ما هو البيوفيلم وما علاقته بكراهيتنا للأشياء اللزجة ؟
لدينا شعور فطري بالتقزز من الأشياء اللزجة و الميل للابتعاد عنها ، لكن ما سر هذا الشعور و هل لديه ما يبرره ؟
في الطبيعة ، عادة ما يحدث الالتصاق بسبب السكريات أو البروتينات. بالطبع فإن وجود هذه المواد اللزجة على جلدك أو شعرك من شأنه أن يجذب الحشرات ويساعد على يتراكم الأوساخ، وكلها أشياء يمكن أن تسبب المرض.
تمنع الأشياء اللزجة بشرتنا أيضاً من العمل على النحو المنشود، حيث تؤثر على التبادل الحراري وما إلى ذلك. لذلك يجعل هذا البشر بل وحتى الحيوانات تشعر بالسوء حين يغطيها شيء لزج.
في المقابل فإن الأطفال الصغار مفطورين على حب التجارب والأحاسيس الجديدة بشكل عام ، والأشياء اللزجة تبدو مختلفة عن المعتاد لذلك ينجذب الصغار للعب بالسلايم والعجين وغيرها من الأشياء اللزجة.
كل ما سبق يعد عادياً وبديهياً لكن ما لا تعرفه هو أن الأشياء اللزجة أحياناً قد تكون مستودعاً لأخطر أنواع الكائنات الحية على وجه الأرض.
مستعمرات البيوفيلم
الكائنات الدقيقة كالبكتريا والفطريات – تماماً مثل الحيوانات والبشر- تميل للعيش في جماعات حيث يمنحها هذا قدرة إضافية على مقاومة ظروف البيئة، لذا تلجأ بعض أنواع البكتريا والفطريات لتكوين غشاء هلامي لزج من السكريات والبروتينات والماء يحيط بها يسمى الغشاء الحيوي أو البيوفيلم . يساهم هذا الغشاء في حمايتها من الجفاف والمضادات الحيوية والمطهرات والأجهزة المناعية في الكائنات الحية التي قد تتسلل إليها.
وغالباً ما تتم هذه العملية في البيئات الرطبة مثل حواف الأنهار والمستنقعات ولعل أبرز مثال قريب لها هو مساقي الطيور والحيوانات والأحواض التي لا يتم تنظيفها باستمرار حيث تلتصق الكائنات الحية كالبكتريا بالأجسام الصلبة ثم تبدأ في تكوين غشاء البيو فيلم الذي سيحولها فيما بعد إلى مستعمرة من البكتريا الفائقة.
الخبر السيء هنا أن إصابتك بهذا النوع من البكتريا يفوق بكثير الإصابة بالأنواع العادية منها ولتفهم مدى خطورة هذه البكتريا السابحة في الهلام إليك بعض من خصائصها المدهشة :-
- مقاومة هذه البكتريا للمضادات الحيوية تبلغ 10 آلاف ضعف مثيلتها من البكتريا المنفردة!
- يشكل الهلام المحيط بالبكتريا عائقاً لوصول المضادات الحيوية والخلايا المناعية إليها
- مثل جهاز استخباراتي صغير تتبادل البكتريا فيما بينها المعلومات التي تساعدها على مقاومة المضادات الحيوية.
- في الطبقة الخارجية لهذا الغشاء ينخدع الجهاز المناعي بالبكتريا الميتة الموجودة على السطح تكون البكتريا داخل الهلام نشطة وقادرة التكاثر مرات ومرات لتعود الإصابة من جديد
- تسبب ما يقرب من 80% من الأمراض المعدية في الإنسان
بعض المشاكل الصحية التي تسببها هذا الهلام البكتيري:-
هذه البيوفيلمات ليست بعيدة عنك كما تظن فبعض أنواعها تعيش على أسنان أغلب البشر وهي ما يشكل تلك الطبقة الزيتية التي تحيط بالأسنان ومن المشاكل التي تسببها بكتريا البيوفيلم
- تسوس الأسنان والتهابات الأغشية المخاطية بالفم
- التهابات العظام بسبب تلوث الجروح بهذه البكتريا
كما قد ترتبط العدوى بهذه البكتيريا باستخدام أجهزة أو أدوات طبية ملوثة مثل
- التهاب شغاف القلب في حال تركيب صمامات قلب ملوثة
- التهاب القرنية الناتجة عن ارتداء عدسات لاصقة ملوثة وكذلك عدوى سائل العين التي أجريت فيها عملية زراعة مثل زراعة قرنية ملوثة وقد تقود هذه الإصابة لفقدان البصر كلياً
- عدوى الجهاز البولي المزمنة بسبب استخدام قسطرة بول ملوثة.
- التهاب شغاف القلب في حال تركيب صمامات قلب ملوثة
- التهاب القرنية الناتجة عن ارتداء عدسات لاصقة ملوثة وكذلك عدوى سائل العين التي أجريت فيها عملية زراعة مثل زراعة قرنية ملوثة وقد تقود هذه الإصابة لفقدان البصر كلياً
- عدوى الجهاز البولي المزمنة بسبب استخدام قسطرة بول ملوثة.
ولا يقتصر تأثير هذه البكتريا على الطب فقط بل قد تسبب العديد من المشاكل مثل تلف المنتجات الغذائية والدوائية وإعاقة عمل الأجهزة والمعدات وتآكل وتلف الخرسانات.
خلاصة
نولد بشعور فطري بالتقزز من الأشياء اللزجة، إذا كنت ممن يكرهون الأشياء اللزجة فربما حدسك على حق فالأشياء اللزجة هي موطن لبكتريا البيوفيلم المقاومة للمضادات الحيوية أحد أخطر الكائنات الحية على صحة البشر.
اترك تعليقاً