إنجازات صينية مرعبة في حقل الإستنساخ
بقلم: سيمون فيزي
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو
(CAS/Institute of Neuroscience) |
لعبة القوة الصينية
أعتبر إستنساخ الرئيسات منذ زمن خطوة نحو النجاح في استنساخ البشر لذلك أثار زونجزونج وهيوهوا بشكل طبيعي المخاوف عن إقتراب استنساخ البشر.
تقول روملفانجر إن القردة بمثابة إنقلاب للسلطات الصينية لتليين قبضتها عن الأبحاث الحساسة.
” إنها تظهر نوعية الأعمال الرائدة التي تحتضنها الصين”. وروملفانجر هي المحررة المساعدة للمجلة الأمريكية للأخلاقيات الحيوية وعلم الأعصاب وتحضر القمة العالمية السنوية حول أخلاقيات البيولوجيا العصبية وتدلي بإنطباعاتها عن خطة البحث الصينية.
وتقول أن هذا النوع من الأبحاث الذي يتخطى القيود الأخلاقية هو بمثابة الدفع بخطة قومية.
“لا ينحصر دور العلم والتقانة والإبتكار في إيجاد الوسائل للخلاص من الأمراض ولكنها جزء أصيل من الثقافة – وبالتالي جزء من القوة”.
وتقول ان الصينيين يستغلون سهولة إجراء مثل تلك الأبحاث في الصين.
“أعتقد ان إجراء مثل تلك الإبحاث في الولايات المتحدة يواجه تحديات ثقافية متصاعدة يوماً إثر يوم”.
خطوات نحو إستنساخ البشر؟
يشمل الهدف المعلن من إستنساخ القردة توفير مصدر من الحيوانات المتطابقة وراثياً لغايات البحث الطبي.
يقول المشرف على الأبحاث لوكالة رويترز مومينج بو “الهدف الذي دفعنا لكسر هذا الحاجز هو إنتاج نماذج حيوانية مفيدة للطب والصحة البشرية”.
ويقصد بالحاجز هو المقدرة على إستنساخ حيوان مماثل وراثياً للإنسان.
عندما أُستنسخت النعجة الشهيرة دوللي في عام 1996 دفعت بموجة من التطور في حقل الإستنساخ لدى أنواع أخرى وأثارت المحاذير من إستنساخ البشر.
وتبين فيما بعد أن إستنساخ الأنواع الأخرى لم يكن بتلك السهولة حيث التحديات قائمة لكل نوع على حدة وأكبرها تحدي الرئيسات.
وأعتبرت في ذلك الوقت عقبة طبيعية كبحت التسارع نحو إستنساخ البشر.وسمحت بإلتقاط الأنفاس لسن التشريعات والقوانين الناظمة لإستنساخ البشر.
يقول الباحث جيرالد شاتين في حديث سابق عام 2003 “وكأن المشيئة الألهية سمحت بإستنساخ الأغنام والأبقار ولكن عند البشر شلت البيضة”
يتم الإستنساخ من خلال أخذ الحمض النووي د ن اDNA من حيوان ووضعه في خلية بيضة من حيوان آخر وإستخدام الكهرباء لإرغامها على النمو إلى جنين ولكن البيضة في حالة الرئيسات لم تنمو أبعد من المرحلة الأساسية الأولى.
أدرك مختبر شنجهاي أن مورثات الخلية التي تتحكم بتطورها إلى جنين قد أوقفت لذلك أضافوا مادتين جديدتين:(الحمض النووي الريبي المنقوص الآوكسجين المرسال messenger RNA والتريكوستاتين trichostatin A ) لفك قفلها. واستخدموا 127 بويضة و79 جنين و6 حالات حمل قبل نجاح إنتاج القردين. وبسبب نسبة الفشل المرتفعة يعتقد بعض العلماء في الغرب ان تلك التقنية لن تستخدم أبداً على البشر.
يقول البروفسور بيتر اندروز أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة لمجلة نيو ساينتست New scientist ” ربما تكون خطوة نحو إستنساخ البشر ولكن ما الذي يدعوك لفعل ذلك؟ فمن ناحية البيولوجيا البشرية لا يسمح بإستنساخ البشر في بريطانيا والعديد من الدول الأخرى ولا أعتقد أن أي شخص عقلاني سيسعى لفعل ذلك.”
يقول مراقبون آخرون أن الأبحاث الأخيرة لن تؤدي إلى إستنساخ البشرلأن تلك التقنية تنجح على الخلايا الجنينية فحسب.
انتجت معظم عمليات استنساخ الحيوانات حتى الآن نسخاً طبق الأصل عن الكبار مما ولد رؤى تشاؤمية عن عالم من المصغرات فيما لونجح تطبيق تلك التقنية على البشر.
ولا يعتبر زونجزونج وهيوهوا مسوخاً ولكن البحاثة في معهد علم الأعصاب التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في شنجهاي يعملون بجد للوصول إلى تلك المرحلة.
أستخدمت خلايا من الكبار لإنتاج قردين إثر 22 حالة حمل ولكنهما فارقا الحياة بعد الولادة بقليل.
يقول بو ان لديهم حالياً أمهات بديلات حوامل بأجنة مستنسخة من خلايا جسمية بالغة.
ويضيف” يبدو أنها تتطور بشكل جيد ونأمل بأنتاج مواليد عن قريب. ولا يوجد نية لتطبيق هذه الطريقة على البشر.”
ويبدو أن هذه المعرفة قد انتشرت في أماكن أخرى في الصين.
يقول زو زياوشون مدير مجموعة بويالايف Boyalife وهي وحدة صينية رائدة لإستنساخ الحيوانات تلقب ب “مصنع الإستنساخ” في تصريح لفرانس برس عام 2015 انهم يمتلكون التقنية لإستنساخ البشر ولكنهم “ضبطوا أنفسهم ” احترازاً من ردود الفعل الشعبية العارمة.
لقبت الصين “بالشرق الجامح” فيما يتعلق بالأبحاث الحيوية الطبية كونها تسمح بأبحاث محظورة في أماكن أخرى.
وأشهر الأمثلة حالة الباحث الأيطالي سيرجيو كانافيرو حيث رفضت أبحاثه على نقل الرؤوس على أسس أخلاقية في الولايات المتحدة وأوربا ولكنه وجد ملاذاً له في الصين.
وأثارت روملفانجر المخاوف من فقدان الشفافية حول مصدر الجثث.
“لم نحصل على إجابة من الزملاء الصينين حول جانب بالغ الأهمية من المشروع برمته- موافقة الأفراد على المشاركة.”
وانتقدت الأوساط الطبية إستخدام الصين للسجناء المحكومين بالإعدام كمصدر للأعضاء المزروعة وقرعت الحكومات الغربية والمجتمع الطبي العالمي وجماعات حقوق الإنسان أجراس الإنذار حول استخدام موافقة السجناء كبنوك أعضاء حية جاهزة للقتل حين الطلب. وأصبح حصاد الأعضاء عملاً يدر مليارات الدولاارت بإدارة الحكومة في الصين.