تحدثنا سابقاً في مقالة مضادات الفيتامينات لص يسرق الفيتامينات من جسدك عن الجانب السيء لمضادات الفيتامينات لكن يبدو أن لهذا اللص جانب آخر طيب لم يكشفه العلماء إلا مؤخراً . فقد لاحظ العلماء أن مضادات الفيتامينات تتعامل مع الخلايا البشرية بشكل مختلف عن الخلايا البكتيرية .
مضادات الفيتامينات هي مواد تثبط الوظيفة البيولوجية للفيتامينات . وقد لاحظ العلماء أن بعض البكتيريا قادرة على إنتاج شكل سام مضادات الفيتامينات لقتل البكتيريا المنافسة لها . يحتوي مضاد الفيتامينات هذا على ذرة واحدة فقط زائدة على الفيتامين الطبيعي في مكان يبدو غير مهم ومع ذلك لها تأثير كبير في عمل مضاد الفيتامين .
ما أدهش العلماء هو أنه في الوقت الذي تتسبب فيه هذا الذرة بتدمير بروتين الخلايا البكتيرية فإن الخلايا البشرية لا تتأثر بها فالبروتينات البشرية بشكل أو بآخر كانت قادرة على التعامل بشكل جيد نسبيًا مع مضادات الفيتامينات ومواصلة عملها.
بديل للمضادات الحيوية
و على الرغم من أن المضادات الحيوية قد انقذت أرواح الملايين منذ اكتشاف البنسلين قبل مائة عام ، إلا أن تراجع تأثير ها أمام البكتيريا بسبب ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية صار أمراً مقلقاً للغاية، مقاومة المضادات الحيوية قد تؤدي إلى تفاقم شديد في المرض لدى المرضى المصابين ، وغالبًا ما تكون النتيجة مميتة. لذلك يبحث العلماء في جميع أنحاء العالم عن بدائل جديدة وفعالة للمضادات الحيوية.
قام العلماء بالتحقيق في آلية العمل على المستوى الذري لمضاد الفيتامينات الطبيعي لفيتامين ب1 والذي تفرزه بعض أنواع البكتيريا والقادرة على إنتاج شكل سام من فيتامين ب 1 حيث تستخدمه لقتل أنواع البكتيريا الأخرى التي تنافسها.
استخدم العلماء “علم بلورات البروتين عالي الدقة” للتحقق من كيفية تثبيط مضاد الفيتامينات بروتينًا مهمًا ﻹعاقة التمثيل الغذائي المركزي للبكتيريا. وجد الباحثون أن ‘رقصة البروتونات’ ، التي يمكن ملاحظتها عادةً في البروتينات العاملة للبكتريا ، تتوقف تمامًا عن العمل وتثبط البروتين عن العمل.
الكيميائي دي جروت الباحث في ماكس بلانك وفريقه قاموا بعمل عمليات محاكاة حاسوبية لمعرفة سبب تأثير مضادات الفيتامينات على البكتريا . فوجدوا أن البروتينات البشرية إما أنها لا ترتبط بمضادات الفيتامينات على الإطلاق أو ترتبط معها بطريقة لا تسممها.
في النهاية فإن هذا الاختلاف بين تأثيرات مضادات الفيتامينات على البكتيريا وعلى البروتينات البشرية يفتح إمكانية استخدامها كمضاد حيوي في المستقبل وبالتالي خلق بدائل علاجية جديدة. أما فيما يخص التأثير المثبط للفيتامينات فيمكن تعويضه بتناول جرعات إضافية من الفيتامينات لتعويض التأثير السلبي لمضادات الفيتامينات .
مصادر
https://www.uni-goettingen.de/de/3240.html?id=5964
https://www.zora.uzh.ch/id/eprint/118850/
اترك تعليقاً