التشرميل هي ظاهرة إجتماعية اجتاحت المغرب و تمثلت في إنتشار كبير لشباب يحملون الأسلحة البيضاء و يحلقون شعرهم بقصات معينه و يتباهون بالسرقة و الإجرام علي صفحات التواصل الإجتماعي.
هي صيحة جديدة في عالم الإنحدار الأخلاقي العربي تشبه كثيراً ما يحدث في مصر من موجات الفن الهابط و العنف الإجتماعي و غياب الأمن و يرجع البعض هذه الظواهر إلي أسلوب تلجأ إليه الحكومات لمقايضة أمن الناس بمطالبهم الإجتماعية فتتراخى القبضة الأمنية عمداً عن هؤلاء حتى تتحول الحالات الشاذة إلي ظواهر متفاقمة لتكتوى بها الطبقات التي يحمي رجال الأمن ذاتهم مصالحها .
“التشرميل” و فقاً لتوصيف صحيفة فرانس24 في الأصل مصطلح باللهجة المغربية يستخدم في الطبخ ويعني تتبيل اللحوم، وعادة تحضر هذه “التتبيلة” عند الجزار الذي يستخدم سكاكين كبيرة. وهذه السكاكين وأحيانا السيوف هي ما يميز أصحاب هذه الظاهرة الذين يسمون “المشرملين” (أي المُتبلين). ويتميزون أيضا بارتداء الأحذية الرياضية من العلامات العالمية مثل علامة Nike Air Max وركوب الدراجات النارية الكبيرة والساعات الفاخرة وقصات الشعر المقلدة لمشاهير لاعبي كرة القدم.
حتى أن بعضهم يذهبون أبعد من ذلك ولا يترددون في أن يعرضوا على فيس بوك غنائمهم التي يدعون أنهم سرقوها خلال النهار، مجوهرات وأوراق نقدية وغيرها. وتبدو ظاهرة “التشرميل” كأنها موضة، وقد ظهرت فجأة منذ أربعة أشهر في الدار البيضاء. يراها البعض ترفيهية وعلى صفحات فيس بوك المختلفة الموجودة عن التشرميل تظهر فتيات وفتيان وهم يعرضون أحذيتهم الرياضية أو ملابس كرة القدم الجديدة مثل أي مراهق عادي، لكنها خطرا حقيقيا على الآخرين الذين يرون فيها علاقة مباشرة بارتفاع معدلات الإجرام والانحراف في الدار البيضاء.
وفي نهاية مارس/آذار فيما كان الإعلام يتناول ظاهرة التشرميل، أنشئت صفحة فيس بوك “مسيرة ضد انعدام الأمن السائد في الدار البيضاء” من أجل الضغط على الحكومة. وهذه الصفحة لها اليوم 20000 متابع. ورغم أن هذه المسيرة لم تحدث، فإن المبادرة قد أثارت انتباه السلطات في البلد فباشرت بعشرات الاعتقالات في الأسابيع الأخيرة استنادا إلى الصور والرسائل المستفزة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تعد بمستوى أمان أحسن في الشوارع. وقد اتصلت فرانس24 بإدارة الشرطة التي أشارت إلى أن 35 شخصا مشتبه بضلوعهم في نشر تلك الصور عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي قد ألقي عليهم القبض مؤخرا في ضواحي ولاية الدار البيضاء الكبرى. ولكنها لم تتحدث عن أي رقم رسمي عن الانحراف في هذه المدينة.
ويرى يس مجدي الصحافي في المجلة المغربية “Tel Quel” ردا على فرانس24 أن “التشرميل” شعبي تحديدا عند شباب الأوساط المحرومة والباحثين عن الخروج من التهميش. ويقول “العديد منهم يظنون أنفسهم توني مونتانا بطل فيلم “Scarface” الذي يعد مثالا وقدوة للارتقاء الاجتماعي عند كثير من الشباب. ويتفاخر هؤلاء الشباب كما الأبطال الذين يقتدون بهم بذوقهم الصارخ في الملابس وبالمال السهل والعنف لكسب احترام الآخرين. هذا لدرجة أنه من الصعب، بل من المستحيل، معرفة من حقيقة وراء من يظهر على فيس بوك حاملا السيف ومتباهيا بارتكابه أسوأ الأعمال غير القانونية: فهل هذا مجرد جعجعة أم عصابات من قطاع الطرق؟”
يرجع بعض المغاربة ظاهرة التشرميل لعشر سنوات مضت فيقولون هي ظاهرة قديمة بإسم جديد تعود بدايات ظهورها إلى مايزيد عن عشر سنوات، إشهار السكاكين والسيوف في الأحياء الشعبية والهامشية كان أمرا شبه عادي بالنسبة لسكان الدار البيضاء، في حين أن الأمن الوطني والسلطات لم تحرك ساكنا بالرغم من الإعتداءات المتكررة وعمليات السطو والتخريب وبالرغم من الشكايات المقدمة لمصالح الامن، يحرك هذا الاخير ساكنا إلى أن ظهر “التشرميل” في شبكات التواصل الاجتماعي، هو تحرك متأخر جدا، لكن ماذا عسانا نفعل لقد تعودنا التأخير والتسويف في كل شيء، يبقى هذا التحرك أحسن من لاشيء.
اترك تعليقاً