من أروع البرامج الثقافية التي استمعت لها مؤخراً سلسلة حلقات من إعداد و تقديم الدكتور فالح الرويلي و التي بعنوان “ميراث قابيل / سيكولوجية العنف وحروب الإبادة” . وهي مجموعة مقالات صوتية منشورة على مواقع يوتيوب وساوندكلاود و منصات البودكاست.
تقدم السلسلة تحليلاً لجذور العنف وأسباب نشوء الصراعات من منظور نفسي و اجتماعي تمكننا من إدراك وفهم الآلية التي تعمل بها النفس البشرية و التي تدفعها دفعاً لإرتكاب تلك الجرائم ضمن ظروف معينة .
ميراث قابيل
إن مكافحة هذا الإرث الثقيل الذي سماه الكاتب “ميراث قابيل” تتطلب منا أن نفهم أنفسنا أولاً وأن نفهم كيف يفكر الفرد ودور العقل الجمعي والتسلط ووسائل الإعلام في فرض هذا الإرث المقيت الذي بإمكانه تحويل إنسان عادي إلى مجرم حرب يمارس جرائمه دون أن يطرف له جفن .
وتناقش السلسلة بعض الأمثلة على هذا التحول مثل مثل مذابح رواندا والتي مثلت شكلاً فجاً للتغيرات التي تطرأ على شخصية شعب بأكمله تحت ضغط الهستيريا الجماعية الكاسحة التي سببتها إحدى الإذاعات المحلية المدعومة من نظام الحكم آنذاك لتتحول أغلبية كاسحة من هذا الشعب إلى مجموعة من القتلة وسفاكي الدماء.
كما يتحدث الكاتب عن بعض التجارب العلمية التي أكدت قابلية الإنسان للتحول إلى شخص عنيف إذا ما أمن العقاب و هو ما أظهرته تجربة تيليغرام و تجربة سجن ستانفورد اللتان ذكرناهما سابقاً في مقالة : هل يمكن لإنسان عادي أن يتحول لمجرم ضد الإنسانية
ولأن الوعي الذاتي والمجتمعي هو الوسيلة الأفضل للتحصن ضد لإنسياق خلف تيارات العنف والتشرذم ؛ أدعوكم جميعاً لسماع هذه السلسلة المميزة و إسماعها لمن تحبون ، لاشك ستغير الكثير من أفكاركم ، و لعلها تنقذ ما تبقى لدينا من وحدة ومحبة . لا أود الإطالة عليكم أترككم مع السلسلة
“ميراث قابيل / سيكولوجية العنف وحروب الإبادة ” إعداد و تقديم الدكتور فالح الرويلي