قصة ستيلا أميو أداديفو
ستيلا أميو أداديفو هو إسم لطبيبة نيجيرية أنقذت بلادها من إن إنتشار كارثي لوباء الإيبولا , حينما هبطت إحدى الطائرات بمطار لاجوس هبط ذلك الدبلوماسي الليبيري باترك سوير و الحامل للجنسية الأمريكية و الذي لدى فحصه أشتبه في كونه مصاباً بمرض الإيبولا و مع إدعاءه بأنه مصاب بالملاريا فعلى ما يبدو أن نفوذه الدبلوماسي سمح بنقله إلى مستشفى خاص بدلاً من الحجر الصحي المجهز لمثل تلك الحالات الخطيرة .

و في المستشفى الخاص قابل الطبيبة أميو أداديفو و التي تشككت في روايته و اشتبهت في كونه حامل لوباء الإيبولا و منعته من المغادرة أبلغت وزارة الصحة و بالرغم من إحتجاجاته العنيفة و إصراره على المغادرة أستعانت الطبيبة النيجيرية بالطاقم الطبي في المستشفى لمنعه حيث وصلت الأمور لدرجة الإشتباك الجسدي , كان الرجل يصرخ وسحب أنبوبه الوريدي و لوث الدم المكان. لقد كان الرجل حريصاً على مغادرة المستشفي أكثر من أي شيء آخر ربما بدافع الخوف من الموت . و هي اللحظات التي على ما يبدو إلتقطت فيها الطبيبة النيجيرية و بعض من طاقمها الطبي الفيروس من المريض . 

قصة الطبيبة ستيلا أداديفو و كيف أنقذت نيجيريا من كارثة الإيبولا 2

 قيل أن السيد سوير و الذي كان بالفعل قد فقد أختا له كانت مصابة بإيبولا لم يكن مهتما المساعدة الطبية كما انه قد عقد العزم على زيارة واحدة من الكنائس الخمسينية الشعبية في نيجيريا بحثا عن علاج من واحدة من ما يسمى معجزات القساوسة.

خلال تلك الأيام المبكرة لرعاية السيد سوير و في حين ينتظر نتيجة فحص الدم ، مورست ضغوط مكثفة على ستيلا للسماح له بمغادرة المستشفى وهي الخطوة التي يمكن أن يكون لها عواقب كارثية .
إتصل السفير الليبيري محذراً من عواقب وخيمة لما اعتبره إختطاف لمواطنه و إنتهاك لحقوقه من قبل الطبيبة و المستشفى لكن المستشفى قررت دعم قرار الطبيبة .

 و يكفي هنا أن نذكر أن هذه أول حالة في نيجيريا و أن الدبلوماسي سوير خلال رحلته من الطائرة و حتى المستشفى قد تسبب في أكثر من 20 إصابة بوباء الإيبولا مما يدفعنا للتفكير في كم الإصابات التي كانت ممكن أن تحدث في بلد كبير ذو كثافة سكانية مرتفعة مثل نيجيريا و خصوصاً في لاجوس لو سمح له بالمغادرة ! 

توفي السيد سوير في المستشفى من الايبولا . بينما إلتقطت الطبيبة ستيلا أداديفو وأحد عشر من زملائها الفيروس.
لم يكن أحد يمكنه لوم طبيبة في مستشفى خاص تتعامل مع حالة مصابة بأكثر الأوبئة فتكاً على ظهر الأرض دون تجهيزات أو استعدادات أمنية خاصة و مع كل هذا القدر من التهديدات لكنها أصرت على موقفها الشجاع , توفيت الطبيبة أميو ستيلا أداديفو بعد أن إلتقطت المرض و بسبب إرادتها القوية و إيمانها بواجبها الطبي و الإنساني في حماية الناس من هذا الوباء المميت
 ماتت ستيلا أميو أداديفو كبطلة حقيقية ضحت بنفسها من أجل حماية الآخرين . ستيلا ليست وحدها فقد أصيب 12 من طاقمها أيضاً كما أصيب أكثر من 420 شخصاً من الأطقم الطبية العاملة في مجال إحتواء هذا الفيروس القاتل و منهم من يموت في صمت دون حتى أن نعرف قصته أو اسمه بينما نحن منشغلين بالتأريخ لبطولات القتلة و سفاكي الدم. 

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − تسعة =

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

اكتشاف المزيد من مجلة رؤى

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading