لا يزال التدخين أحد المسببات الرئيسية للوفاة في العالم ومع ذلك فإن التوقف عن التدخين قد يكون تحدياً كبيراً للمدخنين وتكمن الصعوبة في تغيير عادة التدخين و إدمان مادة النيكوتين الموجودة في السيجارة ، لكن الأمر يستحق ، ويمكن للمقلع عن التدخين أن يلمس أثر ذلك في حياته صحياً واقتصادياً، لكن ماذا يحدث في الجسم عند الإقلاع عن التدخين ؟
قد تعتقد أن تأثيرات الإقلاع عن التدخين تتطلب وقتاً كبيراً حتى تصبح النتائج ظاهرة للعيان، لكن في الحقيقة فإن فوائد الإقلاع عن التدخين ربما تظهر بأسرع مما تتخيل . لقد قام العلماء بتحديد جدول زمني يمكننا من خلاله معرفة كيف يتعافى الجسم بسرعة من تلك الآفة المزعجة . هذا مهم لإن الناس يميلون لرؤية نتائج ما يفعلونه بشكل سريع حتى يكون ذلك حافزاً لهم على الاستمرار .
يبدأ الجسم في التعافي بعد ساعة واحدة من آخر سيجارة و يستمر الأمر في التحسن التدريجي . ولعل إدمان النيكوتين هو السبب الأساسي في صعوبة الإقلاع عن التدخين حيث يشعر الجسم برغبة شديدة في الحصول على النيكوتين بعد الإقلاع .
يرتبط النيكوتين بمستقبلات معينة في الدماغ. يتسبب النيكوتين في إفراز المخ مادة كيميائية تسمى الدوبامين. والدوبامين هو أحد هرمونات السعادة التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي لكن مع تكرار إفراز كميات كبيرة منه يفقد الجسم توازنه الطبيعي وتقل حساسيته للنيكوتين وبالتالي يجد المدخن نفسه بحاجة للمزيد والمزيد حتى يصل لنفس الشعور و هكذا يسقط المدخن في فخ التدخين .
طالما استمر استخدام المنتجات المحتوية على النيكوتين ، يستمر إفراز الدوبامين. عندما لا تدخن أو تستخدم المنتجات المحتوية على النيكوتين ، فإن النيكوتين لن يحفز مستقبلات دماغك. وبالتالي سيتم إفراز كمية أقل من الدوبامين ويبدأ مزاجك وسلوكك بالتأثر ، مما يتسبب في بعض أعراض الانسحاب. لكن كما أسلفنا فإن الفوائد الصحية التي تجنيها طوال حياتك لا تقارن ببعض الأعراض التي قد تستمر لأيام فقط.
الجدول الزمني للتعافي بعد الإقلاع عن التدخين
يبدأ الجسم في التعافي بمجرد الإقلاع عن التدخين بحسب الجدول الزمني التالي
بعد ساعة
خلال أقل من 20 دقيقة من تدخين آخر سيجارة ينخفض ويتحسن معدل ضربات القلب ويبدأ ضغط الدم في العودة إلى معدلاته الطبيعية وتتحسن الدورة الدموية .
بعد 12 ساعة
بعد 12 ساعة فقط يكون الجسم قد تخلص من أول أكسيد الكربون مما يزيد مستويات الأكسجين في الجسم مرة أخرى
أول أكسيد الكربون هو غاز قاتل موجود في دخان السجائر ، هذا الغاز يمكنه الاتحاد مع خلايا الدم بشراهة بدلاً من الأكسجين مما يسبب الاختناق في الجرعات العالية حيث يمنع الجسم من الحصول على الأكسجين .
بعد يوم واحد
بعد اليوم الأول من الإقلاع عن التدخين، ينحسر خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
تدخين السجائر يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب التاجية حيث يقوم بتخفيض الكوليسترول الجيد كما أنه يزيد من ضغط الدم و يرفع من احتمالية حدوث جلطات في الدم .
لكن بعد اليوم الأول يتراجع ضغط الدم لمستويات طبيعية ويرتفع الأكسجين ويصبح القيام بالأنشطة البدنية أكثر سهولة
بعد اليوم الثاني
التدخين يؤثر سلباً على النهايات العصبية لحاستي التذوق و الشم في الفم و الأنف لكن بعد ترك التدخين، ستلاحظ تحسن حاستي الشم و التذوق .
بعد 3 أيام
بعد اليوم الثالث من ترك التدخين يكون مستوى النيكوتين في الجسم قد تلاشى ، قد يسبب هذا التراجع في مستويات النيكوتين بعض أعراض انسحاب النيكوتين مثل تقلب المزاج و الغضب و الصداع و الرغبة الشديدة في التدخين .
بعد 30 يوم
بعد مرور الشهر الأول ، تتحسن وظائف الرئة ، ويتوقف السعال وضيق التنفس ويصبح المرء أكثر قدرة على ممارسة الأنشطة البدنية مثل الجري و التمارين الرياضية .
بعد 1-3 أشهر
تستمر المؤشرات السابقة في التحسن
بعد 9 أشهر
بعد مرور 9 شهور من الإقلاع عن التدخين تتعافى الأهداب داخل الرئتين من الآثار التي تركها دخان السجائر، هذه الأهداب مهمة للغاية في إنتاج المخاط الذي يحمي الرئتين ويزيد من مناعتها وبالتالي تقل التهابات الرئة و مشاكل الجهاز التنفسي .
بعد سنة واحدة
بعد عام واحد من الإقلاع عن التدخين، ينخفض خطر إصابة الشخص بأمراض القلب التاجية إلى النصف. وسيستمر هذا الخطر في الانخفاض بعد مرور عام واحد.
بعد 5 سنوات
السموم الموجودة في السجائر تؤدي إلى تضيق الشرايين و الأوعية الدموية هذه السموم تزيد أيضاً من احتمالات الإصابة بالجلطات الدموية لكن بعد 5 سنوات من الإقلاع عن التدخين يتشافى الجسم وتبدأ الأوعية الدموية تتسع مرة أخرى و بالتالي تقل فرص تجلط الدم .
بعد 10 سنوات
بعد 10 سنوات ،تنخفض فرص الإصابة بسرطان الرئة والموت منه إلى 50% المقارنة مع شخص استمر في التدخين. أيضاً تنخفض احتمالية الإصابة بسرطان الحلق و الفم و البنكرياس كثيراً .
بعد 15 سنة
بعد مرور 15 عاماً من ترك التدخين ، يصبح احتمال اصابة الشخص المقلع عن التدخين بأمراض القلب التاجية وسرطان البنكرياس مساوياً لغير المدخن.
بعد 20 عاما
بعد مرور 20 عاماً ، تتراجع احتمالات الوفاة لأسباب ترتبط بالتدخين، يشمل هذا أمراض الرئة والسرطان إلى مستوى من لم يقم بالتدخين في حياته على الإطلاق.