سواء كنت تدرك ذلك أم لا فالقيادات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية غالبا ما يستخدمون علم النفس للتأثير والسيطرة على أتباعهم. الزعماء الجيدين والفاسدين على حد سواء يستخدمون الحيل النفسية لصالحهم. الفرق بين القائد الجيد والسيئ هو كيفية استخدام تلك الحيل . إليك 4 تكتيكات نفسية غالبا ما يستخدمها القادة الفاسدين للسيطرة على الجماهير :
1. الانحياز والتعصب ( نحن أفضل من الآخرين )
هذه الحيلة النفسية تزيد من التماسك بين أفراد المجموعة على المدى القصير سواء أكانت هذه المجموعة هي حزب سياسي أو غير ذلك من خلال تركيز الهجوم على مجموعة خارجية .
” نحن الأخيار؛ هم الأشرار.” أو “انهم يمثلون تهديدا لطريقتنا في الحياة، يجب علينا أن نحافظ عليه” . هذا الإنحياز هو السبب الجذري للأحكام المسبقة حيث يؤدي لتشويه سمعة من هم خارج المجموعة أو من يغردون خارج السرب و يؤدي هذا عادة لرفع حدة التوتر.
للأسف، يتم استخدام هذه الحيلة الرخيصة دائماً في السياسة من قبل القادة و هي تؤدى إلى انقسام سياسي كبير بين الأحزاب السياسية قد تؤول إلى انقسامات داخل المجتمع ذاته في وقت لاحق .
القادة السيئين يستغلون هذا حقا. الزعماء السيئون يستخدمون هذه الحيلة لتحقيق مكاسب على المدى القصير بسبب ما تخلقه من ولاء و إلتزام لدى الأتباع و لكن هناك ثمن على المدى الطويل فمن الصعب للغاية عندما تحتاج الفصيلين داخل الدولة ( أو حتى على مستوى الدول ) للعمل معاً في المستقبل فإن هذه الجهود غالباً ما ستفشل بسبب ما تسبب فيه الزعيم من خلل نتيجة تشويه سمعة المجموعة الأخرى و الذي يمكن أن يظهر أسوأ ما في النفوس البشرية . القادة الجيدون يحاولون التركيز على الأهداف المشتركة و العمل معاً من أجل حل المشاكل المشتركة و الحصول على أهداف مشتركة .
2. المطالبة بالطاعة المطلقة للسلطة
“افعلوا ما أقوله لأني زعيمكم” هذه العبارة هي مثال للقيادة السيئة , أظهرت تجربة الطاعة لمليجرام أن الناس سيظهرون طاعة عمياء للسلطة حتى لو قادتهم إلى الصعق المؤلم لضحايا أبرياء (اقرأ المزيد عن
تجربة مليجرام ) . حينما يطلب شخص منفرد الطاعة العمياء من أفراد المجموعة البشرية فهي علامة منبهة على القيادة السيئة . إنها خدعة نفسية رخيصة أخرى تستغل ما يتعلمه الأطفال في صغرهم من الطاعة المطلقة للسلطة , بعض الناس يواصلون تقديم فروض الطاعة المطلقة غير المشروطة حتى حينما يصبحوا أشخاص بالغين .
لكن القائد الجيد يسمح لأتباعه بمساءلة السلطة بالرغم من كون ذلك هو الطريق الأصعب . القائد الذي لا يستشير أتباعه و لا يسمح لهم بتقاسم السلطه ليس فقط قائد سيء و لكنه قائد غير فعال أيضاً على المدى الطويل .
3. يحصلون على الامتيازات و يمنحون أنفسهم الاستثناءات
القادة الجيدون هم من يعملون على إنفاذ القوانين , القائد الجيد يحرص على أن يكون مثالاً جيداً بإتباع القواعد نفسها التي يطلب من الجماهير إتباعها, القادة السيئون يميلون للإعتقاد بأنهم يجب أن يستثنوا من القوانين و أن القواعد لا تنطبق عليهم بسبب أهمية مواقعهم .
ومن الأمثلة على ذلك العديد من القادة الذين ينخرطون في سلوك غير قانوني أو غير أخلاقي، من قبول الرشاوى و العمولات إلى وجود علاقات غرامية غير مشروعة إلى التهرب من القوانين . أفضل القادة يملكون التواضع. وهم يعرفون أن القواعد تنطبق عليهم وأنهم النماذج الأخلاقية لأولئك الذين يقودونهم.
4. بيع الوهم للناس
بعض الزعامات الدينية ورؤساء الدول يعرضون أشياءاً لا يستطيعون حقاً تقديمها مثل الخلاص الأبدي في مقابل الحصول على ولاء الأتباع. بعض القادة قد يطلبون من اتباعهم القيام بتضحيات ضخمة مثل التخلي عن حريتهم أو ثروتهم مقابل الخلاص الأبدي أو بكلمات فضفاضة مثل أن هذا هو ما يمليه عليهم الوطن و كأن الوطن شخصية حقيقية تملي الأوامر و ليست مجرد دلالة رمزية عن الشعب و الأرض. بالنهاية يحصل الزعماء على الثروة و السلطة المطلقة و يحصدون معها على قيادة غير قابلة للمسائلة و هي بالتأكيد أمور لا تمت للحكم الرشيد بصلة , هناك مقولة رائعة لإبراهام لنكولن حول هذا الأمر يقول فيها:
” ما يقلقني هو ليس ما إذا كان الله في جانبنا. ما يثير قلقي هو هل نحن في جانب الله !! ‘ .
أما أنت عزيزي القاريء فإذا ما تمكنت من فهم هذه الحيل التي يمارسها أولئك القادة الفاسدون فيمكنك حينها تمييزهم بسهولة و النجاة من شراك خداعهم .
اترك تعليقاً