اذا كنت من هواة تناول القهوة فأنصحك أن تتجنب الأنواع الأغلي ثمناً منها لأن عملية إنتاجها وراءها قصة لابد أن تعرفها أولاً !
هل تعلم أن أغلي أنواع القهوه في العالم هي التي تصنع من فضلات حيوان زباد النخيل الأسيوي أو حيوان السيفيت و هو حيوان ثديي يشبه القطط و لديه القدرة علي تسلق الأشجار بمهارة حيث يتم جمع فضلات الزباد الذي يتغذي علي أنواع عديدة من الفواكه و علي حبوب القهوه كما يتغذي علي الحشرات و الحيوانات الصغيرة !
و يعيش حيوان زباد النخيل في جنوب شرق آسيا في اندونيسيا و الفلبين و ماليزيا و سيريلانكا و يتم استخلاص القهوة المهضومة جزئياً من فضلاته و تسمي قهوة كوبي لواك أو قهوة السيفيت و تباع في بريطانيا و أمريكا و أنحاء مختلفة من العالم للطبقات الأكثر ثراءاً حيث يبلغ سعر الفنجان الواحد منها 50 – 160 دولار ( بحسب المصادر المختلفة ) نظراً لمحدودية إنتاجها , و السر في الطعم و الرائحة المميزة لهذه القهوة تكمن انتقاء حيوان الزباد بعنايه للثمار الجيدة و كذلك في هضم الحيوان لها جزئياً و بالتالي تتخمر و تتفكك بعض البروتينات إلي احماض أمينية تجعل مذاقها مستساغاً عند البعض !.
“لابد أن هذا الحيوان يشعر بالفخر إذ يقدم البشر علي حماقة تناول مخلفاته فناجين فاخرة” قفزت العباره في ذهني و أنا أكتب هذا المقال لكن المزيد من المطالعة دلت علي أن هذا الحيوان لم يعد يفعل ذلك في ظروف طبيعية أبداً فبشاعة تناول مخلفات الحيوانات انضمت لها بشاعة و طمع البشر التي قادته إلي أقفاص ضيقه لا يمارس فيها هوايته للتسلق و نوع واحد من الطعام لا يفيد جسده و هو حبوب القهوة و بالتالي يتساقط الشعر من فراءه و يبدأ في قضم اطرافه للخلاص من الملل أو يظل يدور حول نفسه حتي يصاب بالإعياء و يبدأ في الهزال و كثير من هذه الحيوانات تموت تحت وطأة جشع الإنسان و ترفه .