أن يرى بعضهم في تربية الحيوانات الخطرة والمفترسة في المنزل وسيلة لجذب الانتباه والاهتمام، وإثبات قدراتهم الفريدة والمختلفة.
3- العزلة والانطواء: قد يعيش بعض الأشخاص حياة اجتماعية محدودة أو يشعرون بالانطواء، ويجدون الراحة والاسترخاء في العيش مع الحيوانات بدلاً من الناس. ويمكن أن يرى هؤلاء الأشخاص في تربية الحيوانات الخطرة والمفترسة في المنزل وسيلة للتواصل مع الحيوانات والشعور بالراحة والاستقرار.
يشير بعض الباحثين أيضا إلى أن تربية الحيوانات الخطرة في المنازل يمكن أن تؤدي إلى زيادة في الاضطرابات النفسية والاضطرابات الاكتئابية.
بالنسبة للمجتمع بصفة عامة هناك توجه شعبي ضد تربية الحيوانات الخطرة والمفترسة في المنازل لما تشكله من خطر على الأشخاص المحيطين وعلى المجتمع عمومًا، وينظر عادة لمن يربون مثل هذه الحيوانات إما بانتقاد أو خوف سواء كانوا زوارًا للمنزل أو جيرانًا أو مارة في الشارع ويزداد الأمر تعقيداً في حالة جود أطفال حيث يشعر الأهالي بوجود تهديد لحياة أطفالهم.
في الحقيقة فإن تربية الحيوانات الخطرة في المنازل قد يشكل خطرًا على الحيوانات ذاتها ، فاقتناء تلك الحيوانات البرية ووضعها في الأسر قد يشكل خطورة النوع ويهدد بانقراضه كنتيجة مباشرة لانتشار التجارة غير القانونية للحيوانات البرية وعدم وجود بيئة مناسبة للتكاثر في الأسر ف كثير من الحالات، ويمكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى استنزاف الموارد الطبيعية وتدمير الموائل الطبيعية لهذه الحيوانات.
ومن أمثلة الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض بسبب تربيتها في المنازل، النمور والأسود والتماسيح والأفاعي والقردة البرية والطيور الجارحة. فتربية هذه الحيوانات في المنازل يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أعدادها في الطبيعة، وتؤثر على التوازن البيئي للأنظمة البيئية التي تعيش فيها هذه الحيوانات.
كل هذا دفع العديد من الدول مثل الإمارات و السُّعُودية ومصر مؤخراً لسن قوانين ضد اقتناء وتربية الحيوانات الخطرة والمفترسة في المنازل للحفاظ على السلم والأمن الاجتماعيين وحماية البيئة.
في النهاية، إن تربية الحيوانات الخطرة في المنزل ربما يكون تحدياً ممتعاً لدى البعض لكنه لا يعد كذلك بالنسبة للمجتمع الذي قد يشعر بالتهديد لذلك فقد سنت السلطات في عدة دول عربية القوانين الرادعة للحد من هذا الظاهرة .