ربما لا يعرف الكثير من أبناء جيل الألفية شخصية البحار باباي الكرتونية و الذي كان يروج في جميع أفلامه للسبانخ باعتبارها الغذاء الأفضل لتقوية العضلات منذ ثلاثينيات القرن المنصرم ،
حسناً … ربما لم يبتعد باباي كثيراً عن الحقيقة .
منذ الثمانينات استخدم هرمون إكتسيرون المستخرج من السبانخ لتعزيز الأداء الرياضي . هرمون الإكستيرون Ecdysterone هو ستيرويد طبيعي ويمكن العثور عليه في السبانخ ، من بين النباتات الأخرى، منذ الثمانينيات استخدم هذا الستيرويد في المكملات الغذائية لتحفيز نمو العضلات.
لسنوات ، لم يكن تأثير المكملات الغذائية أكثر من مجرد قصة متداولة وقتها ، لكن الدراسات الحديثة التي أجريت على الفئران تشير إلى أن الإكستيرون يعزز نمو العضلات بالفعل وهو ما أكدته الدراسات على البشر لاحقاً .
قام باحثون في دراسة نشرت نتائجها في دورية Archives of Toxicology ، باختبار تأثيرات الإكستيرون على البشر. اشتملت الدراسة على 46 شابًا (ستة منهم تخلوا عن الدراسة لاحقًا) ، قسمت العينة إلى مجموعتان مجموعة تلقت مكملات تحتوي على مادة الإكستيرون بينما تلقت المجموعة الأخرى دواءاً وهمياً . و حصل المشتركون جميعًا على نظام تدريب موحد لمدة عام واحد على الأقل .
ماريا بار ، الباحثة في معهد الصيدلة بجامعة برلين قالت ‘كانت فرضيتنا هي أننا سنشهد زيادة في الأداء ، لكننا لم نتوقع أن يكون ذلك كبيرًا’. .
تلقت المجموعة التي أخذت المكمل الغذائي إما 200 ملليغرام أو 800 ملليغرام في اليوم الواحد.
لوحظ أن المشاركون في هذه المجموعة زادت كتلة عضلاتهم بمقدار 1.5 و 2 كجم (3.3 و 4.4 رطل) على التوالي ، وتحسّن أداؤهم في حمل الأوزان .
الإكستيرون لم يظهر أي علامات على زيادة السمية في الكبد أو الكلى. و بالنظر إلى الآثار الإيجابية مع القليل من الضرر ، لذلك أصبح هناك اهتمام كبير باستخدام هذه المادة لتعزيز الأداء.
بالرغم من ذلك وبناءاً على هذه النتائج فقد صدرت توصية للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات WADA بإضافة هذه المادة إلى قائمة المنشطات. حيث أن هذه المادة تزيد الأداء بشكل كبير مما قد يخل بمبدأ تكافؤ الفرص و يعد ميزة غير عادلة.
و يبقى السؤال الأهم لدينا هو : هل توجد إمكانية لزيادة العضلات عبر تناول السبانخ الطازجة مباشرة مثلما كان يفعل باباي ؟
في الحقيقة ليس تماماً ، فنسبة الإكستيرون في النظام الغذائي اليومي لا تتجاوز 1 ملليغرام يومياً بينما يتناول لاعبو الأجسام مكملات تحتوي على جرعات مكثفة بها حوالي ألف ملليغرام و هو ما قد يصنع الفارق الكبير .