منذ نعومة أظافرنا ونحن نسمع الأمهات و الجدات وهن يتحدثن عن “برد المروحة” فيتهمن المروحة أو المكيف بأنهما السبب الحقيقي وربما الوحيد لنزلات البرد و السعال والتهاب الحلق وكل عدوى تصيب جهازنا التنفسي حتى أن كثيرين أطلقوا نكاتاً حول الأمر .
بمرور الوقت كبرنا و تعلمنا أن البرد هو مرض فيروسي وليس له علاقة مباشرة بالإصابة بالبرد، لكن هل ما تعلمناه هو الحقيقة كاملة أم أن الأمهات و الجدات كُنّ على حق حينما اتهمن المروحة والمكيف أيضاً ؟
تعالوا نتعرف على الحقيقة .
عدوى فيروسية
نزلات البرد هي عدوى فيروسية تصيب الأنف والحنجرة (الجهاز التنفسي العلوي). عادة ما تكون غير ضارة ويتعافى المرء منها سريعاً بعد فترة قصيرة من الراحة و تناول السوائل دون الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية. ويمكن أن تسبب العديد من أنواع الفيروسات نزلات البرد ونادراً ما تصاحبها إصابة بكتيرية .
قد يصل عدد الفيروسات المسببة لنزلات البرد أكثر من 200 نوع مختلف. هذه الفيروسات تسبب التهاب الأغشية التي تبطن الأنف والحنجرة. ولكن فيروسات الأنف هي ما يسبب معظم نزلات البرد.
عندما نصاب بنزلات البرد فإن هناك متهمين رئيسيين برودة الشتاء شتاءاً و المروحة الكهربائية صيفاً ، لكن هل يوجد حقاً دور للمروحة والمكيف في الإصابة بنزلات البرد؟
برد المروحة … علاقة غير مباشرة
على الرغم من أن المروحة ليست سبباً مباشراً للإصابة بنزلات البرد أو التهاب الحلق أو الإنفلونزا و غيرها من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي لأنها ببساطة أمراض فيروسية أو بكتيرية ، إلا أنها قد تشكل عاملاً مساعداً في إصابة الجسم ببعض المشاكل أحياناً . لكن كيف يحدث هذا ؟
يمكن أن يؤدي تيار الهواء المستمر من المروحة إلى تجفيف فمك وأنفك وحلقك. هذا يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في إنتاج المخاط ، والذي قد يسبب الصداع ، وانسداد الأنف ، والتهاب الحلق ، أو حتى الشخير.1
1. الاحتقان
على الرغم من أن المروحة وحدها لن تجعلك مريضا بنزلات البرد ، إلا أنها قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض إذا كنت بالفعل مصاباً . قد تتمكن من تحسين الوضع من خلال شرب المزيد من الماء واستخدام جهاز ترطيب مع المروحة.
2. إثارة الحساسية
تقوم المروحة بتقليب الهواء في الغرفة بقوة و قد تقوم بتدوير الغبار وحبوب اللقاح معه ، مما قد يؤدي إلى الحساسية لدى بعض الأشخاص ، كما أن شفرات المروحة ذاتها هي مصدر آخر غير مرحب به للغبار.
إذا كنت تستنشق هذه المواد المسببة للحساسية ، فقد تواجه أعراضا ، مثل سيلان الأنف أو حكة الحلق أو العطس أو العيون الدامعة أو صعوبات في التنفس.
بعض المراوح تأتي مع فلتر يقوم باحتجاز الغبار و منعه من الانتشار في الغرفة ، لكن يجب تنظيف هذا الفلتر أو استبداله من آن لآخر
3. جفاف العين والجلد
يمكن للهواء الصادر عن المروحة أن يجفف بشرتك وعينيك. ترطيب بشرتك واستخدام قطرات العين المهدئة قد يساعدك على تجنب هذه الأعراض.
4. آلام العضلات
قد يتسبب تيار الهواء المركز في توتر عضلاتك أو تشنجها وقد تصاب بأعراض مثل تيبس الرقبة أو التهاب أعصاب الوجه، لذا يفضل توجيه المروحة بعيدا حتى لا يهب الهواء مباشرة عليك.
ما هي الفوائد المحتملة للنوم مع وجود مروحة؟
قد يوفر هواء من المروحة أثناء النوم أيضا بعض المزايا:
1. التبريد
بالطبع الفائدة الأكثر وضوحا للمروحة هي أنها يمكن أن تبقيك باردا ومرتاحاً أثناء النوم.
التحرر في الليل يمكن أن يمنعك من النوم أو البقاء نائما. وقد يؤدي الكثير من التعرق إلى فقدان المعادن المهمة التي يحتاجها جسمك.
2. الضوضاء البيضاء
كثير من الناس ينامون على الصوت المهدئ للمروحة. تشبه همهمة الهواء تلك صوت الضوضاء البيضاء والتي قد تساعدك على النوم.
في دراسة شملت 40 طفلا حديث الولادة ، وجد الباحثون أن 80 في المائة ناموا في غضون 5 دقائق من تعرضهم للضوضاء البيضاء مقارنة ب 25 في المائة من الأطفال في المجموعة الضابطة.
3. منع الروائح الكريهة
قد تساعد المراوح في تدوير هواء الغرفة فتجعل هواء غرفة نومك أقل ركوداً وتمنع الروائح الكريهة.
4. الوقاية من متلازمة موت الرضع المفاجئ
أظهرت بعض الأبحاث أن وجود مروحة أثناء الليل يقلل من خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS) عند الأطفال.
في مقال نشر عام 2008 ، وجد الباحثون أن استخدام المروحة أثناء النوم كان مرتبطا بانخفاض بنسبة 72 في المائة في خطر متلازمة الموت المفاجئ للرضع.
خلاصة :
المروحة لا تسبب البرد لكنها قد تكون عاملاً مساعداً في إبراز أعراضه أو نشر الغبار و حبوب اللقاح المسببة للحساسية. هواء المروحة المباشر قد يسبب آلام العضلات أو التهاب الأعصاب لذا يفضل عدم وضعها قريبة جداً من جسمك أو توجيهها لوجهك بشكل قوي ومباشر.